الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

واشنطن تتدخل لدى عباس لإنقاذ المفاوضات غير المباشرة

واشنطن تتدخل لدى عباس لإنقاذ المفاوضات غير المباشرة
11 مارس 2010 01:11
وسط إدانات دولية شديدة لقرار إسرائيل بتوسع الاستيطان اليهودي في القدس المحتلة، سعت الولايات المتحدة أمس إلى إقناع القيادة الفلسطينية بعدم التخلي عن إجراء مفاوضات غير مباشرة مع الحكومة الإسرائيلية تمهيداً لاستئناف محادثات السلام المباشرة. وأبدى نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن امتعاضه من القرار المتخذ خلال وجوده في القدس المحتلة، حيث تعمد التأخر لمدة ساعة ونصف الساعة عن موعد مأدبة عشاء أقامها له رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ولليوم الثاني على التوالي، أعلن بايدن خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد اجتماعهما رام الله أن قرار بناء 1600 منزل جديد في مستوطنة “رامات شلومو” لليهود المتطرفين في القدس المحتلة يقوض ثقة الفلسطينيين اللازمة لبدء مفاوضات السلام غير المباشرة مع الإسرائيليين بوساطة أميركية. وقال “يتحتم على الطرفين بناء مناخ من الدعم للمفاوضات وليس تعقيدها. إن قرار الحكومة الإسرائيلية بالمضي قدماً في التخطيط لوحدات سكنية جديدة في القدس الشرقية يقوض هذه الثقة نفسها التي نحتاجها الآن من أجل بدء مفاوضات مثمرة”. وأكد التزام بلاده بتحقيق هدف إقامة دولة فلسطينية مستقرة وقابلة للحياة والتواصل، مشدداً على أنه لا بديل عن “حل الدولتين”. من جانبه، أكد عباس تمسك الجانب الفلسطيني بالسلام كخيار استراتيجي ودعا الحكومة الإسرائيلية إلى وقف التوسع الاستيطاني واغتنام الفرصة لإحلال السلام. وقال “إن زيارة بايدن جيدة وأبلغناه بموقفنا وخاصة أن استمرار الاستيطان سيدمر كل فرص السلام”. وأضاف مخاطباً الإسرائيليين “عليكم التوقف عن الاستيطان. توقفوا، توقفوا فوراً”. وتابع “حان الوقت لصناعة السلام على أساس حل الدولتين، دولة إسرائيل تعيش بأمن وسلام الى جانب فلسطين على حدود الرابع من يونيو عام 1967 بعاصمتها القدس الشرقية”. وقال مسؤول فلسطيني لوكالة “فرانس برس”، طالباً عدم كشف اسمه إن عباس تلقى مكالمة هاتفية عاجلة من المبعوث الاميركي لعملية السلام في الشرق الاوسط جورج ميتشل لإنقاذ المفاوضات غير المباشرة من الانهيار بسبب القرار الإسرائيلي. وأوضح أن دولاً عربية عديدة كانت تريد سحب موافقتها على إجراء مفاوضات غير مباشرة، لكن ميتشل أكد لعباس أن الولايات المتحدة ستصدر بيانات إدانة للقرار الإسرائيلي وأن بايدن سيتدخل مع المسؤولين الإسرائيليين لوقف قرارهم وقد حدث ذلك بالفعل وحال دون حدوث أزمة كبيرة قبل انطلاق المفاوضات غير المباشرة. وأكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه أن دولاً عربية أبلغت الإدارة الأميركية بأن قرار الدول العربية بالموافقة على إجراء المفاوضات غير المباشرة لم يعد قائماً. وقال لإذاعة فلسطين “إن القرار الإسرائيلي الأخير يعني رفض انطلاق العملية السياسية والمفاوضات مع الفلسطينيين”. وقال رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور سلام فياض في اجتماع مع بايدن في رام الله “إن القرار الإسرائيلي ضار بالتأكيد ويقوض الثقة في احتمالات السلام بلا ريب. هذه لحظة تحدٍ كبير لجهود الولايات المتحدة لاستئناف العملية السياسية”. وقال بايدن في بيان أصدره بعدما وصل متأخراً 90 دقيقة للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مأدبة عشاء في القدس المحتلة الليلة قبل الماضية “إني أدين قرار الحكومة الإسرائيلية بالمضي قدماً في خططها لبناء مساكن جديدة في القدس الشرقية. إن هذا الإعلان بمضمونه وتوقيته، خصوصاً مع إطلاق المحادثات هو بالتحديد إجراء ينسف الثقة الضرورية في الوقت الراهن ويذهب في الاتجاه المعاكس للمحادثات البناءة التي أجريتها في إسرائيل”. وأضاف “ينبغي أن نبني مناخاً لدعم المفاوضات وليس تعقيدها وهذا الإعلان يؤكد الحاجة إلى إجراء مفاوضات يمكن أن تفضي إلى تسوية جميع قضايا الصراع العالقة”. واستطرد قائلاً “تقر الولايات المتحدة بأن القدس قضية في غاية الأهمية للإسرائيليين والفلسطينيين وأيضاً لليهود والمسلمين والمسيحيين ونحن نعتقد بأنه، عبر مفاوضات تجرى بنوايا صادقة، من الممكن أن يتفق الطرفان على نتيجة تحقق تطلعاتهما من أجل القدس وتضمن وضعها للناس في جميع أنحاء العالم. لا ينبغي أن يتخذ أي طرف إجراء أحادياً الجانب قد يضر بنتيجة المفاوضات الخاصة بقضايا الوضع الدائم”. وخلص إلى القول “نحن نشجع الطرفين وكل الأطراف المعنية على الامتناع عن (إصدار) أي بيانات أو (اتخاذ أي) إجراءات قد تشعل فتيل التوتر أو تضر بنتيجة هذه المحادثات”. وقال الاتحاد الأوروبي في بيان أصدره في بروكسل “إن الاتحاد الأوروبي يدين قرار الحكومة الإسرائيلية ببناء وحدات سكنية جديدة في القدس الشرقية وعلى إسرائيل العودة عن هذا القرار والتقيد بكل التزاماتها وواجباتها إزاء عملية السلام والامتناع عن أي قرار أو عمل من طرف واحد يمكن أن يؤثر على المفاوضات حول الوضع النهائي. كما يكرر تأكيده أن المستوطنات غير شرعية بنظر المجتمع الدولي وتشكل عقبة أمام السلام ويمكن أن تجعل من المستحيل تحقيق حل قائم على تعايش بين دولتين”. وقالت المنسقة العليا لسياسات الاتحاد الخارجية والأمنية كاثرين أشتون في خطاب ألقته أمام أعضاء البرلمان الأوروبي في ستراسبورج شرقي فرنسا “إني أشارك نائب الرئيس بايدن في إدانة قرار بناء 1600 من المنازل الجديدة في حي رامات شلومو وهو حي يقطنه أرثوذوكس متطرفون يجرى بناؤه في أرض الضفة الغربية المحتلة”. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو في بيان أصدره في باريس “إن هذا القرار غير مناسب على الاطلاق في وقت تستأنف فيه مفاوضات السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين وهو غير شرعي في نظر القانون الدولي”. واضاف “في حين تبدأ مفاوضات السلام غير المباشرة، أصبح من الضروري أكثر من أي وقت مضى إيجاد أجواء من الثقة التي في غيابها لن تحقق المحادثات غايتها بقيام دولة فلسطينية مستقلة وديمقراطية وقابلة للاستمرار وتتمتع بسيادة تعيش جنباً الى جنب مع اسرائيل ضمن حدود آمنة معترف بها على اساس قرارات مجلس الامن الدولي ومبادرة السلام العربية”. وقال متحدث باسم وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله في برلين “إن توسيع المستوطنات في القدس الشرقية أمر غير مقبول يبعث بإشارة خاطئة تماماً من ناحية المضمون والتوقيت أيضا”. وأضاف “يتعين تركيز جميع الجهود السياسية الآن على وضع شروط مفاوضات شاملة بين الإسرائيليين والفلسطينيين حتى يتم تنظيم القضايا المحورية للنزاع”. وقال وزير الخارجية النرويجي يوناس جاهر في بيان أصدره في أوسلو “إن النرويج ترفض بشدة بناء اسرائيل وحدات سكنية جديدة في القدس الشرقية. ان عملية السلام في مرحلة حرجة واسرائيل تضعها في خطر بهذا القرار، الأكثر أهمية الآن هو أن تغير اسرائيل سياستها قبل أن يصبح حل الدولتين مستحيلاً”. وقالت وزيرة الخارجية الدنماركية ليني اسبرسن في بيان مماثل فيكوبنهاجن عن رفض إن القرار الاسرائيلي الذي يرسل اشارة سيئة في توقيت سيئ وموقف الدنمارك “الواضح يؤكد أن المستوطنات غير شرعية في نظر القانون الدولي, وتشكل عائقاً امام السلام”. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نسيركي في بيان أصدره في نيويورك “إن أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون يدين موافقة وزارة الداخلية الاسرائيلية على بناء 1600 وحدة سكنية جديدة في القدس الشرقية. كما يكرر تأكيد أن المستوطنات غير مشروعة بموجب القانون الدولي وأن النشاط الاستيطاني يقوض اي تحرك نحو عملية سلام فاعلة”. لجنة المبادرة: إسرائيل تجهض كل محاولات السلام القاهرة (وام) - أكدت لجنة متابعة مبادرة السلام العربية في اجتماع طارئ عقدته مساء أمس في القاهرة على مستوى المندوبين الدائمين لدى الجامعة العربية بمشاركة أمين عام الجامعة عمرو موسى، أن استمرار الحكومة الإسرائيلية فى سياسة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة سيجهض كل محاولات السلام بل ويحكم بالفشل المسبق على الجهود الأميركية لاستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأوضحت أن قرار توسيع مستوطنة «رامات شلومو» يعكس استهتار إسرائيل بكل الجهود المبذولة حالياً لإجراء مفاوضات غير مباشرة. كما يوجه رسالة سلبية بعدم جدية إسرائيل وانعدام الارادة السياسية الحقيقية لديها لتحقيق التسوية المطلوبة وعدم جدوى الدخول فى مفاوضات معها سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©