الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مواطن يحلم بتوفير المأكل والمسكن لأبنائه

19 سبتمبر 2007 22:29
ذاق الأمرين، وعانى من ويلات الدهر وانقلبت حياته رأساً على عقب حتى وجد نفسه مشرداً مع أطفاله·· هذا هو حال أخينا محمد عبدالله الذي يحكي قصته باختصار قائلاً: أنا مواطن كنت أعيش في منزل والدي مع عائلتي ولكن حدثت عدة مشاكل بين زوجتي وزوجة والدي أدت الى طردي من المنزل·· وخرجت وأنا لا أعلم الى أين أذهب حتى وجدت امرأة تعرض جزءاً من منزلها للإيجار مقابل 6 آلاف درهم في السنة، المهم دارت علينا الأيام وطلقت زوجتي ثم حكم علي بالسجن لمدة ستة شهور بسبب الديون التي استدنتها لتعديل منزل الوالد الذي كنت أسكن فيه سابقاً·· هذه الديون لم ترحم الصغير ولا الكبير·· ثم خرجت ولله الحمد وتابعت أموري·· ولكن لم أعلم أن أموري ستتشابك بهذه الطريقة، فأنا كما هو مبين لكم لا أملك منزلاً شعبياً رغم طلبي له منذ سنوات طويلة وجالس مع أبنائي بهذا الإيجار منذ 11 عاماً·· ورغم التزامي بالدفع إلا أن صاحبة المنزل أرادت رفع الإيجار إلى 12 ألف درهم !! وهذا مبلغ كبير عليّ، فأنا أعمل بوظيفة بسيطة - بعد خروجي من السجن - وتمتد من الساعة السادسة وحتى العاشرة مساء دون أي إجازة، ولا أستطيع توفير هذا المبلغ الذي تطلبه·· حاولت أن أتفاهم معها إلا أنها أصرت، فلم أجد حلاً إلا أخذ أغراضي وأثاثي من المنزل الذي آواني مع عائلتي طوال هذه الفترة الى الشارع·· لم أعرف عندها ما العمل وأين أذهب، فراتبي 2000 درهم ولا يكفي أبداً المصاريف الأسبوعية، فما بالكم بتوفير مسكن آخر وأنتم تعلمون قيمة الإيجارات هذه الأيام·· ولم أكن أستطيع العودة الى منزل الوالد خاصة بعد وفاته ومنعي من الذهاب هناك منذ 9 سنوات، ثم فتحت لي نافذة الفرج حيث دعاني صهري الى المكوث في بيته ووفر لي غرفة وحماما، وكان هذا الفعل من أنبل الأفعال التي رأيتها، فهو لم يقصر معنا ومد لي يده حين غفل الكثيرون عن مساعدتي، وأنا ما زلت في ضيافته الكريمة الى أن أجد ملجأً آخر·· لذا حاولت الحصول على عمل ولكن لم يحالفني الحظ·· فالكل يعتذر لإصابتي بالسكر والضغط، ولا يعيرون مشكلتي أي اهتمام·· وكنت يومياً أنتقل من أبوظبي الى العين حتى أجد حلاً لهذه المعضلة، ولكن للأسف حتى الآن ما زلت رهن الضياع·· وكل ما يؤلمني مصير هؤلاء الأبناء الذين يستمدون القوة مني·· ولا أملكها· صدقوني إن وضعي مأساوي جداً، فأنا لا أستطيع أحياناً توفير اللقمة لهم وأرى جوعهم يقطع أجسادهم وأخجل من طلب المساعدة من صهري الذي لم يقصر معي، فلا أريد أن أشغله أكثر بمشاكلي ولا أريد أن أتعبه معنا·· فهل من منقذ ينتشلني من هذه الدوامة التي لا أعرف لها من قرار''· ونحن بدورنا أيضاً نناشد من يساعد محمد بأي وظيفة أو سكن يضمن له العيش الكريم مع أبنائه الأربعة·· كما نتمنى من المسؤولين وضع حل لأصحاب الدخل المحدود في توفير السكن المناسب لهم، والذي ينقذهم من الإيجارات التي ترتفع يوماً بعد يوم·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©