الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

تأكيد أهمية جمع شمل الأسرة لحماية الشباب

تأكيد أهمية جمع شمل الأسرة لحماية الشباب
19 سبتمبر 2007 02:47
وسط حضور جماهيري غير مسبوق لفعاليات البرنامج الثقافي لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، أكد الداعية عمرو خالد أن القوامة التي منحها الله سبحانه وتعالى للرجل ليست تشريفاً ولا ''مظهرة'' وإنما هي عطاء وتكليف، داعياً الرجال الباحثين عن السعادة إلى البحث عنها داخل بيوتهم وليس خارجها· وقال في محاضرته التي ألقاها بغرفة تجارة وصناعة دبي تحت عنوان ''الجنة في بيوتنا'': إن الله سبحانه وتعالى جعل العلاقة بين الزوج والزوجة وبين الوالدين والأولاد علاقة مودة ورحمة، كما أشار إلى ذلك القرآن الكريم في قوله تعالى: ''ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة''، و أشار إلى أن العالم الغربي متفوق علينا في العلوم والتكنولوجيا، لكن مازال عند المسلمين أشياء يقدمونها للعالم أجمع وهي الأسرة المتماسكة، مشدداً على أنه إذا لم يتحرك الأب أو الأخ أو الزوج إلى إنقاذ هذه الأسرة من السقوط، فإن خط الدفاع عن هويتنا وأولادنا سيسقط· وقال: إن أي أمة تريد أن تنهض وتتحرك فهي تحتاج إلى قيم أخلاقية ودينية ومبادئ مستمدة من ديننا الإسلامي العظيم، ولفت الداعية الشاب إلى أن الخصومة بين الزوجين أو التفريق بينهما من أعظم ما يفرح به إبليس عند بعثه لسرياه، كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الإِمام مسلم قال: ''إِنَّ الشَّيْطَانَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى المَاءِ ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ فِي النَّاسِ فَأَقْرَبُهُمْ عِنْدَهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ عِنْدَهُ فِتْنَةً، يَجِيءُ أَحَدَهُمْ فَيَقُولُ مَا زِلْتُ بِفُلاَنٍ حَتَّى تَرَكْتُهُ وَهُوَ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا· فَيَقُولَ إِبْلِيسُ لاَ وَاللَّهِ مَا صَنَعْتُ شَيْئاً· وَيَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَهْلِهِ· قَالَ فَيُقَرِّبُهُ وَيُدْنِيهِ ''ويلتزمه'' وَيَقُولُ نِعَمَ أَنْتَ''· تربية الأولاد وحذر عمرو خالد من تفويض الزوج لزوجته بتربية الأولاد والتفرغ للعمل وجلب المال دون أن يكلف نفسه عناء التواصل مع أولاده، ''فهم بحاجة ماسة إليه وإلى عطفه وحنانه''، منوهاً بأن الزوجة يمكن أن تفوض المربية أو الخادمة في تربية الأبناء، وهنا تقع الكارثة حيث لا أب ولا أم يهتم بالتربية وبالعطاء والحنان الذي يحتاجون إليه في جميع مراحل عمرهم خصوصاً مرحلة المراهقة· وحول عودة الحب إلى البيوت المسلمة، قال: ''إن هناك أربعة مبادئ لو تم تنفيذها كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم لعادت الجنة إلى هذه البيوت، وأول مبدأ هو الاحترام والتقدير''، مشيراً إلى أن أكثر شيء يحبه الشاب هو احترامه وتقديره وعدم الاستهزاء به، فهذا خطأ ترتكبه بعض الأسر في حق أبنائها، بما يؤدي إلى زيادة العناد، ومن يعامل ابنه على أساس الاحترام يكسبه ولا يخسره· وعن المبدأ الثاني، قال: إن هذا المبدأ يتمثل في بحث الأب أو الأم عن موهبة الابن وتنميتها، وأحسن مثال على تعاهد الرسول صلى الله عليه وسلم للموهوبين، تعاهده لعبد الله بن عباس ''رضي الله عنه'' حتى كان يبيت معه في داره، وقوله له ''احفظ الله يحفظك'' خير شاهد على ذلك· وقد استشفّ الصحابة هذا الأمر منه حتى أكمل مسيرته عمر بن الخطاب حين ضمّه لمجلس الأكابر من الصحابة، وقال له: ''لا تتكلم حتى يتكلموا''، ثم يُقبل عليهم فيقول: ''ما يمنعكم أن تأتوني بمثل ما يأتيني به هذا الغلام الذي لم تستوِ شؤون رأسه''· والمبدأ الثالث هو الأب الصديق، وقال: إننا بحاجة إلى الأب الصديق وليس إلى الأب الغاضب؛ لأن الأب الصديق هو الذي يبني بينه وبين ابنه علاقة طيبة، مثل علاقة النبي صلى الله عليه وسلم وابنته فاطمة الزهراء، وعلاقة سيدنا إبراهيم مع ابنه إسماعيل، وقد قال سبحانه ''وصاحبهما في الدنيا معروفا''، ويقول صلى الله عليه وسلم ''الجنة تحت أقدام الأمهات''· وأما المبدأ الرابع، فهو لغة العاطفة بين الآباء والأولاد وبين الأمهات وأبنائهن، وبين الإخوة بعضهم بعضا، والمبدأ الخامس يتمثل في الرحمة بالأمهات والآباء· حل مشكلة الانتماء أكد الداعية عمرو خالد أن الشباب في سن المراهقة يكونون في احتياج شديد للانتماء، وإذا وجد الشاب أسرة متماسكة تتفهمه وتحتويه وتقدم له ما يحتاجه، والأب موجود في حياته فلا يكون في حاجة إلى الانتماء لأي جماعة، وقال: ''إنه على العكس من ذلك، إذا لم يجد الأب أو الأم أو العائلة فتتلقفه أي جماعة سواء جماعات التطرف، أو جماعات الفساد والانحلال''، والمطلوب لحماية الشباب جمع شمل الأسرة·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©