الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تسول الأطفال يُعلِّم الانحراف والسلوك العدواني

تسول الأطفال يُعلِّم الانحراف والسلوك العدواني
18 سبتمبر 2007 22:01
حذر متخصصون اجتماعيون ونفسيون من خطورة تسول الأطفال وصغار السن في المجتمع، مؤكدين أن تسول الأطفال يدفع كثيرا منهم إلى تعلم ثقافة الشارع القائمة على استسهال السلوك العدواني وحب المغامرة والانحراف، مطالبين الأسر بمراقبة أبنائهم، وعدم دفعهم إلى الشارع للتسول مهما ضاقت بهم الحاجة، وقيام الجهات المسؤولة بإيواء الأطفال المشردين الذين يلجؤون للتسول، وذلك لمنع تفاقم المشكلة التي لم تكن تشهدها الإمارات من قبل· وكان مصور ''الاتحاد'' قد رصد في أحد أنفاق المشاة في مدينة الشارقة طفلة تفترش الأرض وتتسول من المارة، مما تعد سابقة خطيرة باستغلال الأطفال في أعمال التسول، خاصة أن البلاد تشهد حاليا موجة من تسول الكبار في شهر رمضان المبارك· وحذر أشرف العريان أستاذ علم النفس من خطورة ظاهرة الأطفال المتسولين، وقال: ''تكمن الخطورة في أن هولاء الأطفال يعيشون أغلب أوقاتهم بعيداً عن الرقابة الأسرية وعن التوجيه والإرشاد الذي تقدمه الأسرة والمدرسة·'' وأضاف: ''إن هذا السلوك يدفع الأطفال المتسولين إلى تعلم ثقافة الشارع، القائمة على استسهال السلوك العدواني وحب المغامرة والانحراف وغيرها من السلوكيات غير المقبولة اجتماعيًّا التي تكون بالنسبة لهؤلاء أعمالا بطولية يتفاخرون بها فيما بينهم، مثل السرقة وتعاطي المخدرات وشرب الكحول والتدخين·'' وأكد أن انتشار هذه الظاهرة يؤدي إلى نشوء جيل يعيش على الهامش في المجتمع ويقوم بأعمال مخالفة للقانون يدفع المجتمع لاحقا ثمنا باهظا لمعالجة الآثار السلبية الناجمة عنها· ودعا المؤسسات الحكومية وغير الحكومية إلى التصدي لهذه الظاهرة الذي يعد الفقر والبطالة أكثر دوافعها، كذلك تقديم الإرشاد والتوجيه حول أساليب الحماية السليمة· وأكد أن لهذه الظاهرة تأثيراً سلبياً على التحصيل الدراسي للأطفال، واستمتاعهم باللعب والحياة إضافة لتعرضهم لأشكال الإساءة المختلفة· واتفق أستاذ علم الاجتماع الدكتور سيد منصور مع رأي علم النفس إذ قال إن انتشار الفقر والبطالة وتدني مستوي الوعي وغياب الإرشاد والتوجيه من قبل الوالدين والمدرسة من أسباب هذه الظاهرة· وأضاف: ''إن هذه الظاهرة تعكس خللاً اجتماعياً، وأن استمرارها يصيب الأجيال بالمرض والوهن، موضحا أن حياة الإنسان منذ طفولته وحتى مماته تمر بمجموعة من المراحل النمائية المتعاقبة، والطفولة هي مرحلة مبكرة من حياة الإنسان، وأكثر المراحل خطورة·'' وأكد أن شخصية الإنسان الراشد تتشكل معالمها الأساسية سلباً أو إيجاباً في مرحلة الطفولة، حيث يجب الاهتمام وتأمين كافة المتطلبات وشروط النمو السليم خلال هذه المرحلة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©