يحتفل شعب الإمارات اليوم بمناسبة غالية على قلوبنا جميعاً مع شقيقتنا دولة الكويت بلد المحبة والخير والسلام بمناسبة أعيادها في شهر فبراير أهم شهور السنة لدى الأشقاء الكويتيين، إذ يحمل هذا الشهر أهم المناسبات الوطنية للكويت في تاريخها المعاصر، أولها العيد الوطني لاستقلال دولة الكويت عن بريطانيا، وذكرى عيد التحرير، حيث تم تحرير دولة الكويت من الغزو العراقي الغاشم عليها في 1990. وكذلك ذكرى تولي الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم.
ويشارك أبناء الإمارات في هذا اليوم الشعب الكويتي فرحته وابتهاجه بهذه المناسبات العزيزة على قلوب الكويتيين والإماراتيين وأبناء الخليج العربي. وخلال العقود الماضية كانت هناك العديد من المحطات البارزة التي أسهمت بصورة مباشرة في ترسيخ الروابط بين البلدين والمضي بها قدماً، فدولة الكويت كان لها دور كبير ورائد في تقديم الخدمات التعليمية والصحية والإعلامية والاجتماعية للإمارات قبل حصولها على الاستقلال، فقد بدأت البعثة التعليمية الكويتية عملها في الإمارات عام 1955، بإنشاء العديد من المدارس وتجهيزها ودعمها بالكتب والأدوات المدرسية للطلبة قبل اتحادها واستقلالها، وصلت البعثة الطبية الكويتية إلى الإمارات عام 1962، وأنشأت العديد من المراكز والمستشفيات، كما ساهمت دولة الكويت مالياً وإدارياً في تقديم تلك الخدمات والإشراف عليها من قبل بعض الذين أوفدتهم دولة الكويت إلى إمارات الخليج قبل اتحادها للقيام بهذه المهام.
فهذا ليس غريباً على دولة الكويت التي سنت لنفسها، منذ استقلالها، نهجاً ثابتاً في سياستها الخارجية ارتكز على ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية لكل البلدان المحتاجة بعيداً عن المحددات الجغرافية والدينية والعرقية، وقد سمت الأمم المتحدة دولة الكويت «مركزاً للعمل الإنساني» ومنحت أميرها لقب «قائد العمل الإنساني»، وجاء تكريم الأمير الصباح تقديراً لجهوده وإسهاماته في العمل الإنساني، ودعمه المتواصل للعمليات الإنسانية للأمم المتحدة. ويأتي ذلك انطلاقاً من عقيدتها وقناعتها بأهمية الشراكة الدولية حتى ارتبط العطاء باسم أمراء الكويت.
رصيد المحبة والتآخي بين البلدين يمتد لأكثر من 6 عقود، تؤكد أن متانة العلاقات ليس على مستوى القيادات فحسب بل على مستوى الشعبين الشقيقين، ويبرز ذلك من خلال الزيارات المستمرة والمتبادلة بين قادة البلدين ومسؤوليها، وحرصهم على تطوير ودعم أواصر المحبة والأخوة، ونقول في هذه المناسبة: «يا كويت عزج عزنا.. يا أغلى اسم في قلوبنا».
خالد الغيلاني - أبوظبي
عدد اليوم
