الإغتراب النفسي

المشكلة عزيزي د.مصبح: أنا سيدة مطلقة منذ أربع سنوات تقريباً، ولدي طفل عمره سنتين، وكان والده الذي تمت إدانته في إحدى القضايا يدلله كثيراً، وبعد الطلاق إضطررت للعمل وجعلته يعيش في بيت جده، والآن عمره يزيد عن ثلاث سنوات، ولا يقبل أن يأتي ليعيش معي، وأحاول استمالته وإغرائه أو إقناعه كثيراً دون فائدة، وإن نجحت فإنه يأتي يوماً واحداً، وسرعان مايتذمر ولا يستجيب لأي نصح أو توجيه، ويشعرني كأنه في سجن رغم أنني لا أقسو عليه مطلقاً، وأشعر أنه يعاملني كأنني لست أمه، ويطلب أن يعود إلى بيت جده، ومن المحتمل أن أتزوج ثانيةً، هل من الأفضل إن تزوجت أن يعيش معي؟ وماذا سأفعل معه؟ أنا خائفة وقلقة عليه جداً عندما يكبر ويصبح شخصاًً سيئاً بسبب تدليله وبعده عني؟ أرجو المساعدة. أم سعيد النصيحة سيدتي.. أتفهم تماماً قلقك على طفلك يا أم سعيد، ومما لاشك فيه أن غياب الأب، وانشغالك المفاجئ بالعمل سبب للصغير صدمة نفسية غير محسوسة لمن حوله سببت له إغتراباً نفسياً تجاهك، في الوقت الذي عوضه حنان بيت الجد عما إفتقده، ويعيش مشاعر متضاربة ناحيتك، تختلط فيها الكثير من مشاعر الغضب بالكثير من مشاعرالاحتياج والحب أيضاً. وأقصر طرق الحل الآن أن تكرسي جهدك لتستعيدي دورك كأم، فهو في حاجة ماسة إلى جرعات متدرجة ومتزايدة من الحنان والعطف والاهتمام والاحتواء، والأهم من ذلك كله أن تكوني صبورة جداً معه، ولا تتذمري أو تيأسي ويصيبك الإحباط ، أوتتعجلي النتائج، ولا تحاولي بأي طريقة أن تشوِّهي صورة والده على الاطلاق من أجل أن تكسبي أنت حبه أو وده ، فهذا من شأنه أن يسبب له المزيد من المشاكل النفسية السيئة، واحرصي على تربيته على عاداتك أنت دون تخويف ، وكوني إيجابية، وحازمة معه، وأفهميه أن العيش في أى مكان آخر ما هو إلا أمر مؤقت، وأن الطبيعي أن يكون معك، وحاولي أن تقضين معه أكبر مساحة من الوقت حتى ان كان في بيت جده، أوتحصلين على اجازة من عملك، واصطحبيه كثيرا الى النزهة والأماكن التي يحبها خارج البيت، وسيكون لاهتمامك ورعايتك له أكبر الأثر على نفسيته، ودعي التفكير في الزواج الآن حتى تستقر حالته، وثقي أن حالة الإغتراب النفسي لطفلك لن تستمر..ونتمى لك التوفيق.