الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مريم بيشك تقرأ التحولات الاجتماعية وأثرها في اللغة

مريم بيشك تقرأ التحولات الاجتماعية وأثرها في اللغة
16 ابريل 2009 22:57
استضافت إدارة الثقافة والفنون، في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث مساء أمس الأول في المجمع الثقافي بأبوظبي، الأكاديمية والباحثة الانثروبولوجية الإماراتية الدكتورة مريم بيشك، في محاضرة تحت عنوان ''المسألة اللغوية في الخليج العربي''، بحضور عدد من الأدباء والباحثين والمتخصصين في حقول اللغة والمجتمع والصحفيين والمهتمين بالدراسات السوسيولوجية للغة· وفي تقديمها للمحاضرة قالت الباحثة خولة الحديد إن ''جهود الدكتورة مريم بيشك ذات خصوصية وفرادة في البحث عن التحولات الاجتماعية وأثرها في تطور اللهجات واللغة، كما أنها تؤصل إلى ضرورة البحث الجاد في سيمياء اللهجة وآفاق تعالقها مع اللهجات الأخرى، وصلتها باللغة الأم''· وأضافت: ''لقد قدمت الدكتورة مريم بيشك جهداً بحثياً كبيراً للدرس الأكاديمي عبر كتبها التي رسخت اسمها كباحثة في ميدان الحقول الانثروبولوجية''· واستهلت الدكتورة مريم بيشك محاضرتها بتقديم الشكر إلى هيئة أبوظبي للثقافة والتراث على اهتمامها باللهجات الخليجية وبخاصة اللهجة الإماراتية وتوثيق ما اندثر منها، وحفظها للتراث الشفاهي وجمعه والتراث اللغوي وتوثيقه· وقسمت بيشك محاضرتها إلى ثلاثة مفاصل أو مباحث وهي: علاقة اللغة بالمجتمع وعلاقة اللغة بالفكر وعلاقة اللغة بالتعليم· وأشارت في مبحثها الأول إلى تعريف العلاقة اللغوية عند ابن جني الذي يرى أن ''اللغة هي اصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم''، ثم أضافت أن اللغة هي المرآة التي تعكس ما يدور في المجتمع واعتمدت ما أطلقت عليه بالثنائية اللغوية وصفاً للغة العربية رافضة مفهوم، ومصطلح الازدواجية اللغوية· وقالت بيشك إن ''اللغة اليونانية تحتوي على 3 لغات، وهي: لغة شعائرية ولغة إعلامية وكتابية ولغة للحديث المتداول الشخصي، وفي هذا الإطار فإن اللغة العربية يمكن أن يطلق عليها ثنائية اللغة''· وأكدت أن ''كثيراً من التجاذب يحدث باستمرار بين اللغة والنشاط الاجتماعي''، وأشارت إلى أنها تخالف الدعوة إلى القضاء على اللهجات المحلية إذ اللهجات - بحسب قولها - لا تؤثر على اللغة الفصحى مطلقاً· واستشهدت بأمثلة واقعية كثيرة واعتبرت أن ثنائية اللغة استجلبت ايجابيات مهمة· وأضافت بأن التلاقح العربي في دولة الإمارات قد أغنى اللهجات وبخاصة اللهجة الإماراتية حتى أنها أصبحت أقرب إلى الفصحى من حيث ثراء الخصائص والتركيب واستحداث مركبات لغوية غنية· وتحدثت في هذا السياق عن بعض من الخصائص الصوتية ومنها ''الاستبدال'' بين حرف الجيم والياء وانحسارها في اللهجة الإماراتية بفعل تطور التعليم والاستقرار العربي في الإمارات وتلاقح وتداخل البنى الاجتماعية وعدت هذه الظاهرة ايجابية· وتطرقت الباحثة إلى سلبيات وظواهر عامة تؤثر على اللغة واللهجة ومنها تزاحم اللغات الأجنبية مع اللغة العربية، كذلك ظهور ما اسمته بـ ''اللغة الهجينة'' وهي تكسير اللغة الفصحى في التعامل المجتمعي حيث تؤدي هذه الظاهرة إلى هدم النظام اللغوي من حيث الإفراد والتثنية والجمع في لغتنا العربية· وأضافت أن ''اللهجات الخليجية تمتلك ظواهر أهما التأدب في الحديث وهي سمة تتفاوت بين لهجة وأخرى، وكذلك ظاهرة عدم قبول بعض الكلمات أو الامتناع عن الاجهار بها أو ما يطلق عليها بـ ''التابو''· وشددت الدكتورة بيشك على ما اعتبرته جانباً سلبياً وهو عدم تلاقح الآداب والفنون في اللهجة الخليجية وبخاصة المسرح والفنون، وعدم دخول هذه الثقافات في النظم المعرفية والتدريسية، وقالت: ''لأننا اعتقدنا أن تدريس هذه المواد ضار وبلا جدوى، وما دمنا نمتلك الآن زخماً ثقافياً مهماً لذا توجب علينا أن نسأل أنفسنا أين لغتنا؟''· وتقدمت بالشكر ثانية إلى هيئة أبوظبي للثقافة والتراث على اطلاقها برنامج مسابقة شاعر المليون الذي أحدث حراكاً ثقافياً مهماً· وقدمت الباحثة في مبحثها الثاني عن علاقة اللغة بالفكر افكاراً حول ضرورة عدم الفصل بين اللغة والنتاج الفكري، وعن أهمية المصادر والتعبير في اللغة، وأسباب اختفاء الكثير من الأفعال التي كانت سائدة في اللهجة الإماراتية، والألفاظ التي كانت متداولة منذ زمن ليس ببعيد، وأهمية الالتفات إلى الأشعار والمقولات المتداولة التي تدلل على معان أكثر التصاقاً بالحياة وتلخيصاً لها· أما في المبحث الثالث والأخير عن علاقة اللغة بالتعليم فكان أهم مفصل فيه هو علاقة اللغة واللهجة بالهوية، واعتبرت فقدان الايديولوجية الموحدة المعتمدة سبباً في خلخلة اللغة في عالمنا العربي· وتطرقت إلى مفهوم التخطيط اللغوي الذي اعتبرته جانباً مهماً حتى أننا - بحسب قولها - لا نملك تخطيطاً في المجال الإعلامي الذي يعتبر جانباً مهماً لتفعيل اللغة· وخلصت الباحثة إلى توصيات مهمة في محاضرتها منها ضرورة الحفاظ على التراث الشفاهي وتقنين الخطاب الإعلامي والتخطيط اللغوي·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©