الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحرب بين إسرائيل وسوريا... لا رهان على نتائج باهرة

الحرب بين إسرائيل وسوريا... لا رهان على نتائج باهرة
18 سبتمبر 2007 22:25
أكثر من معلق إسرائيلي يقول إن الدولة العبرية -وقد أصيبت بجراح كثيرة- باتت بحاجة إلى صدمة كبرى· هل تكون هذه الصدمة الحرب الساحقة ضدّ سوريا؟! الغارة الأخيرة ''والغامضة على الأراضي السورية كانت بمثابة اختراق للخط الأحمر، أي أنه لا مجال للركون إلى اتفاقية فكّ الاشتباك عام (1974) أو الضوابط الدولية، فالمفاجآت واردة في كل لحظة، وثمّة مَن يعتبر أن الوضع بات بحاجة إلى جراحة استراتيجية، ولكن هل بهذه البساطة؟! خاصة بعدما قال الجنرال ''كولن باول'' ''الحرب هي الحرب، والأرجح أنها موت المنتصر والمنهزم على السواء''· لكن ماذا لو اندلعت الحرب بين سوريا وإسرائيل؟ لسنوات قال لنا العماد أول ''مصطفى طلاس''، وكان وزيراً للدفاع، إنه إذا ما نشب القتال، فإنّ الجيش السوري سيلجأ إلى أسلوب··· القنابل البشرية! لعل المشكلة بالنسبة إلى السوريين، هي أن مسرح العمليات الذي يفترض أن يكون مرتفعات الجولان عبارة عن أرض مسطحة، تكاد تكون خالية من السكان، أي أن الدبابات السورية لا تستطيع أن تأخذ وضعاً هجومياً إلا في حالة امتلاكها تغطية جوّية كاسحة، أو إذا تمكنت صواريخها المضادة للطائرات من تجميد أو شلّ أو تقليص فاعلية سلاح الجوّ الإسرائيلي، أما الحالة الثالثة فهي الهجوم (الجنوني) الصاعق على الطريقة التي اعتمدها الألمان في بدايات الحرب العالمية الثانية· لقد انقضى حتى الآن أكثر من 33 عاماً على اتفاق فضّ الاشتباك بين سوريا وإسرائيل، وكان قد رعاه وزير الخارجية الأميركي الأسبق ''هنري كيسنجر'' الذي عاد وكتب في مجلة ''الباري ماتش'' الفرنسية، أن مستشاريه العسكريين أوحوا إليه بأن ذلك الاتفاق عبارة عن نصف معاهدة سلام بين دمشق وتل أبيب؛ فالتضاريس الجغرافية لن تسمح للسوريين بمجرّد التفكير في الحرب، إلا إذا امتلكوا القنبلة النووية· لكن المحللين العسكريين يقولون: إن الحرب قد تكون حصيلة لحظة سياسية ما، وليس مستبعداً أبداً أن يفكر السوريون بالحرب كحل لمسائل كثيرة، من بينها شعورهم بأنّ هناك مَن سيستخدم المؤتمر الدولي لفرض مزيد من العزلة، حيث تصبح سوريا ''كوبا الشرق الأوسط''، وإن كان مؤكداً أن أطرافاً عربية مشاركة لن تسمح -في أي حال من الأحوال- بأن يكون حل الموضوع الفلسطيني على حساب أي دولة عربية، فقد قال الأمير ''سعود الفيصل'' -وزير الخارجية السعودي-: إن بلاده لن تشارك إذا لم يكن المؤتمر شاملاً· يبدي الإسرائيليون تخوّفهم من ''خطأ'' قد يؤدي إلى نشوب الحرب بينهم وبين سوريا· هذا إذا كان الخطأ جــاء بالصدفة، أو من قلة الاحتراز، ولكن ألم تكن تلك الغارة الغامضـــة ليل 5 - 6 سبتمبر عبــارة عن ''خطأ'' متعمّد؟ إن السؤال الذي طرح هــو: مَن يستدرج الآخر إلى الحرب؟ الثابت أن السوريين أعادوا هيكلة فلسفتهم العسكرية، وقاموا بتخريج ما بين 20 ألفاً و40 ألفاً من جنود النخبة· تدريب قاس للغاية، وتعبئة سيكولوجية ضاغطة من أجل اللحظة الحاسمة، نوع من الكاميكاز السوري، ولكن على الأرض· ويقول السوريون في هذا أنهم طوّروا مفهوماً للقتال يقوم على الجمع بين الأسلوب الكلاسيكــي وأسلوب حرب العصابات· ولكــن مــاذا إذا اكتفى الإسرائيليون بالحــرب الجوية؟، يرد السوريون: ''لقد أعددنا لكـــل شيء عدته''· يعلق أحدهم عبر إذاعة الجيش الإسرائيلي على ذلك بنصيحة: لا تثيروا أعداءنا''، فالمشكلات داخل الدولة العبرية أكثر من أن تحصى، والحرب لم تعد، كمــا تقول إحــدى الأغنيات العبريـــة، مجرد ''اشتبــــاك مع ضوء القمر''·لا أحد يشكك في الاختلال الهائل في موازين القوى، غير أن السوريين يبدون جاهزين ''لأسوأ الاحتمالات''، فقد تمكنوا من الحصول على بطاريات صواريخ أرض - جو متطورة، وهذه شديدة الفاعلية إذا ما أحسن استعمالها، لقد عانى السوريون من الحصول على أسلحة متطوّرة من الغرب، وهذا ما أحدث فجوة ضخمة على مستوى التوازن الاستراتيجي، فيما يقال إن وزير الدفاع العماد أول ''حسن توركماني'' الذي يعمل 24 ساعة في اليوم ركز كثيراً على ''تطوير العتاد البشري'' من مواجهة الجندي المقابل وحتى مواجهة قاذفة القنابل· وإن كان معروفاً أن إسرائيل بنت محطات متطورة جداً للتشويش على الرادارات المعادية· والكثيرون يعتقدون أن الغارة على سوريا كانت اختبارية، ولهذا اضطرت الطائرات إلى اختراق الأجواء التركية، ربما هرباً من الصواريخ التي قيل وراء الأضواء أنها من النوع الوسط· هناك صواريخ أخرى للمواجهة، ناهيك عن صواريخ أرض - أرض التي ترقد في صوامع حصينة جداً، قد يتمكن الإسرائيليون من إحداث دمار أسطوري· ولكن هل حقا أن هدف الحرب هو التدمير فقط؟! هل هذه هي اللحظة التي ينتظرها ''اولمرت''؟ لقد أخذ الإسرائيليون علماً بأنّ السوريين يستخدمون أجهزة رادار متطورة، لأن الطائرات اخترقت الأجواء تسللاً، وعلى علو منخفض، بعد فترة تراوحت بين الـ10 والـ15 ثانية، كانت الصواريخ تنطلق· إذن من الذي فاجأ الآخر في هذه الحال؟! إذا كان ''كيسنجر'' قد وصف اتفاقية فك الاشتباك بأنها نصف معاهدة سلام، فقد كان لـ''جورج شولتز''، وهو وزير خارجية أسبق، رأي آخر: ''لعلها نصف إعلان حرب''! أورينت برس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©