الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زوجة السلطان على عملات السلاجقة

19 سبتمبر 2007 22:28
ينحدر سلاطين الدولة السلجوقية التي تأسست في هضبة الاناضول على أجزاء من ممتلكات الروم البيزنطيين من قتلمش بن اسرائيل ارسلان بيغو بن سلجوق ويعتبر سليمان الاول هو المؤسس لهذه الدولة عندما استقل بها حوالي سنة 470 هـ - 1077م مستفيدا من الخلاف بين محمد وبركياروق ولدى ملكشاه عقب وفاة ابيهما· وبلغت دولة سلاجقة الروم أقصى اتساع لها على حساب البيزنطييين في عهد السلطان علاء الدين كيقباد حفيد سليمان والذي حكم هذه الدولة بين عامي 616 - 634 هـ ، ولكن هذه الدولة التركية التي استقطبت ولاء قبائل الترك في تلك الانحاء تعرضت لنكبة كبرى عندما خضع سلطانها الضعيف غياث الدين كيخسرو الثاني لنفوذ المغول، وقبل ان يحكم البلاد تحت حمايتهم في عام 641هـ ''1243م'' ومنذ ذاك الوقت اصبح حكام السلاجقة ألعوبة في أيدي خاقانات المغول، وكان ذلك ايذانا بسقوط دولتهم في اوائل القرن الثامن الهجري ''14م''· وأصدر سلاجقة الروم نقودهم من المعادن الثلاثة الذهب والفضة والنحاس وتميزت بتعدد طرز نقوشها وتغير كتاباتها من سلطان الى آخر والمزاوجة بين استخدام الخط الكوفي وخط النسخ في تسجيل العبارات التي ضمت دوما اسم الحاكم السلجوقي، الى جانب اسم الخليفة العباسي حتى بعد سقوط بغداد علي أيدي المغول عام 656هـ وزوال الخلافة العباسية· ونظرا لقرب السلاجقة من الحدود مع البيزنطيين ونشأة مصالح اقتصادية مباشرة، فقد تجنب سلاجقة الروم استخدام العبارات الاسلامية في الاصدارات المتأخرة والاكتفاء بعبارات ذات صبغة عمومية مثل المنة لله· زخارف وصور حيوانات وتميزت نقود السلاجقة وخاصة تلك التي ضربت من الفضة والنحاس بكثرة استخدام الزخارف النباتية ورسوم الحيوانات خاصة الأسد بل ورسوم الاشخاص، فضلا عن رموز فلكية متعددة· فعلى بعض النقود رسمت صور لشخص جالس القرفصاء يشبه الامبراطور البيزنطي الكيوس كومين وشخص جالس وفارس في وضع صيد ورسم الحصان والاسد والغزال وصورة الاسد والشمس التي ظهرت على نقود السلطان غياث الدين كيخسرو الثاني والتي اتخذت هيئة وجه امرأة بوسط قرص الشمس المشرقة، وكان ظهور الرسم الأخير بمثابة تعبير عن حب كيخسرو لزوجته وعلاقتها بهذا الرمز التنجيمي، ثم اكتفى بعد ذلك بنقش برج زوجته دون رسم ملامح وجهها بداخله بعد أن نصحه وزراؤه بالاقلاع عن هذا العمل غير اللائق· ومن الملفت للنظر في نقود سلاجقة الروم منذ عهد كيخسرو الثاني استخدامها للخط الديواني باستعارة رموز من الحرف العربي للتعبير عن اعداد الآحاد والعشرات والمئات لتسجيل تواريخ سك العملات، وكان استخدام هذه الرموز شائعا في الديوان العربي وبدأ سلاجقة الروم استخدام الارقام الديوانية على عملاتهم ونقلها العثمانيون عنهم فيما بعد· ومن الاصدارات الذهبية المميزة لسلاجقة الروم عدد من الدنانير صدرت باسم السلطان عزالدين قلج ارسلان ، وتميزت بحصر كتابات مركزي الوجه والظهر داخل دائرة وتسجيل عبارات الهامش خارج هذه الدائرة من الجانبين وبالاسفل· وضربت هذه الدنانير بالعاصمة قونية في سنوات مختلفة ويحوي مركز الوجه تسجيلا لشهادة التوحيد مع اسم الخليفة العباسي ''الإمام المستضيء بأمر الله أمير المؤمنين''، بينما اشتملت كتابات مركز الظهر على اسم الحاكم السلجوقي ''السلطان المعظم قلج ارسلان مسعود'' واسم النبي الكريم ''محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)· أما نقود علاء الدين كيقباد فقد عادت الى الشكل الاسلامي التقليدي من حيث استخدام كتابات مركزية من اسطر متوازية وأخرى هامشية تدور مع محيط القطعة النقدية· ومن امثلتها دينار ذهبي ضرب في عام 630هـ وسجل في مركز الوجه ''الإمام المستنصر بالله'' وفي الهامش ''أمير المؤمنين سنة ثلاثين وستمائة''، بينما احتوى مركز الظهر على ثلاثة أسطر ''السلطان/ الاعظم علاء/ للدنيا والدين'' ونقش الهامش ''أبوالفتح كيقباد بن كيخسرو قسيم امير المؤمنين اعز الله انصاره بحق محمد وآله''· واستمر كل من كيخسرو الثاني وابنه عزالدين كيكاوس في استخدام لقب قسيم أمير المؤمنين الذي ابتدعه السلاجقة للتعبير عن تمتعهم بالنفوذ السياسي نظير احتفاظ الخليفة العباسي بمركزه الديني دون ان يكون له نصيب في الحكم فكان السلطان السلجوقي قسيمه بالفعل في سلطاته الزمانية والدينية· ومن دنانير كيكاوس واحد من ضرب دار الملك قونية وقد حصرت فيه كتابات المركز داخل مربعين، مما ترك أربع مناطق خارجية سجلت بها كتابات الهامش في محاكاة واضحة لطراز دنانير الموحدين التي ضربت بالمغرب والاندلس وهيمنت بطرازها على نقود دول المغرب فيما بعد· ونقش بمركز وجه الدينار ''بسم الله الرحمن الرحيم/ لا إله إلا الله/ وحده لا شريك له/ محمد رسول الله'' وبالهامش ''الامام/ المستعصم/ بالله أمير/ المؤمنين'' بينما سجل بمركز الظهر ''السلطان الأعظم/ ظل الله في العالم/ عزالدنيا والدين/ أبوالفتح كيكاوس بن/ كيخسرو قسيم أمير المؤمنين''· سك سلاجقة الروم عددا من النقود التذكارية اشهرها دراهم المصاهرة التي ضربت في مدينة حلب عام 635هـ تخليدا للمصاهرة التي ربطت بين السلاجقة وبقايا البيت الأيوبي، إذ تزوج السلطان غياث الدين كيخسرو بأخت السلطان الايوبي الناصر يوسف حاكم حلب، بينما تزوج الأخير أخت السلطان السلجوقي وكان مقدار الصداق لكل زيجة خمسين ألف دينار ذهبي وبهذه المناسبة وزعت الهدايا وأقيمت الاحتفالات في كل من قونية وحلب وضربت النقود الفضية التذكارية ايضا·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©