خبراء يستبعدون تراجع سعر الذهب لارتفاع تكاليف الإنتاج وضعف الدولار

استبعدت مصادر ناشطة في قطاع الذهب عودة المعدن الأصفر لأسعار عام 2006 والتي دارت حول 700 دولار للأونصة، خاصة بعد ارتفاع تكاليف استخراج وصناعة الذهب بسبب ارتفاع أسعار البترول، حيث يتطلب تصنيع المعدن كميات كبيرة من الطاقة، كما أشارت المصادر نفسها إلى أن انخفاض سعر الدولار والتغيرات الاقتصادية العالمية من العوامل الأخرى التي تدفع ارتفاع سعر الذهب بشكل كبير· وقال معاذ بركات المدير الإقليمي لمجلس الذهب العالمي: إن سعر الأونصة من الذهب وصل إلى 1013 دولاراً، ثم انخفض حالياً إلى 927 دولارا وذلك بسبب دخول مستثمرين مراحل جني أرباح، إلا أن الانخفاض المتوالي من الممستحيلات، بل هناك تقديرات بوصول الذهب إلى مستويات قياسية بنهاية العام الجاري، لافتاً إلى أنه كلما انخفض سعر الدولار، ارتفع سعر الذهب جاء ذلك على هامش المؤتمر الصحفي للإعلان عن تحضيرات ''مؤتمر دبي مدينة الذهب'' أمس، والذي ستقام دورته السادسة يومي 12 و13 أبريل المقبل بدبي، وتقام الدورة السادسة لمؤتمر دبي مدينة الذهب بالتعاون بين مجموعة دبي للذهب ومركز دبي للسلع المتعددة بمشاركة 20 متحدثاً دولياً، وتقام تحت رعاية ســــمو الشــــيخ أحمد بن ســـعيد آل مكتوم رئيس دائرة الطيران المدني الرئيس الأعلى لطيران الإمارات· ويرى معاذ بركات أن مؤشرات الربع الأول من العام الجاري لمبيعات الذهب في الإمارات والمنطقة ترجح تراجعا في الكميات بنسب تصل إلى 20% وذلك لأسباب تتعلق بارتفاع الأسعار والتغيرات الاقتصادية العالمية والإقليمية، والتراجع المستمر في قيمة الدولار· وأضاف: على الرغم من ذلك فإن الذهب ما زال الوعاء الادخاري الآمن أمام المستثمرين، كما أن الانخفاض في كميات البيع، يقابله ارتفاع في القيمة، وذلك لارتفاع سعر الذهب باستمرار، لافتاً إلى وجود متغيرات في تفكير مواطني الخليج حالياً من خلال الأخذ بالتنوع في أدوات الاستثمار وادخال الذهب كعنصر رئيسي للاستثمار لتلافي مواجهة التذبذب في الأدوات الاستثمارية الأخرى· سهم الذهب وأوضح معاذ أن إصدار سهم الذهب في الخليج وتحديداً في الإمارات من جانب مجلس الذهب العالمي، ما زال في طور الترتيبات، ويتطلب الأمر بعض الوقت، إلا أننا نتوقع أن يكون العام الجاري 2008 عام الحسم لهذا السهم، مشيراً إلى أن مجلس الذهب العالمي أصدر أسهم ذهب حتى الآن على مستوى العالم بقيمة تجاوزت 33 مليار دولار، أي ما يوازي ثلث الذهب المتداول في العالم· وتوقع معاذ أن يكون سهم الذهب جاذبا للاستثمار في الخليج مع صدوره الأولي، خاصة أن تجربة السهم في أسواق العالم كانت جيدة، نظراً لأنه كلما تذبذبت البورصات العالمية تدفع بالمستثمرين نحو الاقتصاد والاستثمار التقليدي خاصة في العقارات والذهب· ويناقش المؤتمر التحديات التي تواجه قطاع الذهب حالياً، ووسائل توحيد الجهود الخاصة بتسهيل عمليات التوريد والتجارة، وارتفاع الأسعار، والمنافسة القوية مع قطاعات المنتجات الفاخرة عالمياً، إضافة إلى مناقشة الأمور ذات الصلة بالتدريب والتعليم والكوادر البشرية في القطاع· وأشار معاذ بركات إلى أن قطاع الذهب حقق في العام الماضي نمواً بلغ 12% في المبيعات بالإمارات ليصل إلى 559 طناً، مقابل 489 طناً في العام ،2006 ووصلت القيمة 9,5 مليار درهم بزيادة 24%، لافتاً إلى أن سعر الذهب عالمياً سجل 52% نمواً في العام الماضي مرتفعاً من 655,8 دولار للأونصة إلى نحو ألف دولار بين عامي 2006 و،2007 وكان الربع الأخير من عام 2007 جيداً· وتوقع معاذ أن يكون لأي قرار بشأن زيادة قيمة الدرهم أمام الدولار انعكاسات سلبية على الاستثمار بصفة عامة، بما في ذلك الذهب، نظراً لكون سعر الدرهم حالياً حافزاً للمستثمرين، وزيادة سعره سيقلل من هذا الحافز، إلا أن هذا الانعكاس سيكون مؤقتاً، وفي النهاية يرجع برمته لمنظومة اقتصادية سياسية للدولة· سعر صرف الدرهم يرى توفيق عبدالله رئيس مجلس إدارة مجموعة دبي للذهب والمجوهرات أن تغيير سعر صرف الدرهم وزيادته أمام الدولار سيكون له آثار إيجابية على شراء الذهب من المستهلكين، ولكن هذا رهن أيضاً بعدم حدوث مفاجآت في الأسعار ورفع الأسعار بنفس معدل ارتفاع قيمة الدرهم· وتحدث عن المؤتمر قائلاً إنه أصبح حدثا هاما لمناقشة تنمية قطاع الذهب والمجوهرات، خاصة أن حجم هذا القطاع في الخليج يصل إلى 14,5 مليار دولار (52,9 مليار درهم) أي 10% من القيمة الإجمالية للذهب حول العالم البالغ 146 مليار (537,2 مليار درهم)، لافتاً إلى أن الذهب هو ثالث أكبر مساهم في اقتصاد الإمارات ولاعب رئيسي في تنمية الثروة الوطنية· وقال توفيق: يصل عدد مواطني الخليج العاملين في قطاع الذهب إلى 8 آلاف شخص، وسيرتفع العدد بنسبة 10% بحلول ،2011 كما أصبح الذهب لاعبا رئيسيا في تنمية السياحة· وأضاف في المؤتمر الصحفي الذي حضره أحمد بن سليم المدير لمركز دبي للسلع المتعددة: يواجه قطاع صناعة المجوهرات على مستوى العالم تحديات كبيرة في المرحلة الراهنة تعود إلى ارتفاع سعر الذهب نتيجة تراجع سعر الدولار، وتهدف دورة العام الحالي من ''مؤتمر دبي مدينة الذهب'' إلى مناقشة هذه القضايا وتعزيز التعاون بين خبراء القطاع لمواجهة هذه التحديات· مستويات قياسية قال إيان ماكدونالد، المدير التنفيذي لقسم الذهب والمعادن الثمينة في مركز دبي للسلع المتعددة: حافظت أسعار الذهب خلال الأشهر الماضية على مستوياتها القوية مما شجع الاستثمارات في هذا المعدن النفيس، وقد شكلت هذه الاستثمارات سببا رئيسيا في ارتفاع أسعار الذهب، الأمر الذي عزز قيمته النقدية، وأسهم في توفير فرص استثمارية هامة للأفراد والمؤسسات على حد سواء، ويوفر ''مؤتمر دبي مدينة الذهب'' بيئة مثلى لمناقشة ودراسة هذه الفرص· وأضاف سيكون من بين المتحدثين في هذا الحدث بول ووكر، الرئيس التنفيذي - الذهب في مؤسسة ''جي اف ام اس'' والذي سيكشف عن نتائج دراسة الذهب لعام ،2008 كما سيتناول مجلس الذهب العالمي موضوع تسويق الذهب والمجوهرات في ظل تقلب وارتفاع سعر الذهب في الوقت الراهن، بينما سيتحدث الدكتور جايتانو كافاليري، رئيس الاتحاد العالمي للمجوهرات عن تعزيز رسالة تسويق المجوهرات النفيسة، في حين سيتناول مارك فون بوكستيل المسؤول الأول في مركز انتويرب العالمي للألماس في حديثه الدروس المستفادة من تطبيق نظام عملية كمبرلي على مدى خمسة أعوام·