الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المعونات تتدفق للمرة الأولى على مناطق تحت سيطرة المعارضة

المعونات تتدفق للمرة الأولى على مناطق تحت سيطرة المعارضة
8 فبراير 2013 00:39
واشنطن، بيروت (رويترز، أ ف ب) - أعلن مسؤول أميركي رفيع الليلة قبل الماضية، أن حكومة الرئيس بشار الأسد ربما سمحت بوصول معونات إنسانية إلى أجزاء من سوريا يسيطر عليها مقاتلو المعارضة كان متعذراً دخولها من قبل وذلك في محاولة لكسب ولاء السكان. في وقت أكدت فيه منظمة «أطباء بلا حدود» أمس، أن أكثر من 50? من اللاجئين السوريين الذين فروا إلى لبنان المقدر عددهم بنحو 300 ألف شخص، لا يجدون الرعاية الطبية التي يحتاجونها بسبب ارتفاع كلفة العلاج. وقال مكتب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابع للأمم المتحدة الجمعة الماضي، إنه استطاع الوصول إلى منطقة إعزاز التي تسيطر عليها المعارضة شمال سوريا للمرة الأولى ووجد نحو 45 ألف شخص مشرد في أحوال مزرية. ووافقت الحكومة السورية على السماح للأمم المتحدة بالوصول إلى منطقة أعزاز شمال حلب قرب الحدود التركية وتمكين قافلة من توزيع خيام وأغطية على المحتاجين الذين يعيشون في العراء في ظل شدة البرد. وتذهب تقديرات إلى أن أكثر من مليوني شخص أصبحوا مشردين داخل سوريا وأن أكثر من 700 ألف نازح فروا إلى بلدان مجاورة بسبب الصراع المتفاقم. وأفادت آن ريتشارد مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون السكان واللاجئين والهجرة في مؤتمر عبر الهاتف، «نعتقد أن هناك أمراً ربما تكون السلطات السورية قد أخذته في الحسبان وهو أنه ينبغي لها استرضاء بعض أجزاء البلاد من خلال السماح بوصول المساعدات». واستدركت بقولها «هكذا حدث تغير في منهجهم ولكن من الصعب التكهن بالدافع الحقيقي لهم». وقالت المسؤولة الأميركية إنها سألت مسؤولي الأمم المتحدة «وأن الإجابة الوحيدة التي سمعتها هي أنهم ربما أرادوا الحفاظ على ولاء بعض الناس لهم في المناطق الريفية». وبشكل منفصل، قال مسؤول في اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن اللجنة استطاعت في الآونة الأخيرة تسليم مساعدات بموافقة الحكومة إلى أجزاء أخرى من سوريا تسيطر عليها المعارضة منها الحولة المضطربة بمحافظة حمص. وذكر أندريس كروسي نائب رئيس وفد اللجنة في سوريا في مقابلة وضعت على الموقع الإلكتروني للجنة التي يوجد مقرها في جنيف أمس الأول، أن الأمر المثير في هذه المنطقة هو أنه تسيطر عليها المعارضة وكانت محاصرة منذ 3 أشهر «ولم يكن يصل إلى هذه المنطقة أي مساعدات إنسانية أو النذر القليل منها». وأضاف كروسي أن اللجنة ومتطوعين من فرع الهلال الأحمر السوري في حمص قاموا بتوزيع معونات معظمها أغذية ويأملون القيام بتوزيع دفعة ثانية من الامدادات الغذائية والطبية الأسبوع المقبل. وأضاف قوله «كان نجاحاً كبيراً أننا سمح لنا بالوصول إلى هذه الأماكن الأسبوع الماضي وقد فعلنا هذا بموافقة كل الأطراف المعنية». وأوضح أن من هذه الأطراف، مختلف الأجهزة الأمنية في جانب الحكومة السورية وممثلين عن المعارضة المسلحة. كما أكد كروسي أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر استطاعت أيضاً دخول تلكلخ التي وصفها بأنها مدينة صغيرة على الحدود مع لبنان وكانت من النقاط الساخنة الأولى في الصراع والتي قال إن معظم منازلها أصيبت بطلقات نارية. واستدرك بقوله «ولكن خلال الأسابيع الماضية حدثت تسوية محلية تم التفاوض بشأنها على المستوى الحكومي واتفقت خلالها المعارضة المسلحة والحكومة على وقف إطلاق النار ونحن نحاول الآن أن نتابع ذلك بتقديم معونات إنسانية». ومضى يقول «وهكذا فإن التحدي خلال الأسابيع القادمة سيكون المتابعة في هذه الرحلة الميدانية لتحقيق الوصول إلى مناطق مشابهة مثل الحولة المحاصرة من أجل التفاوض مع العديد من أصحاب الشأن والمصلحة. ويجب أن نكرر هذا في محافظات أخرى بما في ذلك أيضاً ريف دمشق». وتفيد تقديرات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تقرير نشر في 17 يناير الماضي بأن 4 ملايين شخص في حاجة الى مساعدات إنسانية في كل محافظات سوريا الأربع عشرة. ومن هؤلاء ثلاثة ملايين يفتقرون إلى الطعام ومليونان مشردون نزحوا عن ديارهم. وفي تقرير بعنوان «البؤس بعيداً عن منطقة الحرب» صدر أمس، ذكرت منظمة «أطباء بلا حدود» أن أكثر من نصف اللاجئين السوريين إلى لبنان لا يتلقون العلاج الذي يحتاجون إليه بسبب ارتفاع كلفته. وأضافت المنظمة أن اللاجئين السوريين والفلسطينيين الذين فروا من الحرب في سوريا إلى لبنان «لديهم احتياجات إنسانية كبيرة لا يتمكنون من الحصول عليها». وأشارت إلى عدم امكانية تأمين «مصاريف الحاجات الطبية الأساسية وتلك المتعلقة بالنساء الحوامل والولادات في المشافي». وقال فرانز لوف رئيس بعثة «أطباء بلا حدود» إلى شمال سوريا، إن السوريين كان لديهم قبل اندلاع الاضطرابات منتصف مارس 2011، «نظام صحي جيد»، مضيفاً أن «هذا النظام انهار». وقال آدم كوتس من جامعة كامبريدج البريطانية الذي أشرف على دراسة حول هذا الموضوع نشرت في مجلة «لانسيت» الطبية البريطانية «وكأن التأثيرات العسكرية على السوريين لا تكفي، هناك أيضاً هجوم شامل على البنى التحتية للنظام الصحي». وشمل المسح الميداني لأطباء بلا حدود اللاجئين في صيدا جنوب لبنان، والبقاع الشرقي ومنطقة طرابلس شمالاً باتجاه الحدود مع سوريا وهي مناطق تنتشر فيها فرق أطباء للمنظمة الخيرية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©