واشنطن تعتذر عن حادث بلاك ووتر

أعلنت الحكومة العراقية في بيان أصدرته أمس أن سلطاتها ستراجع أوضاع كل شركات الأمن الاجنبية والمحلية العاملة في العراق بما يتفق مع القوانين العراقية، غداة المجزرة التي ارتكبها حراس شركة ''بلاك ووتر'' الاميركية المكلفة بحمياة السفارة الاميركية ودبلوماسييها، فيما اعتذرت الولايات المتحدة رسمياً عن الحادث· وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ في البيان إن مجلس الوزراء أكد في اجتماع عقده أمس ''ضرورة إعادة النظر في أوضاع شركات الحماية الأمنية الأجنبية والمحلية العاملة في العراق بما يتناسب والقوانين العراقية وذلك بسبب الاعتداء الآثم الذي قام به عدد من منتسبي شركة الحماية الأميركية بلاكووتر بحق المواطنين العراقيين يوم الاحد في ساحة النسور وأدّى الى استشهاد وجرح عدد من المدنيين الأبرياء''· وأضاف أن المجلس ''يؤيد الإجراءات التي اتخذتها وزارة الداخلية بإيقاف ترخيص الشركة المذكورة وإجراء تحقيق عاجل لمحاسبة الأفراد الذين قاموا بالإعتداء على المواطنين وإلزام الشركة باحترام القوانين العراقية وكرامة المواطنين وكل ما يسفر عنه التحقيق من تبعات والتزامات''· وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية توم كيسي إن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أجرت مكالمة هاتفية مع رئيس وزراء العراقي نوري المالكي، معربة عن ''أسفها لمقتل مدنيين أبرياء من قبل قافلة سيارات تابعة للسفارة الاميركية''· وقال بيان عراقي رسمي إنها أبلغت المالكي ''اعتذارها الشخصي واعتذار الحكومة الأميركية'' وإنهما اتفقا على ''إجراء تحقيق عادل وشفاف لمعرفة ما جرى في ساحة النسور ومحاسبة المتورطين في الحادث، فيما أكدت رايس ان الولايات المتحدة ستتخذ اجراءات فورية تظهر عزمها على عدم السماح بتكرار مثل هذه الأعمال لتفادي خسارة ارواح بريئة، خلافا لما يقوم به اعداء الشعب العراقي الذين يقتلون مدنيين بشكل عشوائي''· وقال بيان صادر عن السفارة الأميركية في بغداد ''إن الولايات المتحدة تأسف عن اي خسارة في الارواح نتجت عن هذا الحادث ونحن نأخذ هذا الموضوع بنظر الاعتبار بشكل جاد واطلقنا تحقيقا لمعرفة ملابسات الحادث بشكل مستفيض· ان وزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس ورئيس الحكومة نوري المالكي سيكونان على اتصال مستمر لحين استكمال التحقيق بتعاون تام مع السلطات العراقية''· وتضاربت روايتا بغداد وواشنطن لملابسات الحادث· وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية اللواء عبدالكريم خلف إن حراسا يعملون لدى شركة ''بلاك ووتر'' فتحوا النار عشوائياً على المواطنين بعد سقوط قذائف مورتر قرب موكب سياراتهم في حي المنصور غرب بغداد يوم الأحد الماضي مما ادى الى مقتل شرطي و9 مدنيين بينهم امراة وإصابة 13 آخرين بجروح· وقالت وزارة الخارجية الاميركية ان إطلاق النار وقع اثناء هجوم على قافلة اميركية· ومن جانبها، قالت شركة ''بلاك ووتر ان حراسها ''تحركوا ''بشكل قانوني ومناسب ردا على هجوم من الاعداء''· وقال مسؤول فيها ''إن القافلة تعرضت لهجوم عنيف من قبل متمردين مسلحين وليس مدنيين وقام رجالنا بعملهم وردوا للدفاع عن ارواح بشرية''· وأكدت الشركة أنها انها لم تتلق مذكرة رسمية من وزارة الداخلية العراقية بإلغاء ترخيصها· وعلى المسؤولين الاميركيين في بغداد ان يوضحوا الوضع القانوني للمتعاقدين الأمنيين الاجانب في العراق وما اذا كان للسلطات العراقية حق محاكمتهم· وفي السياق ذاته، اكد المتحدث باسم مجلس القضاء الاعلى العراقي القاضي عبد الستار غفار بيرقدار أن ''بلاك ووتر'' تخضع للقانون العراقي وان القضاء في البلاد هو المسؤول عن محاكمتها على خلفية الحادث لأن الجريمة ارتكبت على الارض العراقية· وأوضح أن المتضررين وعائلات الضحايا هم الذين يقدمون الشكوى ضدها وأن الحكومة العراقية كذلك يمكنها تقديم شكوى·