الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

تداعيات عجلــة الفن

تداعيات عجلــة الفن
17 سبتمبر 2007 22:39
عندما قرر الفنان ترك العالم الانفرادي إلى زوبعة التكنولوجيا استطاع الفن أن يتكلم بصوت مسموع، لم يكن هذا القرار بقصد التقليد أو حتى البحث عن الجديد بل لأنه أدرك أن السرعة الثابتة تجعل العجلة تساوي الصفر وفي هذه الحالة لا يمكن إدراك المتغيرات المحيطة، فكان لابد من السير بسرعات مختلفة لكي يكتسب الجسم عجلة تباطؤ أو عجلة تسارع ولم يتوقف عند التغيير الذاتي بل درس المحيط لكي يختار العجلة المناسبة للتغلب على مقاومة الهواء، فإذا كانت السرعة عالية جدا والمقاومة كبيرة يحدث انقلاب للجسم المتحرك وبذلك يفقد السرعة وقد يتوقف للأبد عن الحركة وفي هذه الحالة يجب اختيار السرعة المناسبة والبيئة المحيطة ذات المقاومة الجيدة· عجلة الفن تتميز بقدرتها على الطيران والهبوط بشكل صحيح، وهنا العجلة لا تساوي صفرا كما كانت في السابق بل طرقت أبواب نيوتن وفورمان حتى لامست نافذة آينشتاين· لقد كان الفنان يتعامل مع السرعة المتغيرة بشكل غير مدرك ولكن عندما اكتسب العمل العجلة بدأ بالبحث عن وحدة مناسبة لها وبذلك حقق وحدة فكرة المنتج ضمن إطار الفن الموحد بين البشرية، فإن اختلفت المدارس التشكيلية يبقى الفن هو الفن، سواء من الداخل أو الخارج وحتى بين البرزخ· تلك السرعات المتغيرة لم تؤثر في جودة المنتج ولم تجعل من الدادائية حدثا واردا، بل خلقت رؤية واسعة للبيئة المحيطة وأغرقت الأنفس البشرية في الذات الغائبة عن الأجساد، فالفن الرقمي، الفيديو، القماش مجرد خامة يستخدمها الفنان ليرسم ملامح الذات المستمرة في التغريب· ظل الخيال والحلم يخط شكل المنتج وإن كان الفراغ عبارة عن واقع · احتلت الأضواء الناتجة من التغير في السرعة بصيرة الفنان فأصبحت الألوان الساطعة والفاقعة تحتل أرضية القماش، فلقد تم اكتشاف الخاصية الازدواجية للضوء (الجسيمية والموجية) بعد دراسة السرعة، فإن كنا نرغب بمعرفة مصداقية العمل المعاصر فلابد من معرفة الفنان وخامة الإنتاج وبذلك نغلق الأفواه التي تدعي المعاصرة وهي غير مدركة للفن وفكرة العمل الفني· تلك الأضواء تخترق الجدران الصامتة وقد تهدر كمية كبيرة من الطاقة التي تتحول عبر الزمن إلى حرارة ذات لهيب أبيض، فتبدأ الحقائق بالذوبان ويبدأ عصر مليء بالضجيج وصوت الأنا المنكرة للآخر· بدأ العالم يتحول إلى نجوم نابضة أي نجوم نيوترونية·· بدأ العالم يتحرك مثل تلك النجوم بحركة مغزلية، والتي اكتشفت عام 1967 حيث اعتنق العالم المفاهيمية وبدأت عجلات الفن المعاصر بالتحرك نحو الحداثة ولكن بشكل مغزلي ذي ضوء نابض· ولكن لماذا بدأ العالم يسلك سلوك تلك النجوم النابضة هل هو فرويد أم مارسيل ديوشان الذي اشتهر عمله بعنوان الزجاج الكبير أم أنه الواقع المهتز والمكتظ بالأفكار؟!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©