الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الغلاء يعكر أجواء رمضان في الأردن

الغلاء يعكر أجواء رمضان في الأردن
19 سبتمبر 2007 21:04
لا شيء يعكر أجواء رمضان في الاردن مثل غلاء الاسعار، فقد شكل ارتفاع اسعار المواد الغذائية المفاجئ قبل حلول الشهر المبارك عبئاً على ذوي الدخل المحدود خصوصاً من موظفي الدولة مع وفرة المنتجات المعروضة في الأسواق· وقال الموظف فارس عيسى (40 عاماً) الذي كان يتسوق من سوق الخضار وسط البلد ''ازدادت الاسعار بصورة كبيرة ولا رقابة عليها، والتجار يستغلون الطلب المتزايد على المواد الغذائية في هذا الشهر الفضيل ويرفعون الأسعار مثلما يشاؤون''· أما سالم سعيد وهو مدرس فشكا من ''التجار الذين يرفعون الأسعار بلا رحمة ويحاولون إفساد فرحتنا بهذا الشهر الكريم''· وأضاف ''الأسعار ترتفع ورواتبنا على حالها· لقد اجبرت ان استدين لأواجه مصاريف هذا الشهر الفضيل''· وتساءل: ''لا اعلم ماذا سأفعل عند اقتراب العيد، عندي خمسة أطفال''· ويقول الناس إن ارتفاع اسعار المواد مثل الأجبان والحليب واللحوم، اضافة الى الخضراوات والفواكه والحلويات أثر سلباً على مائدة رمضان التي اعتادت ان تكون زاخرة في مثل هذا الوقت من كل عام· وبحسب خليل عمران وهو رجل متقاعد في السبعينات من العمر فقد ''ادى ارتفاع الاسعار الى عزوف الناس عن شراء الكثير من الاشياء التي اعتادوا على شرائها في رمضان والاكتفاء بالضروريات''· ويضيف ''ماذا نفعل ؟ العين بصيرة واليد قصيرة''· ويقدر معدل دخل الفرد السنوي في الأردن بـ 2700 دولار أي ما يعادل نحو 225دولارا شهرياً· ودعا العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الثلاثاء الماضي الحكومة الى العمل على خفض أسعار المواد الغذائية الأساسية خلال شهر رمضان بعد ان شهدت ارتفاعاً كبيراً خلال الفترة الأخيرة· ونقلت وكالة الانباء الاردنية (بترا) عن الملك عبدالله دعوته الحكومة الى ''اتخاذ إجراءات فورية وسريعة بحق من يتلاعب بالأسعار ليس في شهر رمضان المبارك فحسب بل في كل ايام السنة''· وكانت الصحف الأردنية نقلت ان اسعار المواد الغذائية شهدت ارتفاعاً كبيراً خلال الفترة الأخيرة حيث ارتفعت اسعار الدواجن بنسبة 30 بالمئة والأجبان والألبان بما بين 7 و25 بالمئة· وفي مواجهة ارتفاع الأسعار، اتخذت الحكومة جملة إجراءات فشكلت لجانا لمراقبة الاسعار والحد من ارتفاعها· واكد رئيس الوزراء الاردني معروف البخيت خلال لقائه برئيسي واعضاء غرفتي تجارة وصناعة الأردن الاثنين الماضي أن ''الاسعار بلغت حدا غير مقبول''، داعياً جميع الجهات المعنية الى ''توفير السلع بأقل هامش من الربح''· ونقلت بترا عن البخيت قوله ''مع أن الأردن ينتهج سياسة السوق الحر الا ان الحكومة لديها من الأدوات بما يكفي للتدخل لجهة تخفيض الأسعار على المواطن''· ودعا البخيت القطاع الخاص الى توفير جميع السلع والمواد التموينية والغذائية في الأسواق المحلية بـ ''أسعار معقولة تتناسب مع أوضاع المواطنين في مختلف الظروف ومهما كلف الأمر''· وأمام الضغط الحكومي تراجعت أسعار المواد الغذائية ولكن بنسب قليلة ومتفاوتة الا انها لم تعد الى سابق عهدها كما كان يتمنى الناس· من جانبه، برر رئيس غرفة تجارة عمان حيدر مراد ''ارتفاع أسعار بعض السلع محلياً بالارتفاعات عالمية في بلد المنشأ وارتفاع أجور الشحن''، داعياً الى ''عدم التجني على التجار''· أما المحلل الاقتصادي الاردني فهد الفانكو فاعتبر أن الضجة التي رافقت ارتفاع الاسعار ''مفتعلة''· وقال لوكالة فرانس برس إن ''قياس ارتفاع الأسعار يتم من خلال تكاليف المعيشة التي لم ترتفع هذه السنة الا بنسبة تقل من الواحد بالمائة''· وأضاف ''توجد ارتفاعات محدودة على اسعار مواد غذائية معينة لكن الناس تظن ان كل شيء قد ارتفع سعره''· واوضح الفانك ان ''ميزانية الأسرة مكونة من الكثير من الاشياء كالإيجار الذي لم يرتفع والكهرباء والماء والنقل والمحروقات التي لم تتغير''· واشار الى ان ''كل هذه الاشياء لم تتغير، والتغير الذي حصل كنسبة من تكاليف المعيشة نسبته هو واحد بالمائة فقط وهو لا يستحق كل هذه الضجة''· الى ذلك أدت الحياة العصرية في الاردن الى غياب العديد من الطقوس والتقاليد والعادات والموروثات الشعبية التي كانت ترافق هذا الشهر الكريم، فلم يعد المسحراتي موجوداً في الكثير من الحارات والأزقة اما فوانيس رمضان فقد استعيض عنها بأحدث أساليب الإنارة· ولكن للاردنيين أكلات مشهورة لا يتخلون عنها في رمضان وتحديداً المنسف اضافة الى ''القطايف'' وهي الحلوى التي توجد بشكل يومي على مائدة الجميع رغم شمولها بارتفاع الأسعار·
المصدر: عمان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©