في مفاجأة من العيار الثقيل، وعلى عكس تيار الهجوم انكسرت أحلام النصر على أعتاب دبي وخرج العميد مبكراً من الدور التمهيدي لكأس صاحب السمو رئيس الدولة لكرة القدم حيث خسر بهدف وحيد أحرزه طالب إبراهيم في الدقيقة 82 من اللقاء المثير مستثمراً الهجمة المرتدة الوحيدة التي لاحت لفريق دبي خلال المباراة بأكملها فيما شن النصر هجمات متوالية وحالت العارضة والقائم دون هدفين مؤكدين للعميد ولعب دبي أواخر المباراة ناقصاً عشرة لاعبين·
وانطلقت المباراة بفلسفة هجومية متبادلة مع ''إيقاف التنفيذ'' في دبي نظراً لفارق الإمكانات مع النصر صاحب الثقل الهجومي والذي استطاع أن يجبر منافسه رغم انتشاره بثلاثة مهاجمين على التراجع الى نصف ملعبه الذي تحول الى منطقة عمليات دائمة حاول من خلالها النصر أن يضرب حصاراً هجومياً وأن يهرب من الرقابة معتمداً على الانطلاقات الهجومية من الوسط الى الأمام مع الاحتفاظ بمهاجم واحد متقدم هو كاظم علي ومن خلفه الثنائي الأجنبي ريناتو وتراوري ثم محمد إبراهيم مع معاونات من أفراد الدفاع واستطاع الفريق أن يصنع فرصتين تساوي كل منهما هدفاً لكن القائم والعارضة كان لهما رأي آخر!!
ففي الدقيقة 12 أطلق تراوري الدائب الحركة تسديدة بعيدة تحولت من أسفل القائم ثم تكرر المشهد في الدقيقة 44 عندما انطلق الظهير الأيمن للنصر خالد سبيل وأرسل الكرة أرضية زاحفة تحت ذراع جمال عبدالله حارس دبي وقبل أن تداعب الشباك أعادها القائم الى تراوري المتابع فأعادها قذيفة ارتدت من العارضة الى أسف ولم تتجاوز خط المرمى·
كانت هاتان الفرصتان هما الأهم في اللقاء الذي تراقص في الوسط بلا إثارة كبيرة مع ضغط نصراوي ومحاولات مستمرة في ظل تكتل متبادل في وسط الميدان على طريقة 4/5/1 في النصر تتحول الى 4/3/2/1 في الهجوم، فيما يحسب لفريق دبي جرأته التكتيكية حيث لعب بطريقة 4/3/·3
وتقدم ثلاثة مهاجمين هم طالب ابراهيم وجلمار جافيز وعلي حسن، لكن دفاع النصر ووسطه كن بالمرصاد واستطاع محمد خميس ودرويش أحمد تأمين قلب الدفاع مع خالد سبيل ويوسف موسى على الأطراف وكان عامر مبارك محوراً مهماً في الوسط الى جانب عبدالله محمد واقتسما الأدوار الدفاعية والهجومية·
انطلق الشوط الثاني على نفس الوتيرة وتثاءبت الكرة خلال النصف الأول بين منطقة المناورات ونصف ملعب دبي مع تأجيل الإثارة حتى إشعار آخر وسدد ريناتو من بعيد أنقذها حارس دبي ببراعة ثم أرسل خالد سبيل عرضية جميلة أخطأتها رأس تراوري والتحم وسط دبي بخط الظهر في غابة من السيقان المدافعة ملأت نصف الملعب ومناطق الخطورة حول المرمى وتعددت محاولات النصر في مساحات ضيقة دون حلول مؤثرة لفض الاشتباك لا على المستوى التكتيكي ولا على مستوى الحلول الفردية على الرغم من التغيير بادر به مدرب النصر في الدقيقة 60 عندما أشرك عدنان حسين ودفع به الى صفوف المهاجمين بدلاً من محور الوسط عبدالله محمد وبذل عدنان جهداً كبيراً وكاد يخطف الكرة من أمام الحارس الذي اضطر لاستخدام الخشونة ونال إنذاراً·
مع الدقيقة 72 بدأت الحرب التكتيكية المتبادلة عندما واصل مدرب النصر تغييراته الهجومية فدفع بكل من عبدالله موسى وعبدالرحمن خلفان بدلاً من يوسف موسى وكاظم علي وشدد من ضغطه على نصف ملعب دبي الذي بادله الحوار ودفع بكل من خالد خميس وحسن عبدالرحمن بدلاً من مانع عبدالله وخالد مسعود في تغيير دفاعي انطلاقاً من الوسط لتأمين منطقة العمليات والاعتماد على المرتدات التي اقتصرت على هجمة وحيدة مفيدة حيث أثمرت هدفاً في مرمى النصر عندما انطلقت الكرة أمامية طويلة الى طالب إبراهيم المتقدم في الدقيقة 82 فانفرد وغمز الكرة بيسراه الى عمق مرمى النصر لحظة خروج الحارس لملاقاته في مفاجأة من العيار الثقيل على عكس سير المباراة!
في الدقيقة 84 انطلق تراوري نحو مرمى دبي وكاد ينفرد وتعرض لإعاقة من المدافع محمد علي حسين فلم يتردد الحكم في إشهار البطاقة الحمراء وأكمل دبي المباراة بعشرة لاعبين وأجرى تغييرات دفاعية، أخيراً أشرك صلاح جميل بدلاً من المهاجم طالب إبراهيم وحاول النصر تشديد الضغط وأخطأ تراوري الكرة داخل المنطقة واندفع 4 لاعبين للأمام وسدد ريناتو من مساحة مناسبة لكن فوق العارضة·
عدد اليوم
