السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الرياء شرك أصغر

الرياء شرك أصغر
19 سبتمبر 2007 22:20
الرياء سلوك سيئ ينزع البركة من العمل ويجعله جسدا بلا روح وشجرا بلا ثمر، وهو من الأمراض الخطيرة التي يترتب عليها إحباط العمل، وكثير من الناس يراؤون ويظهرون عكس ما يبطنون· ويقول الدكتور أحمد محمود كريمة - أستاذ الفقه بجامعة الأزهر- إن الإسلام يحث على حسن الأخلاق في القول والعمل؛ لأنه أساس قبول الاعمال الصالحة، وهو روح العبادة وثمرتها، وقال تعالى في سورة الزمر: ''قل إني أُمرت أَنْ أعبد الله مخلصا له الدين''، وقال تعالى في سورة البينة ''وما أُمِروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء''· وعن ابن عباس (رضي الله عنهما) قال: قال رجل يا رسول والله إني أقف الموقف أريد وجه الله وأريد أن يرى موطني أي شجاعتي وشدة بلائي في القتال، فلم يرد عليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، حتى نزل قول الله تعالى في سورة الكهف: ''فمن كان يرجو لقاء ربه فليعملْ عملا صالحا ولا يُشرك بعبادة ربه أحدا''· واذا كان الإسلام قد حث على الإخلاص في القول والعمل فإنه حذر من الرياء لأنه من الامراض الخطيرة التي تحبط العمل، ويقول الله تعالى في سورة البقرة: ''يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين''· ويضيف الدكتور أحمد كريمة: والاسلام يهدف الى بناء شخصية المسلم بناء قويا ظاهره كباطنه لا يخشى في الله لومة لائم، ولا ينتظر ثناء الناس عليه، وانما يتنظر الجزاء الأوفى من الذي يعلم السر وأخفى· قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ''إذا جمع الله الأولين والآخرين ليوم القيامة ليوم لا ريب فيه، نادى منادٍ من كان أشرك في عمله لله أحدا فليطلب ثوابه من عنده فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك''· ويبين الرسول (صلى الله عليه وسلم) أن القليل مع الاخلاص يفوق الكثير مع الرياء، فيقول (صلى الله عليه وسلم): ''أخلصْ دينَك يكْفك العمل القليل''· واذا كان الاخلاص ينمي العمل القليل فيجعله كثيرا، فإن الرياء ينتزع البركة من العمل، وروى أبوداود والنسائي أن أمامة قال: جاء رجل الى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: أرأيت رجلا غزا يلتمس الأجر والذكر، أي يحب أن يذكر الناس له شجاعته واقدامه؟ فقال (صلى الله عليه وسلم): لا شيء له ثم قال (صلى الله عليه وسلم): إن الله عز وجل لا يقبل من العمل الا ما كان له خالصا وابتُغي به وجهه· ويحذر الدكتور كريمة من الرياء ويقول ان القرآن الكريم يبين ان العبادة التي ليست خالصة لله تعالى تكون حسرة وندامة على فاعلها، وتدخله النار وتبعده عن الجنة ويقول الله تعالى في سورة الماعون: ''فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراؤون ويمنعون الماعون''· ويحذر الرسول (صلى الله عليه وسلم) من الرياء حتى جعله نوعا من أنواع الشرك فيقول (صلى الله عليه وسلم): إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الاصغر، قالوا وما الشرك الاصغر يا رسول الله؟ قال: الرياء، يقول الله عز وجل: اذا جزى الناس بأعمالهم: اذهبوا الى الذين كنتم تراؤون في الدنيا هل تجدون عندهم جزاء؟ ومن أمثلة الرياء في حاضرنا المعاصر العالم الذي يتعلم العلم ليقال له عالم، وقارئ القرآن ليقال له قارئ، والذي ينفق في سبيل الله ليقال له جواد كريم، والذي يقاتل في سبيل الله ليقال له شجاع جريء، لذلك نسأل الله تعالى ان يرزقنا الاخلاص في القول والعمل وأن يجنبنا الرياء والسمعة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©