الاكتئاب.. رفيق الجنس اللطيف

نسرين درزي (أبوظبي) تؤكد دراسات أن المرأة أكثر عرضة للاكتئاب من الرجل، وأن الأمراض النفسية أكثر ما تصيب النساء في مراحل عمرية مختلفة. وتكشف وجود رابط وثيق بين الاضطرابات العصبية التي تصيب الجنس اللطيف، وعدد من الأمراض العضوية. وتؤكد الدكتورة دولي حبال، الطبيبة النفسية في مستشفى يونيفرسال بأبوظبي، أن المرأة عرضة للاكتئاب أكثر من الرجل بـ 3 مرات وفي مختلف المجتمعات. وعن أعراض الاكتئاب لدى المرأة، تقول إن المرأة المصابة باكتئاب تشعر بالكثير من الإحباط والحزن واليأس، وقد تبكي من دون سبب، لافتاً إلى أن هبوط مزاجها هو المظهر الرئيس لحالة الاكتئاب التي تترافق مع أعراض أخرى. وتضيف أنها تفقد الرغبة في ممارسة أمورها اليومية المختلفة سواء في العمل أو الدراسة، مع فقدان الحماس للهوايات والأنشطة التي كانت تمارسها من قبل، مشيرة إلى أن النساء المكتئبات يصبن بتباطؤ حركي بسبب ضعف النشاط وانخفاض مستوى الطاقة، مع الشعور الدائم بالتعب. كما تهمل المرأة المصابة بالاكتئاب أناقتها ومظهرها الخارجي وكذلك نظافتها. ويصبح نومها متقطعاً، كما أنها قد تنام ساعات طويلة ومع ذلك تظل تشعر بحاجة للنوم. الأمر الذي يؤدي إلى انقطاعها عن الناس والأصدقاء، وتفضيلها البقاء بمفردها والابتعاد عن الأصوات والضجيج. ارتباط جسدي توضح حبال أنه ثبت ارتباط الاكتئاب عند النساء بأمراض جسدية مختلفة. مع خطورة التداوي الأعمى بالعقاقير والمسكنات التي تزيد الأمر سوءاً وتعقيداً لأنها في هذه الحالة تؤثر في وظيفة الدماغ، مشيرة إلى أن العوامل الوراثية والبيولوجية والبيئية والنفسية والاجتماعية تتفاعل مع بعضها وتحدث تغييراً في الدماغ يؤدي إلى أعراض الاكتئاب. وعليه، فإن الانطباع العام لدى الناس عن الاكتئاب خاطئ وغير منطقي، إذ لا توجد دائماً أسباب واضحة ومباشرة في حياة المرأة قد تكون وراء وضعها النفسي المتدهور. وليس من الضروري أن يكون وراء الأمر فشل دراسي أو عاطفي أو مشاكل في العمل أو خسارة مالية وما شابه. وتذكر أن الدراسات كشفت وجود رابط بين تكرار حالات الاكتئاب في العائلة نفسها، موضحة أن العامل الوراثي يلعب دوراً واضحاً في هذا السياق. وبحسب الأبحاث، فإن عدد الأفراد الذين يعانون من الاكتئاب في أسرة المريض يزيد 3 أضعاف عن الأسر الأخرى. علاقة مهمة وتؤكد دراسات وجود علاقة مهمة بين مواقف مختلف في الحياة ونشوء مرض الاكتئاب. وكان العالم النفسي هانس سيليه سرد قائمة تضم معظم الأحداث التي تتعرض لها المرأة، وتؤثر عليها من الناحية النفسية. وتضم اللائحة وقائع سلبية مثل فقدان شخص عزيز أو خسارة مالية، وأخرى إيجابية مثل الترقية في العمل أو الزواج والولادة. وبالرغم من أن هذه الوقائع إيجابية إلا أنه تم تصنيفها في القائمة على أنها أحداث الحياة، نظراً لأنها تضمن إثارة الخوف من زيادة المسؤوليات والأعباء، وتغييراً في الروتين اليومي للمرأة. في حين أن نساء أخريات قد يتعرضن للمواقف نفسها ولا يصبن بالاكتئاب، والسبب أن الاستعداد البيولوجي لدى الفئة الأولى يكون أكثر تفاعلاً مع الأحداث. وعلى الأرجح هن واجهن خلال حياتهن سلسلة طويلة من المآسي أتعبتهن، ولم يعدن يحملن المزيد من الضغوط والتغييرات.