البرادعي يطالب بمهلة حتى ديسمبر لحسم القضايا مع إيران

هيمنت تحذيرات وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير من توقع الأسوأ مع ايران وهو الحرب على اعمال الدورة الـ51 للجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا امس حيث دعا المدير العام للوكالة محمد البرادعي الى ابعاد التفكير باللجوء الى القوة الا بعد استنفاد كل الخيارات الاخرى· في وقت انتقدت النمسا ما وصفته بـ''لهجة كوشنير العسكرية''· كما وصفت طهران التصريحات الفرنسية بأنها استفزازية وحذرت الدول الغربية من خيار المواجهة بدلا من العلاقات الودية معها· واستبعد البرادعي امكانية اللجوء الى القوة ضد ايران بشأن برنامجها النووي، معتبرا ان الخيارات الاخرى لم تستنفد بعد الى حد كبير، وقال ''علينا دوما ان نبقي في اذهاننا انه لا يمكن التفكير في اللجوء الى القوة الا بعد استنفاد كل الخيارات ولا اعتقد اننا وصلنا الى هذه المرحلة··اعتقد ان ما علينا القيام به هو تشجيع ايران على العمل مع الوكالة في اطار الاتفاق المبرم مؤخرا لتوضيح القضايا العالقة بشأن طبيعة برنامجها النووي ومن الآن وحتى نوفمبر او ديسمبر سيكون في وسعنا معرفة ما اذا كانت تتصرف بحسن نية وسيكون لدينا عندها موقف آخر··اطلب من الكل عدم الانجرار الى الحرب الى ان نصل الى نهاية عملية التحقق وحتى هذه اللحظة ليس هناك خطر محدق وواضح بشأن البرنامج الايراني استنادا الى عمليات التفتيش''· وانتقدت وزيرة الخارجية النمساوية اورسولا بلاسنيك بشدة تحذيرات كوشنير من مخاطر نشوب حرب مع ايران، وقالت ''انه الوحيد القادر على توضيح ما قصده ولا يسعني ان افهم لجوءه الى خطاب عسكري في هذه المرحلة وأؤيد مواصلة العمل على حل مع ايران بالتفاوض وواثقة من امكانية ايجاد مثل هذا الحل''· فيما اعلن وزير الطاقة الأميركي صمويل بودمان ان بلاده تريد المضي قدما في دعم الطرق الدبلوماسية لحل الازمة النووية ولديها امل بالتزام ايران بالقرارات الدولية، لكنه حذر ايضا من فرض مزيد من العقوبات· كما حث مندوبا اليابان والاتحاد الاوروبي إيران على وقف تخصيب اليورانيوم· وسعت الحكومة الفرنسية الى التخفيف من تصريحات كوشنير، حيث قال رئيس الوزراء فرانسوا فيون ان التوتر على أشده مع ايران لكن الامكانية ما زالت متاحة للتحرك الدبلوماسي، واضاف ''يجب ان يفهم الايرانيون اننا في وضع من التوتر البالغ وان المواجهة ستكون آخر خيار يتمناه اي مسؤول سياسي لكن لم يتم المضي حتى النهاية بعد في آلية العقوبات وينبغي بذل كل الجهود لتفادي احتمال اندلاع حرب''· وقال فيون ''ان كوشنير كان على حق في قوله ان الوضع خطير وينبغي التعامل معه بجدية والمواجهة مع ايران هي الاجراء المتطرف الأخير الذي يمكن لأي زعيم ان يأمل حدوثه··الجميع يرى ان الوضع في الشرق الاوسط متوتر للغاية ويتفاقم لكن يجب القيام بكل ما يمكن لتجنب الحرب''· فيما رحب الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك بتصريحات كوشنير، وقال ''فرنسا تشاطرنا الاهداف نفسها··هذا النظام الايراني لا يمكن ان يمتلك سلاحا نوويا··نحن مع الخيار الدبلوماسي لكن الرئيس جورج بوش لا يسحب اي خيار عن الطاولة''· واتفقت فرنسا وهولندا امس على السعي الى اقناع اكبر عدد ممكن من الدول بتبني عقوبات جديدة بحق ايران خارج اطار الامم المتحدة بسبب برنامجها النووي، وقال وزير الخارجية الهولندي مكسيم فيرهاغن اثر كوشنير ان بلاده على استعداد لتطبيق عقوبات ضد ايران بشأن ملفها النووي في حال فشل مجلس الامن في الاتفاق على عقوبات اضافية· فيما اشار كوشنير الى ان هذه العقوبات سيكون تنفيذها عبر النظام المصرفي والتجاري والصناعي لكل دولة عضو في الاتحاد، واضاف ان نظيره الروسي سيرجي لافروف كان ميالا لفكرة وجوب ان تكون هناك عقوبات فعالة· واعتبرت الحكومة الالمانية ان فرنسا كانت على حق بتحذيرها حول ايران ذلك ان جميع العناصر مجتمعة لقيام وضع صعب جدا بالنسبة للاسرة الدولية، لكنها قالت انه من الخطا التحدث عن تهديدات بشن حرب، مشددة على التزامها بحل الخلاف حول الملف النووي بالطرق الدبلوماسية· وفي المقابل، حذرت ايران من جانبها على لسان رئيس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية رضا اغازاده الدول الغربية من خيار المواجهة بدلا من العلاقات الودية معها· وقللت ايضا على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية محمد علي حسيني من أهمية التحذيرات التي أدلى بها كوشنير ووصفتها بأنها استفزازية أشبه بتعليقات ''القوى الامبريالية'' ولا تتماشى مع الخطوط العريضة لسياسات الاتحاد الاوروبي المؤيدة للتوصل الى تسوية دبلوماسية الى جانب انها تضر بمصداقية فرنسا في الشرق الاوسط ولا تتناسب مع مكانتها التاريخية· وكان الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد كرر التأكيد على امتلاك بلاده تقنية تخصيب اليورانيوم على المستوى الصناعي، وقال ''لن نذعن مطلقا للضغوط لوقف التخصيب وليس هناك اي مبرر أمام القوى الغربية لفرض عقوبات ضد ايران''· وتحدى مجددا الرئيس الأميركي جورج بوش لعقد مناظرة في اجتماع الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع المقبل، وقال ''مازلت مستعددا لعقد مناظرة معه··لنجلس سويا ونعقد حوارا متحضرا حول أي موضوعات مثل العراق أو كيفية إيجاد حل لمشاكل العالم وندع القرار للشعوب لتقرر من على صواب ومن على خطأ عبر التصويت في استفتاء عالمي وبالتالي فإن الحل الذي سيتم اختياره سيطبق''· وحذر الجنرال محمد حسن كوسهنشي احد قادة الحرس الثوري الايراني امس الولايات المتحدة من ان قواتها في الشرق الاوسط في مرمى الصواريخ الايرانية وقال ردا على ما تردد حول تحديد الولايات المتحدة نحو ألفي هدف في ايران ان موقع بلاده المهيمن في المنطقة يحميها من اي هجوم وإن الاكيد هو ان الاميركيين الذين يحيطون بإيران هم ايضا سيتحولون الى اهداف، واضاف ''اليوم الاميركيون يحيطون ببلادنا لكن ذلك لا يعني انهم يحاصروننا فهم ايضا محاصرون وهم في مرمى نيراننا·