دبي تتزين لرمضان بأبهى حلة

تزينت له فلبست أحسن حُلة وارتدت خير الثياب، لأنها اشتاقت إليه وتنتظره من العام إلى العام في شوق وشغف، باعتباره موسم الخير والبركات، ولذلك توفر لقاطنيها وزائريها سبل العبادة والصلة الوثيقة للارتباط بكتاب الله والتقرب إلى خالق الأرض والسماء من خلال البرامج الثقافية والمحاضرات الدينية والمسابقات القرآنية· جذبت الأفئدة، وتأثرت بعقول وزيارة العلماء والمفكرين من كل حدب وصوب، لتصبح مكاناً محبباً للكثير من العلماء وطلاب العلم· إنها مدينة دبي التي استعدت جيداً لاستقبال أغلى زائر وأفضل قادم وهو شهر رمضان المبارك، حيث تستضيف كوكبة من علماء الدين والدعاة المعروفين على مستوى العالم لإحياء الليالي الأولى من شهر رمضان قبل بدء المسابقة الدولية للقرآن الكريم· كما تنظم دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي الملتقى الرمضاني السادس لهذا العام تحت رعاية كريمة من سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم خلال الفترة من الثامن وحتى العشرين من رمضان الجاري، وتستضيف خلالها الدائرة 12 عالماً وداعية من السعودية ومصر والأردن، بالإضافة إلى الإمارات لإلقاء المحاضرات يومياً في الخيمة الرمضانية التي ستقام في منطقة الطوار بالقصيص· أما دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي فتنظم دورتين في ختم القرآن الكريم كاملاً ضمن برنامجها الديني خلال شهر رمضان المبارك تحت عنوان ''مشروع واحة القرآن''· وإذا نظرت إلى شوارعها فسترى كل مظاهر الفرحة بقدوم ذلك الضيف الكريم، فهنا الأنوار والزينة، وهناك موائد الرحمن، وتلك خيم الأسر المواطنة التي تتجمع وتتقارب خلال تلك الأيام الجميلة·· فيما تعج المساجد بالذاكرين والمصلين، وفي أركانها ترى الركع السجود، وبين جنباتها تشاهد الخاشعين والنادمين·· الكل يبتغي رضا ربه والاستفادة من الأجواء الربانية في تلك الإمارة· وقال سعادة المستشار إبراهيم بوملحة رئيس الجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم: إن الناس اعتادوا في العصر الحديث على ربط الاقتصاد بالمادة، فبمجرد أن يقول المرء كلمة اقتصاد أو تجارة يتبادر إلى الذهن الجانب المادي المحض، حيث يغلب رأس المال على كافة العواطف والأحاسيس، إلا أن اهتمام حكومة دبي ممثلة بقياداتها الرشيدة بوضع جائزة دولية للقرآن الكريم هو اهتمام من نوع خاص، لأنه لا يخضع للماديات البحتة، ولكنه يعمل على خدمة كتاب الله، باعتبار أن القرآن الكريم هو المنبع الحقيقي والمصدر الرئيسي لسعادة الإنسان· وأكد بوملحة أن جائزة القرآن في إمارة دبي تميزها على باقي المدن الاقتصادية المشهورة، لأنها مدينة لا تهتم فقط بالجانب المادي، ولكنها تهتم إلى جانب ذلك بدينها وقيمها وأخلاقها وعاداتها وتراثها الذي يرتبط مباشرة ببناء شخصية الإنسان وتكوينه الروحي الذي هو أساس الاقتصاد الإسلامي، فالمسابقة تبرز إمارة دبي وتميزها حيث تستفيد منها شريحة كبيرة من العلماء والباحثين الذين يخصص بعضهم الجائزة لأعمال الوقف الخيري الذي يدعم جانب البحث العلمي والتعليم بشكل عام، ودليل ذلك الجوائز التي تم رصدها للفائزين والمشاركين في المسابقة القرآنية التي تعتبر من أعلى الجوائز على مستوى المسابقات الدولية، مما كان له أثر طيب يتحدث عنه الواقع· ودبي إذا كانت تهتم بغذاء الروح في تلك الأيام الفاضلة، فلديها من الخدمات الأخرى ما يجعل شهر رمضان مجالاً للعبادة والتقرب إلى الله، حيث تتضمن فعاليات دائرة السياحة في دبي- بجانب البرنامج الثقافي- تنظيم إفطار جماعي في منطقة العمال في القصيص والذي ابتدأ من اليوم الأول لرمضان ولمدة 20 يوماً- حسبما ذكر محمد المهيري المدير التنفيذي لإدارة العمليات والتسويق بدائرة السياحة والتسويق التجاري رئيس فريق عمل الملتقى الرمضاني، مشيراً إلى أن الفعاليات تتضمن كذلك قافلةَ الخير التي ستقوم بتوزيع منشورات وكتيبات دعوية بعدة لغات على طلاب المدارس والمعاهد والجامعات وعلى الجمهور بشكل عام، بالإضافة إلى العديد من الفعاليات الأخرى سيتم الإعلان عنها وقتها· هكذا هي دبي مدينة المال والأعمال وغذاء الروح·