السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

المزارعون الأميركيون يبدأون الهجرة العكسية

المزارعون الأميركيون يبدأون الهجرة العكسية
19 سبتمبر 2007 20:43
ظل ستيف سكاروني المزارع من كاليفورنيا يشعر بسعادة غامرة وهو يتطلع إلى حقله الممتد على مدى البصر والمزروع بنبات الخس في أواسط دولة المكسيك· وأكثر ما أثار مشاعره أن هنالك أطقماً كاملة من العمالة المكسيكية التي تعمل بكل طاقتها دون أن تساورها مخاوف من تدخل قوات الهجرة أو التهديد بالإبعاد· وسكاروني ـ 50 عاماً ـ يزاول مهنة الزراعة منذ بواكير صباه وتمكن من بناء إمبراطورية تجارية بقيمة 50 مليون دولار من زراعة الخس والقرنبيط في أمبيريال فالي بولاية كاليفورنيا وهو يعتمد على أيدي العمالة المهاجرة التي يأتي معظمها من المكسيك وربما يعيش العديد منهم في الولايات المتحدة بصورة غير مشروعة· وكما ورد في صحيفة ''انترناشونال هيرالد تريبيون'' مؤخراً في أوائل العام الماضي بدأ سكاروني في تحويل جزء من عملياته إلى حقول مستأجرة في المكسيك حيث يقوم 500 عامل مكسيكي بزراعة محاصيله دون الشعور بأي مخاطر من الابعاد· ويعود هذا الأمر إلى مخاوف ظلت تساور مجموعات من المزارعين الأميركيين الذين يعتمدون على العمالة المهاجرة منذ أن تمت إجازة قانون في الكونجرس في يونيو الماضي يقضي باتخاذ إجراءات صارمة ضد مخدمي العمالة غير المشروعة· ووفقاً لعدد من المزارعين ورجال القانون في الولايات المتحدة والمكسيك فإن أعداداً متزايدة من المزارعين شرعوا في اختبار البدائل الممكنة لزراعة المحاصيل خارج الحدود، حيث تتوفر العمالة هناك، وخلص استبيان هاتفي أجرته جمعية ويسترن قروارز الممثلة للمزارعين في كاليفورنيا واريزونا في الربيع الماضي إلى أن هنالك أكثر من اثني عشر عضواً أقروا بأن لديهم أعمالاً تجارية وزراعية كبيرة الحجم في المكسيك بمستوى اجمالي من العمالة يبلغ 11 ألف مستخدم· وكما يقول توم ناصف رئيس الجمعية الذي ذكر أن الأميركيين قد شعروا أيضاً في زراعة الأراضي في دول أميركا الوسطى يبدو أن هناك اندفاعا كبيرا نحو المكسيك ودول أخرى· ولما كانت الإحصائيات الدقيقة عن الزراعة الأميركية في المكسيك غير متوفرة حتى الآن بسبب تكتم هؤلاء المزارعين على حجم عملياتهم في الخارج، الا أن السناتور ديان فينستين، النائبة الديمقراطية عن ولاية كاليفورنيا، عرضت خارطة في قاعة المجلس في يوليو الماضي تحدد موقع أكثر من 46 ألف فدان أو 18,500 هيكتار من الأراضي التي ظل يزرعها الأميركيون في ولايتين فقط في المكسيك وهما ولايتي جوانا جاتو وباجا كاليفورنيا· ومضت تقول: لقد درج المزارعون على استئجار الأراضي في المكسيك وهم يتكتمون على هذه الحقيقة وتتوقع فينستين أن المزيد من المزارعين الأميركيين سوف ينتقلون إلى المكسيك حيث تتوفر القوة العاملة الجاهزة وكذلك تدني الأجور· وفي الماضي كان بعض الأميركيين قد لجأوا إلى زراعة المحاصيل إلى الجنوب من الحدود الاقليمية بهدف تجنب ارتفاع أسعار الأراضي الزراعية وضمان الحصول على تسليمات للحبوب تستمر طوال العام بدلاً من المحاصيل التي لا يتم انتاجها الا بشكل موسمي في داخل أراضي الولايات المتحدة الأميركية· ولكن وفي خلال فترة السنوات الثلاث الماضية فإن الغموض الذي أخذ يحيط بكميات العمالة المتوفرة بسبب مضايقات سلطات الهجرة أصبح يمثل عاملاً رئيسياً في تحول المزيد من أعداد المزارعين الأميركيين نحو المكسيك والدول الأخرى، وفي الوقت الذي تحصل فيه دول مثل المكسيك على فوائد جمة بسبب هذه الهجرة العكسية إلى داخل أراضيها حيث يجلب المزارعون الأميركيون آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا من تقنيات إلى هذه الأراضي البكر الغنية في الاصقاع الشمالية الشرقية للدولة النامية، إلا أن الاقتصاديين اشاروا أيضاً إلى أن الآلاف من وظائف الطبقة الوسطى المساندة للزراعة بدأت تختفي في الولايات المتحدة، كما أشار بعض واضعي السياسات والقوانين إلى مخاطر أمنية محتملة وبخاصة عندما يتم انتاج الغذاء الأميركي بصورة متزايدة في دول أجنبية· وفي الوقت الذي تواصل فيه السلطات الأميركية تضييق الخناق على الحدود طوال فترة السنوات الأخيرة وتتناقص فيه أعداد العمالة الموسمية القادمة من المكسيك فقد ذكر بعض علماء السكان أن العديد من العمالة غير المشروعة في مجال الزراعة بدأ يتخلى عن هذه المهنة الموسمية ويتجه عوضاً عن ذلك إلى أعمال البناء والتشييد التي لا تكف عن النشاط في كامل العام·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©