تتعدّد استخدامات وسائل التواصل الاجتماعي في مجال الحياة اليوميّة، حيث أصبح كلّ شخص يحمل هاتفاً محمولاً، لا تخلو الهواتف من تطبيقات التواصل الاجتماعي التي تستخدم في الترفيه، أو التسويق أو الترويج، ويمكن نقل النصيحة والموعظة للمئات من الناس بضغطة زر والدال علي الخير كفاعله، فإن من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، فعن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا».وانتشرت في الآونة الأخيرة رسائل يتم إرسالها لنا عن طريق صفحات التواصل الاجتماعي والجوالات «أرسلها الى 10 أو 25 شخصاً وستسمع خبراً سعيداً»، وبطريقة غريبة وعجيبة وكثيفة، والعجيب أن من تأتيه الرسالة يسرع بإرسالها لمجرد أنه قرأ أنه إن لم يبعثها لغيره سوف يصيبه الضرر والغم، وقال القرطبي: «وليس يجوز لأحد أن يَفْرض فَرْضًا يُلْزِمه عباد الله إلاّ بِكِتاب أو سنة أو إجماع»، لكن هذه الرسائل يكتبها بعض الناس الذين يريدون نشر ما يدعون إليه وهي خطأ بلا شك، ففي مضمونها إلزام للناس بما لم يلزمهم الله تعالى به من حيث أصل التبليغ لقوله أو رسالته ومن حيث العدد فلا يجب عليك إرسالها، بل من الضروري أن ترسل إلى صاحب هذه النشرة رسالةً تنصحه فيها ألا يكلف الناس ويشق عليهم بما لم يكلفهم الله به.
من خصائص الشريعة الإسلاميّة أنّها جاءت شريعة كاملة، اشتملت على كثيرٍ من الأحكام والتشريعات والمسائل الفقهيّة التي تهمّ الناس في جميع جوانب حياتهم، وإن هذه الخاصيّة هي بلا شك من تمام الدين الذي نصّت عليه الآية الكريمة التي تلاها نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع، قال تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا).هذه الرسائل بدعة من البدع، ولا يحوز تداولها أو إرسالها أو الخوف منها، فالقدر بيدي الله، والسعادة باتباع ديننا الحنيف وطاعة الله، وترطيب لساننا بذكره، فلننفض عن أنفسنا غبار الجهل والأمية.. ولا نكون أنابيب اختبار لتجارب غيرنا.
عمرو أبو العطا
عدد اليوم
