الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«العرس الوحشي».. دراما الجوع إلى الحنان

«العرس الوحشي».. دراما الجوع إلى الحنان
24 فبراير 2018 22:07
الشارقة (الاتحاد) تواصلت مساء أمس الأول فعاليات مهرجان دبا الحصن للمسرح الثنائي في دورته الثالثة الذي تنظمه إدارة المسرح بدائرة الثقافة في الشارقة في مدينة دبا الحصن، حيث تابع الجمهور مسرحية «العرس الوحشي»، نص الكاتب العراقي فلاح شاكر، وإخراج محمد الجراح، وتمثيل أريج دبابنة وراتب عبيدات، وقدمتها فرقة المسرح الجامعي بالمملكة الأردنية. نص العمل، استلهمه الكاتب العراقي شاكر من رواية بالاسم ذاته للكاتب الفرنسي يان كفيلك، وتسرد الرواية قصة جندي أميركي يستدرج فتاة مغرمة به، إلى وحدته العسكرية، ويعتدي عليها مع اثنين من زملائه، وذلك قبل لحظات من إنهاء الوحدة العسكرية التي يعمل بها لمهامها والعودة إلى أميركا. يسافر الجندي إلى بلده ولكن الفتاة تصبح حاملاً، ولا تعرف على من تنسب مولودها بين الثلاثة الذين تناوبوا على اغتصابها في تلك الليلة الوحشية، فتمقت مولودها وتعامله بقسوة إلى أن يضطرب نفسياً، في «مسرحته» للرواية، عمد شاكر إلى اختزال وقائعها المتنوعة والعديدة، في حوارية جدلية بين الأم النافرة من مولودها والابن الذي حوله جوعه للحنان العائلي إلى مختل. وتدور أحداث المسرحية في فضاء من وحدتين يمين ويسار وسط خشبة المسرح، يفصل بينهما حبل يمتد من مقدمة الخشبة إلى مؤخرتها ويبدو كحاجز بين الوحدة اليمنى التي يتحرك عليها الابن، وتبدو في هيئة مخزن غلال، فيما تتحرك الأم في الوحدة على اليسار وهي مكونة من حوض غسيل ومنضدة تنتشر فوقها قطع الملابس. عادت الأم لابنها لحاجتها إلى مالها المخبوء في المخزن حتى تهرب من هذا المكان، ولكن هذا المخزن /‏‏‏‏ السجن، بات مملكة الابن المختل الذي اتخذ من عودة أمه مناسبة لمحاسبتها على نكرانها له، هو الذي لم يكن له دخل في كل ما وقع لها، ويقول له: أنقتل العصفور لأنه سيكشف عن بشاعة الحطاب أم نقتله لأنه يفضح سكوت الشجرة عن قطعها؟» الأم بدورها، تدافع عن نفسها، وعن عدم قدرتها على رؤيته، فهو ثمرة الواقعة الأسوأ في حياتها، ووجهه يذكرها بمغتصبيها، ويمضي العمل، ليزداد الصراع بين الأم وابنها حدة وتوتراً، معمقاً الحاجز العاطفي بينهما، وفي حين آخر نراهما وقد أوشكا على التصالح، خاصة حين ينادي الابن أمه ويدعوها إلى أن تتقبله وتقبله فهو وليدها ولا ذنب له في كل ما حصل! ونفهم من المواجهة بين الاثنين أن الابن الذي رمت به أمه في مصحة عقلية قبل أن يعتزل في مخزن الغلال هذا، سبق له أن قتل الرجل الذي تزوجته أمه في محاولة منها للتغطية على حادثة اغتصابها، رغم أن هذا الزوج الذي يدعى سعيد، كان عطوفاً مع الابن، واعترض حين فكرت الأم في إقصاء ابنها. في المشهد الأخير، ومع شعوره بأن أمه ستظل على موقفها منه، لا يجد الابن ما يسكته إلا أن يقتلها! وثمنت الندوة النقدية التي تلت العرض، جهود فريق العمل، ولكن بعض الإفادات النقدية دعته إلى صقل أدواته، خاصة في ما يتعلق بتصميم فضاء العرض، وما يتصل بتفعيل أداء الممثلين وتعميقه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©