"بياجيو إم بي 3".. بديلة للسيارات

يؤكد معظم الخبراء الذين قاموا بتجريب هذه الدراجة الإيطالية المبتكرة ذات العجلات الثلاث والتي تدعى ''بياجيو إم بي''3 Piaggio MP3 أنها ستحظى بإعجاب الملايين من مرتادي الطرق وهواة القيادة الرياضية في العالم أجمع بسبب مرونتها العالية وتكاليف تشغيلها المنخفضة وسهولة إيجاد المكان المناسب لإيقافها حتى في أكثر الشوارع ازدحاماً· ويكفي أنها تأتي الآن وليدة بحث متواصل للخبراء عن أنجع السبل للتخفيف من أزمة المرور الخانقة وارتفاع أسعار الوقود وتزايد الضغوط السياسية على صناعة السيارات والعربات التي تطلق كميات كبيرة من غاز ثاني أوكسيد الكربون· ويقول جاكوب جوردون الكاتب المتخصص في شؤون السيارات والعربات في موقع ''تريهاجير دوت كوم'' على الإنترنت إن العصر الحقيقي للدراجات يقترب بسرعة بالرغم من أنها سجلت انتشاراً واسعاً في العديد من مناطق العالم قبل أكثر من خمسة عقود· إلا أن الظروف تغيّرت الآن، وأصبحت تدفع بقوة باتجاه عودتها السريعة لتحتل مكانة بارزة من اهتمامات الأمم والشعوب· وكانت شركة ''بياجيو'' الإيطالية سباقة إلى تثوير وسائل النقل الفردي منذ عام 1946 عندما أطلقت النسخة الأولى من الدراجة النارية الشهيرة ''فيسبا''؛ ثم واصلت ابتكاراتها في هذا الميدان من دون انقطاع منذ ذلك الوقت حتى قدمت مؤخراً هذه الدراجة ذات العجلات الثلاث بياجيو إم بي3. ولعل الأهم من كل ذلك هو أن بياجيو إم بي 3 لا تستهلك إلا القليل جداً من البنزين؛ وهي مدفوعة بمحركين اختياريين سعة أولهما 124 سنتيمترا مكعبا والثاني 244,3 سنتيمتر مكعب ويتألف كل منهما من اسطوانة منفردة· وينتج المحرك الأول 15 حصاناً من الطاقة الميكانيكية 11 كيلوواط عند 9250 دورة في الدقيقة و12 نيوتن متر من عزوم التدوير عند 8500 دورة في الدقيقة، ويولد الثاني 22,5 حصان 16,5 كيلوواط عند 8250 دورة في الدقيقة و21 نيوتن متر من عزوم التدوير عند 6750 دورة في الدقيقة· ويضمن استهلاكها القليل جداً من البنزين زيادة المدى الأقصى للقيادة من دون إعادة التزود بالبنزين· ومن علاماتها الفارقة الأخرى أنها ثلاثية العجلات؛ فهي ذات عجلتين أماميتين وعجلة خلفية واحدة؛ وهو تركيب جديد وغير مسبوق· وتم تركيب العجلتين الأماميتين وفق تقنية معقدة تضمن بقاء الدراجة متوازنة تماماً أثناء الالتفاف على المنعطفات؛ ففي حالة الدوران إلى اليسار، ينضغط النابض الأيسر الذي يحمل العجلة الأمامية اليسرى في الوقت الذي يستطيل فيه النابض الأيمن وبما يسمح بدوران العجلة من دون أن تتعرض للجنوح أو السقوط· ويضاف إلى ذلك أن نظام العجلات الثلاث يلغي الكثير من أسباب الحوادث التي تتعرض لها الدراجات النارية بسبب الميلان الزائد وفقدان التوازن· ويمكن لمحرك بياجيو إم بي3 أن يكافئ في عمله عمل محرك سيارة يحرق البنزين وتبلغ سعته 400 سنتيمتر مكعب ويمكنه دفع الدراجة الخفيفة من سرعة الصفر إلى 100 كيلومتر في الساعة خلال أقل من 7 ثوانٍ· ولعل الأهم من ذلك كله هو أن هذه الدراجة ليست مجرّد مادة للتداول الصحفي والإعلامي، بل أصبحت حقيقة واقعة حيث ستهبط إلى الأسواق بداية العام المقبل 2008 في الولايات المتحدة وأوروبا· وسوف تباع بسعر 12 ألف دولار· وتؤكد الإحصائيات أن الأميركيين يحبون ركوب الدراجات باعتبارها وسيلة عملية للتنقل؛ ففي عام 2005 بيعت في أميركا 57 ألف دراجة نارية· وأظهرت نتائج استطلاع للرأي أن 30 بالمئة من عينة تضم مختلف الشرائح الاجتماعية في أميركا عبروا عن رغبة أكيدة في امتلاك الدراجات لتلبية حاجتهم لوسائل عملية للتنقل· وتشير استطلاعات أخرى إلى ازدياد محسوس في ميل النساء لركوب الدراجات· وكانت الشركات المتخصصة في صناعتها سباقة لتلبية هذه الرغبة حين عمدت إلى صنع طرازات خاصة بالنساء من بعض أنواع الدراجات تتميز بالرقة والتجهيزات الإضافية التي تقي المرأة من الهواء ومياه الأمطار· ولطالما كانت النساء تعبّرن عن حبّهن لركوب الدراجات منذ أيام عقد الستينات عندما اشتهرت الممثلة الإيطالية المعروفة صوفيا لورين بامتطاء دراجتي فيسبا ولامبريتا الرائعتين· وحتى بالنسبة لأولئك الذين يرفعون راية الدفاع عن البيئة فإنهم لابد أن يكونوا راضين عن بعض الدراجات التي تحرق البنزين، فلقد أصبحت أحدث أنواعها قادرة على قطع 40 كيلو متراً باللتر الواحد من البنزين· ويقول أحد الخبراء إن الذين كتب لهم حظهم العاثر التجول في الشوارع المزدحمة للعاصمة الصينية بكين أو العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس والشعور بالاختناق الحقيقي بسبب دخان السيارات هناك، هم الأكثر قدرة على الشعور بالميزات الكبيرة التي تنطوي عليها الدراجات الحديثة كهذه الدراجة الإيطالية ذات الظل الخفيف·