السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبدالله بن أم مكتوم.. الشهيد الأعمى

عبدالله بن أم مكتوم.. الشهيد الأعمى
18 سبتمبر 2007 22:14
عبد الله بن أم مكتوم·· سبق غيره الى الإسلام، وتحمل المشاق في سبيل إعلان دينه والإيمان بربه، فهاجر مع المهاجرين من مكة الى المدينة، ولم يقف فقده لبصره عائقاً دون المشاركة في الدعوة الاسلامية، فحفظ القرآن الكريم، وكان قوي الحافظة، وروى الكثير من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم· وكان ابن أم مكتوم ثاقب الرأي، كريم الخلق، وكان يجلس في المسجد يعظ المسلمين ويعلمهم أمور دينهم ودنياهم، كما كان في فترة بقائه في المدينة اثناء الغزوات يجمع الأطفال ويعلمهم القرآن الكريم· وكان ابن ام مكتوم قبل كل ذلك جميل الصوت، حلو النبرات، ولهذا جعله الرسول صلى الله عليه وسلم مؤذناً للصلاة مع بلال بن رباح· ويقول الباحث أحمد سويلم: إن ابن أم مكتوم سعد سعادة كبيرة بمكانه من الرسول صلى الله عليه وسلم الى أن جاء يوم وفد فيه سادة قريش على بيت النبي صلى الله عليه وسلم وكان الوفد يضم عتبة بن ربيعة وأخاه شيبة وعمرو بن هشام وأمية بن خلف والوليد بن المغيرة والعباس بن عبدالمطلب، ومكث الوفد يجادل الرسول، والرسول مشغول به يجيب ويقنع، وفي هذه الأثناء يأتي عبدالله بن أم مكتوم يريد أن يسأل الرسول صلى الله عليه وسلم في مسألة دينية، فيعرض عنه الرسول لانشغاله بسادة قريش، ويذهب عبدالله غاضباً حزيناً من إعراض الرسول الكريم عنه وعن مسألته، فنزل الوحي الكريم معاتباً النبي صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى: (عبس وتولى· أن جاءه الأعمى· وما يدريك لعله يزكى· أو يذكر فتنفعه الذكرى)· وهذا الموقف الذي جاء في الآيات يدل دلالة عظيمة على مكانة هذا الصحابي الجليل عند الله تعالى، فقد وصفته الآيات بأنه جاء طالباً التفقه في الدين ويطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يعلمه مما علمه الله والرسول مشغول عنه بمناقشة وفد قريش لإقناعهم بالاسلام· وبعد أن نزلت هذه الآيات على النبي صلى الله عليه وسلم ذهب الى ابن أم مكتوم يسترضيه وكان كلما رآه قال له: ''مرحباً بمن عاتبني فيه ربي ألك حاجة؟''، وكان صلى الله عليه وسلم يقربه من مجلسه ومن نفسه، ليس إشفاقا عليه لكونه فاقدا للبصر وإنما لمنزلته عند الله تعالى ولعلمه وأدبه· لقد استخلفه الرسول الكريم على المدينة المنورة ثلاث عشرة مرة اثناء الغزوات· كما استخلفه كذلك في حجة الوداع، وهذا تشريف كبير لابن أم مكتوم من النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكتف ابن أم مكتوم بقعوده في المدينة فقد طال به العمر ليحضر كثيرا من الفتوحات بعد موت الرسول الكريم، وقد اشتاقت نفسه شوقا الى المشاركة في الجهاد والقيام بدور فاعل في ساحة الغزوات غير عابئ كونه فاقدا للبصر وتتهيأ امامه الفرصة حينما اسرع الى معركة القادسية والتي كانت واحدة من المعارك الفاصلة التي قادها سعد بن أبي وقاص بين المسلمين وأعدائهم واستشهد كثير من المسلمين في هذه المعركة وكادوا ينسحبون من الميدان لولا ايمانهم بنصر الله تعالى· ويسرع عبدالله بن أم مكتوم مستندا على ذراع أحد المسلمين ويقف فوق ربوة عالية وهو يصيح: ادفعوا الي اللواء فإني أعمى لا أستطيع أن أفر وأقيموني بين الصفين· ويحاول المسلمون أن يثنوه عن عزمه وهو يصيح ويطالب باللواء ويقاتل عبدالله بن أم مكتوم مستضيئا بنور الله حتى نال نعمة الشهادة في معركة القادسية·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©