الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رئيس تايوان المنتخب والعلاقات بين تايبيه وبكين

رئيس تايوان المنتخب والعلاقات بين تايبيه وبكين
26 مارس 2008 01:24
منح الناخبون في تايوان مرشح المعارضة ''ما ينج- جيو'' نصرا ساحقا في الانتخابات الرئاسية، التي جرت في العاصمة التايوانية ''تايبيه'' يوم السبت الماضي، والتي عززت آمال التوصل إلى وفاق مع الصين، بعد 8 سنوات من سياسات ''حافة الهاوية'' الرامية لتكريس انفصال الجزيرة، والتي أدت إلى توتير العلاقات مع الولايات المتحدة، وقد مثلت نتيجة تلك الانتخابات صفعة للرئيس ''شين شوي بيان'' حيث خسر مرشحه ''فرانك هسيه'' بفارق مليوني صوت من إجمالي أصوات الناخبين البالغ عددها 13,3 مليون صوت، ويقول المحللون إن هذه النتيجة تعني أن التايوانيين قد وضعوا المصالح الاقتصادية فوق الهوية العرقية، وفوق الخطاب المضاد للصين الذي تبناه حزب ''شين'' المريض· وقد هاجم السيد ''ما'' في المؤتمر الصحفي الذي عقده بعد فوزه في الانتخابات اللافتات الإعلانية التي استخدمها ''الحزب الديمقراطي التقدمي'' الحاكم في حملته الانتخابية، والتي ركزت على أصله الصيني وقارنت بينه وبين أصول منافسيه في الانتخابات ممن ولدوا في الجزيرة، فمن المعروف أن ''ما'' المتخرج من كلية القانون بـ''هارفارد''، قد ترقى في صفوف ''الكومينتانج'' وهو الحزب السياسي الذي خسر الحرب الأهلية عام 1949 أمام الشيوعيين الذين كان يقودهم ''ماوتسي تونج''، وتقهقر بعد الهزيمة إلى تايوان التي حكمها لمدة أربعة عقود كاملة، والمتتبع لمسيرة ''ما'' يتبين أن الرجل قد تولى في تسعينيات القرن الماضي منصب وزير العدل، وأنه قاد في فترة ولايته للمنصب حملة مضادة للفساد طالت الكثير من النافذين في حزبه، وأنه تمكن بعد ذلك من بناء قاعدته الانتخابية المستقلة عندما تولى منصب عمدة ''تايبيه'' الذي استمر فيه حتى عام ،2006 وبعد ذلك دفعه طموحــه إلى السعي لقيادة حزب ''الكومينتانج'' ذاته خصوصا بعــد أن خسر مرشحه الانتخابات الرئاسية مرتين متتاليتين· يفترض أن يؤدي التفويض القوي الذي حصل عليه ''ما'' من الناخبين التايوانيين إلى تمكينه من إحكام قبضته على السلطة التشريعية في البلاد التي يسيطر عليها حزبه بالفعل، بيد أن البعض يشككون في إقدام ''ما'' على استخدام براجماتيته الراسخة، وطهارته المالية في بعض المسائل، وعلى رأسها مسألة ميزانية الدفاع العسكري، يوضـــح ''لو تشينــج- تشينج'' -أستاذ العلوم السياسية في جامعة ''سوتشاو'' في تايبيه- ذلك بقوله: ''ليس (ما) بالشخص الذي لديه إيمان ثابت بشأن المسائل الرئيسية، مما يجعل من السهل على الغير دفعه بعيدا عنها، ويجعله بالتالي عرضة لضغوط كثيرة، وغير قادر على تحقيق التوازن المطلوب بين القوى المختلفة المتصارعة داخل حزبه''· يقول أنصار ''ما'' إن نهجه التصالحي مع بكين لا يعني أنه ينوي بيع استقلال الجزيرة، أو منعه من انتقاد الصين بشأن انتهاكاتها لحقوق الإنسان كما يدعي معارضوه، يشار في هذا السياق أن ''ما'' قد قال في مؤتمر صحفي عقده وسط احتفالات صاخبة أقيمت في مقر حزبه احتفالا بفوزه، إن أي اتفاقية بين تايوان والصين مستقبلا، يجب أن تتضمن إزالة الصواريخ الصينية الموجهة نحو الجزيرة، كما وكرر التعهدات التي كان قد قطعها على نفسه أثناء حملته الانتخابية، بالمحافظة على الميزانية الدفاعية، ووعوده حول العلاقات الاقتصادية مع الصين مما يؤدي في النهاية إلى إنشاء ''سوق مشتركة'' للسلع والخدمات بين البلدين· بيد أن طريق الوفاق مع الصين لا يزال محفوفا بالمصاعب والمعوقات، بعضها قد ينبع من شعبية ''ما'' ذاته سواء في تايوان أو هونج كونج، أو في بعض أجزاء الصين، كما يرى'' كريستوفر ماكنالي'' -زميل الأبحاث في مركز'' إيست- ويست'' في هاواي- الذي يقول: إنه عندما يبدأ ''ما'' في التواصل مع الصين، وتزداد شهرته ومكانته العالمية، فإن المتشددين في بكين سوف يفكرون مرتين قبل أن يوافقوا على إتاحة الفرصة لبروز زعيم أجنبي بنى شرعيته على التصويت الحر، ويمتلك جاذبية إعلامية كبيرة، يزيد السيد ''ماكنالي'' الأمر وضوحا فيقول :'' لقد كان من السهل على الصينيين تشويه صورة ''تشين'' وتصوير الديمقراطية التايوانية باعتبارها وهما من الأوهام، ولكن ذلك لا ينطبق على السيد (ما) الذي يمكن أن يدفع الصينيين للنظر إلى ديمقراطية تايوان على أنها ديمقراطية ناجحة، مما قد يجعلهم يسألون أنفسهم في النهاية لماذا لا يكون لديهم رئيس منتخب مثله؟'' يقول السيد ''جيسون هو'' الصديق القديم لـ''ما'' وزميله في ''الكومنتانج'': ''إن رئاسة (ما) ستمثل انعطافة مهمة بالنسبة لتايوان، وإن ادعاءات المعارضة بشأن أن سيطرة الكومنتانج على السلطة التشريعية ومنصب الرئاسة لأول مرة منذ عام 2000 سوف تؤدي إلى خنق ديمقراطية تايوان الوليدة ليست صحيحة، وإن الصحيح هو أن الرجل سيكون قادرا على معالجة موضوع الانقسام بين الجزيرة والصين مع الاحتفاظ في نفس الوقت بكرامتها الوطنية''· سايمون مونتليك محرر الشؤون الخارجية ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©