الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حق القرآن

18 سبتمبر 2007 22:16
القرآن كلام الله الذى لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، من قال به صدق، ومن حكم به عدل، وإن أهله هم أهل الله وخاصته، والمتمسكون به ناجون فائزون، والمعرضون عنه هلكى خاسرون، فهو خير كتاب· فكيف نتعامل مع القرآن، وما هي حقوقه علينا، والواجبات المناطة بنا؟ فتابع الكلمة بعد الكلمة والسطر بعد السطر لتعرف الإجابة· كالبدر من حيـــــث التفـــــت رأيــتــــــــه يهدي إلى عينيك نوراً ثاقــــــباً كالشمس في كبد السماء وضوؤها يغشى البلاد مشارقاً ومغارباً هذا هو القرآن بالنسبة للمسلم يراه نوراً في كل شيء، وبذلك يكون التعامل معه حقاً واجباً على كل مسلم ومسلمة، فالقرآن بالنسبة للمسلم هو المسير لحياته في جميع تصرفاته، وهو يعلم أن الله تبارك وتعالى قد بين فيه كل شيء ووضح، فالقرآن بالنسبة للمسلم كما قال القحطاني في نونيته: تنزيــل رب العالمــــــين ووحيـــــه بشهادة الأحبار والرهبــان الله فصلـــــــه وأحكـــــــــــــم آيـــــــــه وتــــلاه تنزيـــــلاً بلا ألحــــان جمع العلوم دقيقهـــا وجليلهـــــــا فيه يصـول العــــــالم الرباني قصص على خير البرية قصها ربي فأحسن أيمـــا إحســـان وأبان فيــه حلالـــــه وحرامــــــــــه ونهى عن الآثام والعصيان حجة له يوم القيامة والمسلم في اتباع حق القرآن عليه يعلم أنه يجعل روحه وقلبه طيبين، فقد أخرج الشيخان وغيرهما من حديث أبي موسى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ''مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة، ريحها طيب وطعمها طيب· ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة، لا ريح لها وطعمها حلو· ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة، ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة، ليس لها ريح وطعمها مر''· والمسلم يعلم أنه بتلاوة القرآن يأخذ الخيرية والأفضلية كما أخرج الشيخان من حديث عثمان ''خيركم من تعلم القرآن وعلمه''، والمسلم يعلم أن القرآن ينجيه يوم القيامة، بل ويجعله من المقربين، كما أخرج الطبراني في الصغير من حديث أنس ''من قرأ القرآن يقوم به آناء الله وأطراف النهار يحل حلاله ويحرم حرامه حرم الله لحمه ودمه على النار وجعله مع السفرة الكرام البررة، حتى إذا كان يوم القيامة كان القرآن حجة له''· وما دام المسلم يوقر القرآن ويجل قدره، فهو يعلم أن القرآن يشفع له، فقد أخرج أبو عبيدة عن أنس ''القرآن شافع مشفع وماحل مصدق من جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار''· أهل الله فهذه بعض الحقوق من العبد تجاه القرآن، وكذلك عدم مساس المصحف إلا وهو متطهر لقول الله تبارك وتعالى لا يمسه إلا المطهرون الواقعة-79 وكذلك يجب على المسلم أن يعلم أن القرآن الكريم يحفظه ليلاً ونهاراً، فقد أخرج الإمام أحمد والترمذي من حديث شداد بن أوس ''ما من مسلم يأخذ مضجعه فيقرأ سورة من كتاب الله تعالى إلا وكل الله ملكاً يحفظه فلا يقربه شيء يؤذيه حتى يهب متى هب'' ويعلم المسلم، كذلك أنه إذا التزم بالقرآن فصار من أهله الذين أكرمهم الله وأنعم عليهم بخصوصية منهم· كما أخرج النسائي وابن ماجه والحاكم من حديث أنس قال ''أهل القرآن هم أهل الله وخاصته'' بل إن المسلم يعتقد وذلك من أدبه أن القرآن يأتي بالخير العظيم، فقد أخرج مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي قال ''أيحب أحدكم إذا رجع إلى أهله أن يجد ثلاث خلفات عظام سمان؟ قلنا نعم يا رسول الله، قال ثلاث آيات يقرأ بهن أحدكم في صلاته خير له من ثلاث خلفات سمان''· هداية وكذلك يعلم المسلم أن خير حديث يتكلم به هو حديث الله تبارك وتعالى، فقد روى مسلم من حديث جابر بن عبدالله ''خير الحديث كتاب الله'' وأن اتباع القرآن يهديه من الضلالة إلى النور، ومن سوء الحساب يوم القيامة، فقد أخرج الطبراني من حديث ابن عباس ''من تعلم كتاب الله ثم اتبع ما فيه هداه الله من الضلالة ووقاه يوم القيامة سوء الحساب''· والقرآن يرقي المسلم في درجاته في الجنة، ويجعله ينتقل من منزلة إلى منزلة أعلى وأعظم، فقد أخرج الحاكم من حديث أبي هريرة ''يجيء صاحب القرآن يوم القيامة فيقول القرآن: يارب حله فيلبس تاج الكرامة ثم يقول يارب زده يارب ارض عنه فيرضى عنه ويقال له: اقرأ وارق، ويزاد له بكل آية حسنة''، بل إن علم وعمل المسلم بالقرآن ينفع والديه يوم القيامة، فأخرج أبوداود وأحمد والحاكم من حديث معاذ بن أنس ''من قرأ القرآن فأكمله وعمل به ألبس والداه تاجاً يوم القيامة ضوؤه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا لوكانت فيكم، فما ظنكم بالذي عمل بهذا''· ·· وعبادة وكذلك فقراءة القرآن عبادة·· المتعبد بتلاوته'' ومن كرم الله على قارئه أنه يعطيه بكل حرف حسنة فقد قال - صلى الله عليه وسلم - ''وعدني ربي بكل حرف في القرآن بحسنة··'' فمن حق القرآن على المسلم ألا يضعه في أماكن نجسة، ولا يدخل به دورات المياه، ولا يضعه في بيته ويهجره، فيكون بيته خربا، وكذلك من حقوق القرآن على المسلم أن يعلم أن الله تبارك وتعالى أنزله مع ملك من أعظم الملائكة وهو الروح الأمين سيدنا جبريل على أعظم رسول وهو محمد الأمين، ليبلغه لأشرف أمة هي أمة سيد المرسلين في خير زمان وهو شهر رمضان لأقدس مكان وهو مكة المشرفة· فلنأخذ هذا الحق ولنحافظ عليه حتى ننعم بالجنان· ينشر بترتيب مع وكالة الأهرام للصحافة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©