قيل إن رجلاً قال للشاعر بشار بن برد: يا أبا معاذ، إن حالك عجيب· أنت تفخر أروع الفخر حتى تقول:
إذا ما غضبنا غضبةً مُضَريةً هَتَكْنا حجابَ الشمسِ أو أمطرتْ دما
إذا ما أعَرْنا سيدا من قبيلة ذُرَى منـــبرٍ صلّــــى علينـــــا وسلمــــــا
ثم إنك مع ذلك تقول:
ربابة ربّة البيتِ تصبّ الخلَّ في الزيتِ
لها سبع دجاجاتٍ وديكٌ حســــنُ الصوتِ
فقال: إنما القدرة على الشعر أن يوضع كل شيء في محله، فلا يوضع الهزل محل الجد ولا الجد محل الهزل· وربابة هذه جارة لي تنفعني بما تبعث لي من بيض دجاجها وهذا الشعر الذي لا يعجبك هو عندها أحسن من: (قفا نبك من ذكرى حبيبٍ ومنزل)!