اغتيال نائب لبناني من قوى 14 مارس

هز الارهاب مجددا امس بيروت مغتالا النائب انطوان غانم من حزب الكتائب احد اطراف الاكثرية ''قوى 14 مارس'' الذي قتل و8 آخرون بانفجار سيارة مفخخة في منطقة سن الفيل اسفر ايضا عن اصابة 30 آخرين بجروح قبل 6 ايام على موعد اول جلسة مقررة للانتخابات الرئاسية الثلاثاء المقبل· وأكد جوزف ابو خليل النائب الثاني لرئيس حزب ''الكتائب'' مقتل النائب غانم (64 عاما) في انفجار السيارة المفخخة في مستديرتي الصالومي والحايك في منطقة سن الفيل في ضاحية بيروت الشرقية· فيما قال الصليب الاحمر اللبناني ان الانفجار اسفر عن سقوط 8 قتلى آخرين بينهم اثنان من مرافقي النائب غانم احدهما يدعى طوني ضو وامرأة وجرح نحو ثلاثين آخرين· وتصاعدت سحب من الدخان الأسود فوق مكان الانفجار جراء اشتعال النيران في العديد من السيارات في المنطقة التجارية والسكنية القريبة من منزل الرئيس الأسبق أمين الجميل وكذلك من مكتب النائب السابق نسيب لحود الذي رشح نفسه لانتخابات الرئاسة المقبلة· وأظهرت لقطات عرضها التلفزيون عدة سيارات مشتعلة احداها متفحمة تماما وجثثا يجري نقلها من المكان واشخاصا مصابين بجروح وحروق ممددين على الارض واضرارا كبيرة في الابنية السكنية، وقال مصدر امني ان الانفجار وقع قرب فندق المتربوليتان· وكانت مصادر في الشرطة اللبنانية قالت ان انفجار السيارة المفخخة استهدف سيارة احد النواب بدون ان يحدد اسم النائب وما اذا كان بداخل سيارته، وقال احد المتحدثين ''استهدف الانفجار سيارة فيها لوحة زرقاء نيابية وقد ترددت عدة اسماء لصاحب السيارة من بينها النائب انطوان غانم''· وقالت فيفيان ابنة غانم في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس بعيد الانفجار وهي تبكي ''قد يكون المستهدف والدي لكنني لم ابلغ رسميا''· وروى شادي بجاني الذي يملك متجرا للبلاط على مقربة من موقع الانفجار ''غطتني شظايا الزجاج''· وقال كميل من محيط الاعتداء ''كنت في المصعد الذي اهتز بفعل الانفجار''· في وقت علمت ''الاتحاد'' من مصادر امنية ان النائب غانم كان استبدل لوحة ارقامه النيابية وهي 133 زرقاء اللون بلوحة ارقام عادية ووضع لوحته النيابية في صندوق السيارة للتمويه، ولدى وصول موكبه الى خلف مكتبة انطوان دوى الانفجار واصيبت السيارة اصابة مباشرة واندلعت بداخلها النيران· في وقت ضربت القوى الامنية طوقاً امنياً حول مكان الانفجار بعدما تمت السيطرة على الحرائق التي اندلعت بسبب الانفجار· وقال متطوع من فرق الصليب الأحمر من موقع الانفجار إن النائب القتيل كان لا يزال على قيد الحياة عندما وصلت فرق الإسعاف إليه ولكنه لفظ أنفاسه الأخيرة لدى نقله في سيارة إسعاف إلى المستشفى اللبناني-الكندي حيث تجمع ذوو النائب المغتال وأقاربه وسط حالة من البكاء والنحيب، وشوهدت أرملة غانم تهرع إلى المستشفى بصحبة عدد من الأقارب وكذلك أعضاء بارزين في ''الكتائب''· وصرخت امرأة كانت تقف وسط حشد من المارة حالت الشرطة دون أن يقترب من موقع الانفجار ''منفذو عملية الاغتيال هم السوريون··إنهم يريدون قتلنا''، وأضافت ''انظر إلى منزلنا، لقد أصيبت ابنتي وكذلك أنا ولكنني بخير بينما نقلت هي إلى المستشفى··لقد كنا في المنزل عندما أحسسنا بزلزال ضرب منطقتنا وسقطت قطع الحجارة المتطايرة فوق رؤوسنا''· تجدر الاشارة الى ان غانم هو النائب الثاني عن ''الكتائب'' الذي يغتال بعد النائب وزير الصناعة بيار الجميل ورابع نائب يقتل من الاكثرية وباغتياله ينخفض عدد نواب الاكثرية الى 68 نائب من اصل 128 وهو ثامن شخصية في قائمة قتلى الاغتيالات منذ بدئها العام 2005 مع اغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري في 14 فبراير· وكان آخر انفجار شهدته بيروت في يونيو الماضي حيث اغتيل نائب الاكثرية وليد عيدو بانفجار سيارة مفخخة في منطقة الحمام العسكري· ودعا حزب الكتائب الى اضراب عام اليوم الخميس في لبنان حدادا على نائبه غانم· ونعى الحزب في بيان النائب غانم واعتبر اغتياله مؤامرة واضحة تستهدف كل لبنان والاستحقاق الرئاسي بهدف خلق حالة فراغ دستوري، وقال ''يدعو الحزب كل اللبنانيين الى الاضراب العام والاقفال اليوم الخميس واعتباره يوم حداد وطني شامل''· وأكد ان جريمة الاغتيال هي حلقة من مسلسل الاغتيالات الذي طاول شخصيات بارزة بهدف انقاص الاكثرية وصولا الى اتمام مشروع تعطيل المؤسسات، مؤكدا الاستمرار حتى تأمين الاستحقاق وقال ''لن نقبل بفراغ رئاسي''·