الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الجيش الأميركي.. واختراعات الطلاب

7 مارس 2017 00:00
عادة ما يقوم الجيش الأميركي، بتطوير تقنياته المتقدمة في مختبرات سرية، تعمل فيها أطقم شركات الصناعات الدفاعية العملاقة. ولكن في الوقت الذي يبحث فيه «البنتاجون» عن طرق جديدة للتواصل مع وادي السليكون، نرى شخصيات غير متوقعة، تجرب حظها في هذا المجال. فهناك مثلا برنامج «هاكنج» العسكري التابع لوزارة الدفاع الأميركية (لا يركز على الأمن المعلوماتي)، وهو عبارة عن مساق دراسات عليا، مخصص لتعليم الطلاب، كيفية اختراع منتجات جديدة للجيش. والطلاب غير الحاصلين على تصاريح أمنية- بما في ذلك بعض الطلاب الأجانب الذين يدرسون في أميركا يكلفون بعد الانتهاء من هذا البرنامج، بالعمل على نسخ غير مصنفة من مشكلات العالم الحقيقي، التي تواجهها الأجهزة العسكرية والاستخباراتية. والوحدة الممولة من قبل البنتاجون والمسماة (إم دي 5 – مُسرّع التكنولوجيا الأمنية الوطنية) MD5 National Security Technology Accelerator، التي تتولى مهمة تنسيق كل شيء يتعلق بهذا الموضوع خلف الكواليس، توفر للطلاب ميزانية متواضعة كي يحاولوا حل المشكلات العسكرية، باستخدام منتجات جاهزة. بعد إجراء اختبار في جامعة «ستانفورد» الربيع الماضي، تبدأ وحدة Accelerator راهناً، دورات مماثلة في 12 جامعة على الأقل. فجامعات، «بيتسبيرج»، في سان دييجو، وجامعة «جيمس ماديسون»، وجامعة «جورج تاون»، على سبيل المثال، من ضمن الجامعات التي تحاول استنساخ نجاح ستانفورد. لقيادة جهدها الخاص في هذا المجال، استعانت جامعة «جورج تاون»، بخدمات ضابط عمليات خاصة سابق، من قوات المارينز، يتمتع بخبرة عملية عميقة، وتاريخ طويل من العمل مع البنتاجون. في بداية حياته العملية عمل «كريس تايلور»- وهو اسم هذا الضابط- في (وحدة ريكون التابعة للقوات البحرية) المتخصصة في إنقاذ الرهائن، وجمع المعلومات من مناطق القتال الخطرة، كما عمل معلماً في مدرسة الاستطلاع البرمائي في تلك الوحدة بعد ذلك التحق بدراسات مسائية، لنيل شهادة جامعية في المحاسبة، كخطوة أولى للحصول على وظيفة مغرية في الشق التجاري من عملية تعزيز القوة العسكرية الأميركية، التي شهدتها إدارة جورج دبليو بوش. خطوته التالية قادته كي يصبح كبير المديرين التنفيذيين في شركة «بلاك ووتر وورلد وايد» الشركة الأمنية الخاصة، التي كانت قد شهدت ازدهاراً كبيراً في العراق وأفغانستان، قبل أن تسوء سمعتها عقب حادث إطلاق نار أدى إلى مصرع أبرياء. خدم «تايلور» بعد ذلك في شركة أمنية خاصة تدعى DynCorp، ثم أسس شركة صغيرة ولكنها مربحة، أسماها «نوفيتاس جروب» تعمل في مجال إيجاد وظائف لقدامى المحاربين. وكان التحدي التالي الذي قرر التصدي له، هو مساعدة طلاب جامعة جورج تاون على العمل مع البنتاجون. وهناك في الوقت الراهن فريق واحد من الطلاب، الذي يدرسون في فصل «تايلور»، يعمل لدى مجموعة الحرب اللامتكافئة التابعة للجيش، وهي عبارة عن وكالة فرعية تهدف لإيجاد طريق لتعقب القلاقل الاجتماعية في المدن الأجنبية المكتظة بالسكان، من خلال التنقيب في «تويتر» و«فيسبوك»، وهناك مجموعة أخرى من الطلاب- في نفس البرنامج- تحاول دمج «تقنية الواقع المعزز» مع «سوفت وير» متقدم، مخصص للتعرف على الوجوه، على أمل التوصل لبناء شيء يسمح لقوات الولايات المتحدة بالقيام بشكل دائم بإجراء مسح للحشود، بغرض التعرف على الأشخاص الذي يشتبه أنهم يشكلون خطراً. وهناك فريق ثالث، يبحث عن طرق لمواجهة أسطول الطائرات من دون طيار، التي يدعي «داعش» أنه يستخدمها في عملياته. وقال «تايلور» عن هذه التجربة: «يمكن القول بأن هذه التجربة هي أعظم تجربة تعليمية يمكننا الحصول عليها، إذا كنا مهتمين حقاً بالأمن القومي». ويقول مديرو البرنامج في الحكومة، إن النقطة الرئيسية هي تعويد الطلاب التقنيين المتفوقين على مهمة «البنتاجون»، ولكن التجربة التي أجروها في جامعة ستانفورد، حققت أيضاً قدراً من النجاح، في توليد مشروعات فرعية. من تلك المشروعات، شركة متخصصة في التصوير بالأقمار الصناعية، اسمها «كابيلا سبيس»، كانت تخطط لبيع خدمات التصوير بالأقمار الصناعية لوكالات فضائية حكومية، ولكنها تحولت نحو القطاع الخاص بعد مقابلة 150 من خبراء الصناعة، في إطار برنامج جامعة «ستانفورد». وسيتعين الانتظار، لمعرفة ما إذا كانت الجهود المبذولة من الجامعات الأخرى في هذا المجال، ستلقى نفس النجاح أم لا. أما عن تايلور فقد أطنب في الحديث عن الفرصة، التي لاحت له للعمل مع وكالة الأمن القومي، في حلقة دراسية للإعلان عن الكورس، ولكنه لم يستطع العثور على مجموعة من الطلاب، الذي يعتقد أنهم يتمتعون بمعرفة تقنية كافية تمكنهم من التصدي لهذا التحدي. *كاتب أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©