الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سلوكيات مرفوضة التشـاؤم

سلوكيات مرفوضة التشـاؤم
17 سبتمبر 2007 22:40
''التشاؤم'' عادة سيئة نهى عنها الإسلام، وحذّر منها الرسول صلى الله عليه وسلم، وكثيرون من المسلمين يتشاءمون من أشياء غريبة، فمثلاً بعض الناس يتشاءم من الأرقام الفردية، والآخر من سماع صوت بعض الحيوانات مثل الغراب، أو عندما يلاقي بعض الأشخاص صدفة· ويقول الدكتور شعبان محمد إسماعيل -استاذ اصول الفقه بكلية الشريعة جامعة أم القرى بمكة المكرمة-: إن الإسلام حرص على تصحيح مسار الإنسان، ورفض كل ما من شأنه أن يعوق حركة الحياة أو يجعلها تسير في غير الطريق الذي رسمه الإسلام، ولذلك غيَّر السلوكيات التي لا تتفق مع العقيدة الصحيحة والايمان الصادق، ومن هذه السلوكيات التشاؤم من الاشخاص والاماكن والأيام، وهي عادات قبيحة كانت موجودة عند الأمم السابقة، وامتدت الى الجاهلية الاولى قبل الاسلام، واستمرت مع بداية الرسالة المحمدية، فقد كانوا اذا نزلت بهم نعمة أسندوها الى الله تعالى، وإن نزلت بهم مصيبة أو سيئة تشاءموا وأسندوها الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما جاء في سورة النساء (وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك···) [النساء:78]، فرد الله عليهم هذا الزعم الفاسد وبين ان اسباب المصائب من عند انفسهم وبسبب مخالفتهم لمنهج الله تعالى: (ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك) [النساء:9]· ويضيف الدكتور شعبان: والعرب كانوا يعتقدون أن نزول المطر بسبب طلوع نجم معين ويزجرون الطيور لتطير، فإذا اتجهت ناحية اليمين استبشروا، وإن اتجهت ناحية الشمال تشاءموا، وذلك من صور التشاؤم التي لا تتفق مع العقل السليم ولا يقرها دين، فجاء الإسلام ووضع الامور كلها بيد الله تعالى، وإن كل شيء يجري حسب تدبير الله تعالى ومشيئته، وليس لأحد دخل فيما يجري في ملكه سبحانه، ويقول الله سبحانه وتعالى في سورة التوبة: (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون) [التوبة:51] حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع علو منزلته ورفعة شأنه لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً الا بإذن الله تعالى ومشيئته، كما جاء في سورة الاعراف: (قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله''···) [الأعراف:188]، وكان صلى الله عليه وسلم يتفاءل بالاشياء السارة وبالاسماء الحسنة، ولكنه لم يكن يتطير· وقال صلى الله عليه وسلم: ''لا طيرة، وخيرها الفأل'' قالوا وما الفأل يا رسول الله؟ قال: ''الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم''· فالتفاؤل والاستبشار بما يلائم النفس البشرية أمر فطري يهتم به الانسان مثل الكلمة الطيبة والدعوة الصالحة والالفاظ المحببة الى النفس، ولذلك كان صلى الله عليه وسلم اذا أتاه شخص وسأله عن أسمه فإن كان قبيحاً غيَّره، ولما كان التشاؤم أمراً فطرياً لا يسلم منه أحد علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم كيف نعالج هذا السلوك المخالف للعقيدة الصحيحة وهو ان الانسان لا يحزن نتيجة لهذا التشاؤم، وعليه ان يمضي الى العمل الذي قدم عليه متوكلاً على الله تعالى دون تردد، قال صلى الله عليه وسلم: ''من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك قيل وما كفارة ذلك؟ قال أن يقول: ''اللهم لا طير إلا طيرك، ولا خير الا خيرك ولا إله غيرك''· إن العقيدة الصحيحة هي الوقود الذي يسيِّر الإنسان في هذه الحياة لعلمه أن الامور كلها بيد الله وهو وحده الذي يدبر شؤون خلقه كما قال سبحانه وتعالى في سورة الاعراف: (ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين) [الأعراف:·54
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©