أفكار نازية تغزو الفيس بوك

هناك الكثير من المعجبين بأدولف هتلر على الأقل عبر موقع التواصل الاجتماعي الإلكتروني الشهير ''فيس بوك''· فإذا أدخلت اسم الديكتاتور الألماني في محرك البحث بالموقع ستظهر أمامك 12 صفحة لنتيجة البحث تتضمن أكثر من مئة مجموعة وصفحات شخصية لأشخاص سجلوا كلمة ''أدولف هتلر'' في خانة الاسم· والقليل فقط من تلك الصفحات تنتقد في مضمونها هتلر في حين يمجد جزء كبير منها الزعيم النازي كـ''شخصية محل تقدير''· وحجبت الشركة الأميركية المشغلة لموقع ''الفيس بوك'' بعض هذه الصفحات خلال هذا الأسبوع بعد النقد الذي وجهه عدد من المدونين· ويعتزم نشطاء حماية الشباب الآن فحص مدخلات النازيين الجدد على الانترنت بدقة· ولا يزال تمجيد النازية ومعاداة السامية بشكل علني موجود على ''الفيس بوك''، فهناك مستخدمون يسجلون أنفسهم تحت اسم ''جوزيف جوبلز'' (وزير الدعاية السياسية في عهد هتلر) أو يضعون صورة لهتلر أو للصليب المعقوف أو صورهم وهم يتزينون برسوم وشم ذات رموز يمينية متطرفة في موقع صورة ''البروفايل'' الخاص بصفحاتهم على ''الفيس بوك''· ويتحد هؤلاء في مجموعات تطلق على نفسها ''معادو السامية ومنكرو محرقة اليهود'' ويكتبون تعليقات مثل ''يحيا هتلر'' على الصور التي يرجع تاريخها إلى عصر النازية· وتنتهك العديد من هذه الصفحات القانون الألماني كما أنها محظورة وفقاً لشروط الاستخدام الخاصة بـ''الفيس بوك''· ولا يعد استخدام النازيين الجدد للانترنت كوسيلة لجذب الشباب لأفكارهم المعادية للدستور ظاهرة جديدة، فحتى الآن يوجه النقد لعدد من المواقع الإلكترونية الناطقة أيضاً باللغة الألمانية مثل ''شتودي في·زد'' و''شولر في·زد'' و''يوتيوب'' التي تستخدمها بعض المجموعات اليمينية المتطرفة للترويج لأفكارها· ونظراً لأن الفيس بوك أطلق خدمته باللغة الألمانية العام الماضي فقط فإن الدسائس اليمينية المتطرفة على هذا الموقع لا تزال مستترة إلى حد كبير· وتتولى هيئة رقابية في ألمانيا عملية رقابة هذه المواقع من خلال موقع إلكتروني مخصص لحماية الشباب بعدما تزايدت المواقع والشرائط المسجلة والصفحات الشخصية التي تروج لأفكار يمينية متطرفة على الإنترنت· ويقوم فريق متخصص، بتكليف من المركز الاتحادي للتعليم السياسي بتمشيط الإنترنت بحثاً عن المواقع التي تتضمن مواد يمينية متطرفة ويطالبون أصحاب هذه المواقع بإبعاد هذه المواد· ولا تعتزم إدارة موقع الفيسبوك إثارة مخاوف مستخدميه بفرض لوائح رقابية صارمة، حيث قال متحدث باسم الشركة: ''نأخذ شروط الاستخدام التي وضعناها للموقع على محمل الجد ونرد على أي تجاوز بشكل سريع ونحجب المجموعات التي تخترق القواعد''· وأشار في الوقت نفسه إلى أن إدارة الموقع تريد الحفاظ على التوازن الحساس بين حرية الرأي وحماية الأشخاص والشعوب التي قد تشعر بأنها مهددة· تجدر الإشارة إلى أن أكثر من مليوني شخص في ألمانيا لديهم حالياً صفحات شخصية على الفيس بوك يرتبطون من خلالها بأصدقائهم ومعارفهم وزملائهم في المدرسة والعمل ويضعون عليها صورهم الشخصية ويسجلون فيها آخر التطورات في حياتهم· ويوجد للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ونائبها وزير الخارجية الألماني فرانك- فالتر شتاينماير صفحات شخصية على ''الفيس بوك'' حيث يستخدماها في الترويج للحملة الانتخابية المقبلة وحشد المزيد من المؤيدين·