السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إيطاليا في قبضة رينزي!

7 فبراير 2015 21:35
خرج رئيس الوزراء الإيطالي «ماتيو رينزي» قوياً من الانتخابات التي جرت لاختيار الرئيس الـ12 لإيطاليا، حيث تمكن من حشد حزبه وراءه وترك «سيلفيو بيرلسكوني» الذي شغل منصب رئيس الوزراء ثلاث مرات وحيداً. وحصل مرشحه، «سيرجيو ماتاريلا»، قاضي المحكمة الدستورية ووزير الدفاع السابق، على ما يقرب من ثلثي نحو1009 أصوات محتملا من المشرعين والمندوبين الإقليميين في الاقتراع الرابع الذي أجري في 31 يناير. وحصل «رينزي» على دعم اللحظات الأخيرة من حليفه الرئيسي في الائتلاف الحكومي، وهو وزير الداخلية «أنجيلينو ألفانو»، بينما وضع «بيرلسكوني» في مأزق بعد أن فشل في إقناع الأحزاب الأخرى بترك بطاقات الاقتراع فارغة، علامة على الاحتجاج. وذكرت «رافائيلا تينكوني»، خبيرة اقتصادية بمؤسسة «بنك أوف أميركا»، ميريل لينش، أن انتخاب «ماتاريلا» بأغلبية كبيرة «يعد علامة على أن رينزي لديه سيطرة كاملة على الحكومة». وأضافت أن «المستثمرين ربما ينظرون إلى إيطاليا كدولة تحظى بقدر متزايد من الاستقرار السياسي». ويمهد هذا التصويت الطريق لرينزي (40 عاماً)، والذي حصل على دعم آخر الأسبوع الماضي عندما أظهرت البيانات تراجع معدلات البطالة في ديسمبر عن مستوى قياسي مرتفع، ليواصل أجندته للإصلاحات الاقتصادية دون اللجوء لانتخابات مبكرة لترسيخ سلطته. وفي لقاء مع «المساجيرو»، يوم الأحد، قال رئيس الوزراء إن لديه ثقة بأن حكومته ستستمر حتى 2018 وأنه سيواصل العمل على الإصلاحات الدستورية مع «بيرلسكوني»، الذي يتزعم حزب المعارضة. واستبعد «رينزي» حدوث تغييرات في حكومته الائتلافية التي تضم حزبه الديمقراطي وحركة «الاختيار المدني» وحزب يمين الوسط الجديد بزعامة «ألفانو». ويذكر أن الرئيس «جورجيو نابوليتانو» (89 عاماً)، قد استقال في 14 يناير بسبب تقدمه في العمر، ما جعل «رينزي» أمام تحدٍ يتمثل في اقتراح خليفة قادر على توحيد حزبه دون المساس بائتلافه الحكومي القائم منذ سنة واحدة وعلى مسار الإصلاح. وتعد رئاسة إيطاليا دوراً شرفياً، رغم أن رئيس الجمهورية يصبح حكماً رئيسياً خلال الأزمات السياسية، إذ بإمكانه تعيين رؤساء الحكومة وحل البرلمان والدعوة لإجراء انتخابات مبكرة. وقالت وزيرة الدفاع «روبيرتا بينوتي» إن «رينزي لم يظهر فقط قدرة سياسية عظيمة في اختيار المرشح المناسب وبناء الدعم اللازم له، بل أيضاً في تفسير ما توقعه الرأي العام» من هذه الانتخابات الرئاسية. إن دعم «ألفانو» الذي انفصل عن حليفه السابق ومعلمه «بيرلسكوني»، منح «ماتاريلا» أغلبية واسعة. وقد اتهم قطب الإعلام والملياردير (78 عاماً)، والذي أجرى محادثات استمرت أياماً مع رئيس الوزراء في محاولة فاشلة للتوصل إلى مرشح من الحزبين، اتهم «رينزي» بتعريض تحالفهما حول الإصلاحات الدستورية للخطر. وخرج «بيرلسكوني» ضعيفاً بعد أن تبين أن ممثلي حزبه في البرلمان لم يتركوا كلهم بطاقة الاقتراع فارغة. وذكر «رينزي» ومسؤولون آخرون في حزبه أن الصدع مع «بيرلسكوني» لن يؤثر على خطط للموافقة على قانون جديد للانتخابات وإجراء تعديلات في الدستور. وأوضح «لورينزو جوريني»، نائب الأمين العام للحزب، لوكالة الأنباء الإيطالية (أنسا) أن انتخاب ماتاريلا «لن يترك أثراً على الأغلبية». وقال المشرع بالحزب الديمقراطي «جوسيبي سيفاتي» في لقاء معه في روما إن هذا لن يؤدي إلى أزمة حكومية، إذ ليس بإمكان «رينزي» ولا «بيرلسكوني» تحمل إجراء انتخابات مبكرة. وتلقى المرشح الرئاسي لـ «رينزي» دعماً من الأقلية اليسارية للحزب الديمقراطي فضلا عن المعارضة اليسارية، وجماعة البيئة وجماعة الحرية، الحليف السياسي لرئيس الوزراء اليوناني «أليكسيس تسيبراس». لكن اختيار «رينزي» أثار تساؤلات حول ما إذا كان اختيار مرشح يروق لليسار يعد محاولة من رئيس الوزراء لاختبار التأييد لتغيير محتمل في سياساته الاقتصادية. وذكر «جيانلوكا زيجليو»، المدير التنفيذي لأبحاث الدخل الثابت في مؤسسة سانرايز بروكرز بلندن، أن «أوروبا تبدو على وشك تخفيف المفاضلة بين الصرامة المالية والنمو، ما سيتيح ليرينزي اتباع سياسات أكثر يسارية». وقد فاز حزب «تسيبراس» المناهض للتدابير التقشفية، بالانتخابات العامة في اليونان الشهر الماضي. وكان «رينزي» معارضاً صريحاً لسياسات الموازنة الصارمة التي فرضها الاتحاد الأوروبي. وأكد للمستشارة الألمانية «أنجيلا ميركل» عبر الهاتف يوم الأحد أن إيطاليا لن يكون بوسعها الدخول في تحالف مع اليونان وغيرها من دول جنوب أوروبا التي تهدف للتشكيك في قواعد ميزانية الاتحاد الأوروبي. كيارا فاساري وستيفانيا سبيزاتي ولورينزو توتارو- روما ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©