الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طريق العجائب صديق الكهوف والأسرار والأساطير

طريق العجائب صديق الكهوف والأسرار والأساطير
16 ابريل 2009 22:47
لا يعد الحديث عن طريق معبّد ذو أهمية في وقتنا الحاضر كون عمليات شق الطرق لاتعد ولاتحصى في جميع أنحاء العالم، لكن طريق «قريات صور» الذي يقع الجبل على ضفته والبحر على ضفته الأخرى، ويمر على أكثر من أحد عشر واد، والكهوف في الجبال لاتوصل إلا بهذا المسلك! تجعل الحديث يمتد عنه قرابة 15 سنة واستمر انشاؤه قرابة 5 أعوام في ظل ظروف صعبة قاسية. حدث بارز ويعد الطريق الحدث الأضخم -تقريباً- لسلطنة عمان في عام 2009 فقد افتتح في تاريخ 18 فبراير، ويبلغ طوله 90 كيلومترا، ويسير الطريق على سبعة جسور تمشي تحتها الأودية الرئيسة التي يبلغ طولها الإجمالي 1500 متر، وتتراوح ارتفاعاتها بين 10 أمتار الى 41.5 متر، حيث يعد الجسر الكائن بالقرب من منطقة «قلهات» هو أعلى الجسور التي تم تنفيذها في السلطنة بالإضافة إلى 13 نفقا لعبور السيارات يخدم المناطق المحاذية للطريق وتقاطع علوي عند بداية الطريق وسيعمل الطريق على تسهيل حركة وتنقل المواطنين وسيكون له الدور الإيجابي في تنشيط الحركة الاقتصادية والتجارية والسياحية. وعلى الطريق في ضفته اليسرى باتجاه الشرق يوجد الموقع الشهير «هوية نجم» وهو عبارة عن حفرة عميقة بها ماء كرستالي صافي نقي ومنعش وتقع في الجنوب الشرقي من ولاية قريات ما بين قريتي «ضباب» و «فنس» بمحاذاة شارع قريات صور، إلا إن رحلة الوصول إلى هذا المكان الذي لا يبعد عن الشاطئ الجبلي الرائع متعة بحد ذاتها. حكاية شعبية ويروى في قديم الزمان هوى في هذا المكان نيزك، وكوّن هذه الحفرة العميقة بمساحة يبلغ قطر دائرتها 160 مترا تقريبا وعمقها أكثر من 30 مترا وأصبحت تتدفق إليها المياه العذبة من جهة الوادي صوب شاطئ البحر فامتزجت تلك المساحة المائية بمياه البحر وأصبحت شبه مالحة.لكنها متجددة دوما، صافية كأنها بلور من قوس قزح متدرج الألوان والانعكاسات، ويمكن الوصول إلى المياه في أعماق هذه الحفرة عن طريق السلالم التي أنشئت لهذا الغرض، وأن السباحة في تلك المياه منعشة بشكل لايمكن وصفه. ويتميز هذا الموقع السياحي الذي جمع بين السهل والجبل والبحر بكونه الشاهد على الطبيعة الثلاثية وقد أضاف إليه الطريق الجديد الممتد من ولاية صور وحتى قريات جمالا ورونقا رائعين. مواصفات عالمية صمم الطريق بحسب المواصفات العالمية ويعتبر من الطرق الرابطة بين محافظة مسقط والمنطقة الشرقية، إضافة إلى أهميته السياحية فهو طريق ساحلي يمر بالعديد من المناطق السياحية الجاذبة للسياح، كما أنه يساعد على إنعاش الحركة الاقتصادية والتجارية وسكان المنطقة وقد استغرق تنفيذه حوالى خمس سنوات وتمت إضافة طرق خدمية إليه. ومن يقصد هذا الطريق يجد المدن القديمة التي عرفت بها عمان سابقا كمدن (ضباب، فنس، طيوي، بمه) ومدينة «قلهات» التي يعود تسميتها إلى قُلى بمعنى رؤوس الجبال، لأنها في منطقة شاهقة الارتفاع، وهي مدينة ساحلية تقع شمال مدينة صور، وأنشئ فيها مصنعا ضخما لإنتاج الغاز المسال، ويوجد فيها ضريح «بيبي مريم» الذي يرجع بناؤه إلى القرن الرابع عشر الميلادي، وصفه الرحالة ابن بطوطة «زُينت جدرانه بقطع دقيقة من الآجر، وفيها برج حيضي ويقع فيها وادي الصافية والضباع والطليحي، وجبل رأس قلهات، وسيح الميدان، وتعرضت المدينة للدمار والخراب على يد البرتغاليين في مطلع القرن السادس عشر». كهوف يجد سالك هذا الطريق أمامه بعض الكهوف التي تقع على جانبيه، مما يجعل من المنطقة قبلة سياحية، خاصة أن أسرار الطبيعة العمانية المميزة بتلك الكهوف الغريبة المنتشرة في معظم أرض عمان من شمالها الى جنوبها، فعلى هذا الطريق تجد كهف «سراب كلية» الضخم والممتلئ بالأسرار والعجائب والغرائب والخرافات والأساطير، وله قصص وحكايات عند أهالي المنطقة الواقعة على هذا الطريق، إذ يقال إن سبب اكتشاف الكهف، يرجع إلى أن رجلا اختفى كلية فيه، وبذل الأهالي محاولات عديدة للعثور عليه وفشلوا، وبعد فترة من الزمن ظهر الرجل فجأة وخرج من الكهف! يتميز الكهف بطوله وظلامه وبرودته، ومن يمشي داخل الكهف يلاحظ رياح خفيفة باردة تخرج من داخله، كما أنه يسمع أصوات خرير الماء، وربما يكون في الكهف ينابيع ماء جارية. أما كهف «السخاخيم»في منطقة طيوي، فهو صغير الحجم يقع تحت صخرة في الجبل تتسع لشخص واحد فقط، والعجيب في أمر هذا الكهف الصغير، انه يخرج منه هواء بارد وهواء ساخن. وكذلك كهف» مجلـس الجن» وهو من أعظم وأكبر الكهوف في العالم، يقع في وادي بني جابر، التابع لولاية صور، وقد بلغت مساحته حوالى 58,000 مترا مربعا، بينما بلغ ارتفاعه حوالي 120 مترا، ويتدلى من الكهف أعمدة كلسية، كما تبرز من أرضية الكهف نتوءات كربونية كلسية تشبه الشعب المرجانية، كما تعمل الأنهار الجارية من تحت سطح الأرض على نحت تجاويف في الحجارة الجيرية محدثة أشكالا تشبه إلى حد بعيد أعشاش العصافير. من يرتاد هذا الطريق لن يحدوه سوى النزول لزيارة المواقع والأماكن التي تقع على ضفتيه، وكثيرا مايحب الجميع النزول إلى شاطئ البحر حيث المنطقة المسماة «مكلا بر» التي يختلف رملها عن رمال الشواطئ الأخرى في بياض لونه ونصاعته، وتدب الحركة النشطة في الطريق لما يملكه من مقومات أثرية وسياحية واقتصادية.
المصدر: مسقط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©