الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

المعادلة الصعبة

المعادلة الصعبة
18 سبتمبر 2007 21:55
اختيار المجال الأمثل لاستثمار الأموال، هو الهاجس الذي يواجه رجل الأعمال دائما، فهو يبحث بين الخيارات المتعددة عن القطاع الذي يمكن ان يدر عليه أكبر عائد ممكن مع أقل نسبة مخاطرة وهي معادلة صعبة بعض الشيء، لأنه من المعروف طبقا للنظريات الاقتصادية أن العائد المتوقع يزيد كلما زادت نسبة المخاطرة ، والعكس صحيح أيضا· وإذا اقتربنا قليلا من السياحة كصناعة في العالم، وفي المنطقة العربية والخليجية بشكل خاص، سنجد أنها صناعة المستقبل التي يمكنها أن تحقق المعادلة الصعبة، فمع الحركة السياحية المتنامية في الإمارات، وتشجيع الدولة لهذه الصناعة التي لم تكن من قبل محل اهتمام كبير، أصبح الاستثمار السياحي حاليا أحد أهم مجالات الاستثمار التي تقدم عائدا كبيرا مع نسبة مخاطرة قليلة· وهذه الحقيقة لم ينتبه إليها إلا قلة من المستثمرين المواطنين خلال السنوات الماضية، فقد استثمروا أموالهم في هذا المجال بالرغم من ضعف العائدات في هذا الوقت، ولكنهم كانوا ينظرون للمستقبل اكثر من غيرهم·· واستطاعوا تحقيق العديد من الإنجازات، وأصبحت مشروعاتهم ذات اسم كبير، تخطى حدود الدولة إلى الدول المجاورة في الشرق الأوسط، ووصل بعضها إلى دول أوروبية·· وأصبحت فرصتهم أكبر الآن للاستفادة من التطور في القطاع السياحي الحالي بالدولة·· ويبقى السؤال ''هل لا تزال الفرص قائمة''؟· واقع الحال يقول إن فرص الاستثمار في المجال السياحي لاتزال قائمة وبوفرة كبيرة، وهناك العديد من المشروعات السياحية التي تنتظر أن يتقدم إليها المستثمر المحلي، وهي فرص تتناسب مع رؤوس الأموال الضخمة والمتوسطة والصغيرة أيضا، والدراسات تؤكد أن عائد الاستثمار في المجال السياحي هو عائد مجزي ومشجع، إضافة إلى البعدين الاقتصادي والاجتماعي من تواجد رأس المال المحلي في هذه المشروعات التي تركناها لفترة طويلة في يد الاستثمار الاجنبي· وابتعاد الاستثمار المحلي عن صناعة السياحة لفترة طويلة كانت له أسبابه·· فصناعة السياحة لاتزال جديدة على المجتمع·· بل أن البعض يخشى الاستثمار في هذا المجال نتيجة مخاوف دينية واجتماعية·· رغم ان الأمور ليست بهذه الصورة السيئة·· وهناك تجارب عديدة ناجحة رغم التزامها بكل التقاليد والأعراف والتعاليم الدينية·· ولكن لاتزال الصورة مشوشة لدى البعض· وتوضيح الصورة الاستثمارية الصحيحة في صناعة السياحة يقع على عاتق الجهات الرسمية التي لم تبذل جهدا كبيرا في توضيح فرص الاستثمار في هذا القطاع للمستثمرين المحليين·· وتبصيرهم بالفرص المتاحة والعائدات المجزية· ويجب أن نبدأ في خطة واضحة لجذب رؤوس الأموال المواطنة إلى تلك المشاريع·· من خلال الندوات والمؤتمرات وورش العمل المحلية بالتعاون مع الغرف التجارية·· فالسياحة ليست فقط فنادق أو منتجعات تحتاج إلى استثمارات ضخمة كما يعتقد البعض·· ولكنها مجموعة كبيرة من الأنشطة تستوعب رؤوس الأموال مختلفة الحجم والقدر لاتزال تنتظر من يستثمر فيها·· وهناك عشرات الدراسات المعدة بالفعل، ولكنها لا تجد من يقبل عليها·· وهناك العشرات من المشاريع الصغيرة والمهمة التي نفذها البعض وحققت أرباحاً كبيرة· إنها فرص كبيرة وحقيقية يمكنها أن تحقق المعادلة الصعبة التي يبحث عنها الكثيرون ، رغم أنها قريبة منا جدا·· وحياكم الله·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©