موسى: السودان أكثر الملفات اقتراباً من الحل

أعرب الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى عن اعتقاده بأن السودان يتحرك حاليا نحو علاج لمختلف مشاكله· معتبرا أن الملف السوداني هو أكثر الملفات العربية اقترابا من الحل، وأن هناك ضوءا في نهاية النفق فيما يتعلق بهذا الموضوع· وقال عقب لقائه أمس مع الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل مستشار الرئيس السوداني إننا نتابع جيدا النشاط الذي تقوم به الدبلوماسية السودانية دوليا لتأمين تنفيذ أمين وجيد للارتباطات القادمة، سواء فيما يتعلق بالقوة الهجين لحفظ السلام في دارفور، أو برنامج تنفيذ الاتفاقات السابقة بشأن دارفور· وأشار الى أن الجامعة العربية والدول العربية جميعها سوف تشارك في المؤتمر الذي سيعقد بالخرطوم الشهر المقبل لتقديم المساعدات الإنسانية والتنموية لأهالي دارفور·واستنكر الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل محاولات إسرائيل استغلال مشكلة دارفور وصعوبات الوضع الانساني هناك لاعتبارات سياسية بعيدة عن البعد الانساني الحقيقي· وقال إن التدخل الاسرائيلي في قضية دارفور ليس جديدا وإن مؤسسة الهولكوست والمنظمات اليهودية هي التي تقود حملة التصعيد في الغرب بخصوص موضوع دارفور· مشيرا الى أن أول مظاهرة خرجت في إسرائيل تحت مزاعم انسانية كانت لدارفور، وليس من أجل معاناة الفلسطينيين أو العراقيين وذلك في اطار سعيها لخدمة هدف الغرب في تقديم قضية تستحوذ على اهتمام الرأي العام لصرف الانتباه عما يجري في العراق من اغتيالات وتدمير· وأضاف أن إسرائيل تهدف كذلك لاستغلال موضوع دارفور لضرب اسفين في العلاقات العربية الافريقية وترويج مزاعم بأن مسألة دارفور بمثابة طرف عربي يسعى لإبادة طرف افريقي· وأكد الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل التزام بلاده بما تم الإتفاق عليه مع الأمم المتحدة فيما يتعلق بقضية دارفور مشيرا الى أن زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مؤخرا للسودان كانت إيجابية· وقال إن الحكومة السودانية تتطلع لاجتماعات طرابلس التي ستعقد في نهاية أكتوبر المقبل والخاصة ببحث الأزمة في إقليم دارفور، وأن الحكومة السودانية تعمل جنبا الى جنب مع الجامعة العربية للاعداد للمؤتمر العربي للقضايا الإنسانية في دارفور· مشيرا الى أن كافة الاستعدادات اكتملت، حيث تواصل اللجان الفنية المشتركة بين الجامعة والحكومة السودانية اجتماعاتها· موضحا أن هذا المؤتمر الذي سوف تستضيفه الخرطوم نهاية شهر أكتوبر المقبل سيكون الأكبر من نوعه على المستوى العربي لدعم أهالي دارفور من الناحية الإنسانية· مؤكدا مشاركة كل الدول العربية فيه حيث تلقينا ردودا مشجعة· وأوضح أن هذا المؤتمر يؤكد اهتمام الدول العربية والجامعة بمشكلة دارفور التي باتت تستقطب اهتماما عالميا وإقليميا ونستطيع أن نقول الآن إن مشكلة دارفور دخلت في الوقت الحالي في مسار الحل سواء في الإطار السياسي أو الإنساني أو حتى في الإطار الأمني· من جهة اخرى قالت وسائل إعلام حكومية إن السودان طالب باعتقال رئيسة منظمة العفو الدولية متهما إياها بترويج أكاذيب عن تعذيب عدة أشخاص اتهموا بتدبير انقلاب· وقال المركز السوداني للخدمات الصحفية الذي تسيطر عليه الدولة إن وزارة العدل السودانية طلبت من الشرطة الدولية إصدار أمر اعتقال بحق ''مديرة'' العفو الدولية· وفسرت بعض وسائل الإعلام المحلية الأخرى بأن ذلك يعني الأمين العام للمنظمة إيرين خان· وقال وزير العدل محمد علي المرضي لرويترز ''نحن بصدد إقامة دعوى قضائية ضدهم· إنها شكوى جنائية ضد هذه المنظمة لإساءتها لسمعة الجهاز القضائي والأمني في البلاد·'' وأضاف ''إنهم متهمون بالتأثير على سير العدل و(ترويج) معلومات كاذبة بشأن المتهمين في هذا الانقلاب المزعوم· لا يمكنني قول المزيد·'' وقالت متحدثة باسم العفو الدولية إن المنظمة لم تتلق أي إخطار رسمي بأي إجراء قانوني· وقالت إنه إذا ما اتخذ مثل هذا الإجراء ''فإن قرار الحكومة بالرد على قلقنا الصادق من انتهاكات حقوق الإنسان في السودان بهذه الطريقة بدلا من التحقيق في تلك المزاعم يسبب الصدمة·'' وقال المركز السوداني للخدمات الصحفية إن ثلاث صحف سودانية نشرت مقالات عن مزاعم منظمة العفو تواجه أيضا إجراءات قانونية· وكانت المنظمة قد قالت في تقرير الأسبوع الماضي إن ثمانية رجال اعتقلوا لاتهامهم بمحاولة الإطاحة بنظام الحكم ضربوا وعلقوا من معاصمهم وعذبوا في سجن كوبر بالخرطوم·