الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ضعف الدولار يغري مصنعي السيارات الأوروبية بزيادة الإنتاج في أميركا

ضعف الدولار يغري مصنعي السيارات الأوروبية بزيادة الإنتاج في أميركا
21 سبتمبر 2007 00:45
في الوقت الذي تناضل فيه مدينة ديترويت الأميركية من أجل تسريح وتخفيض الوظائف فإن كبريات الشركات الأوروبية المصنعة للسيارات شرعت في توسعة عملياتها داخل الولايات المتحدة الأميركية، وبشكل يؤكد أن عولمة صناعة السيارات لم تعد مجرد طريق أحادي المسار بالنسبة للاقتصاد الأميركي· فقد بدأت الشركات الألمانية المصنعة للسيارات تسرع من وتيرة خططها الرامية الى زيادة إنتاجها في أميركا وشغل المزيد من الوظائف هناك من أجل التحوط ضد الضعف الذي أصبح يساور الدولار أمام اليورو والذي ألحق أضراراً جسيمة بالأرباح في السيارات المصدرة من القارة الأوروبية· وكما ورد في صحيفة الوول ستريت جورنال مؤخراً، فقد أصبحت شركة بي إم دبليو إيه جي في سبارتانبرج في ولاية ساوث كارولينا تتطلع الى زيادة سعتها الإنتاجية في مصنعها الوحيد في الولايات المتحدة الى أكثر من 200 ألف سيارة في العام عوضاً عن مستوى 104 آلاف سيارة· وذكرت الشركة أن التوسعة إنما تهدف للمساعدة في حماية خطها القاعدي من تقلبات العملة والتي أدت الى خفض قيمة إيراداتها في عام 2006 بمقدار 902 مليون دولار· ومن جهة أخرى فإن شركة فولكس فاجن، التي كانت قد توقفت عن بناء السيارات في الولايات المتحدة الأميركية لمدة تقارب العشرين عاماً، عكفت أيضاً على دراسة فكرة العودة مجدداً للإنتاج هناك كجزء من خطتها لإعادة تدوير أموالها التي خسرتها في أعمالها في أميركا الشمالية وبقيمة تزيد على 2,5 مليار يورو (3,42 مليار دولار) في خلال فترة السنوات الخمس الماضية· ويذكر أن مصنع الشركة الوحيد في أميركا الشمالية الذي يتواجد في مدينة بويبلا في المكسيك يعمل الآن بكامل سعته وأنتج 400 ألف سيارة في هذا العام، وبات من المتعين على الشركة الآن تصدير العديد من موديلاتها التي تباع في أميركا من القارة الأوروبية· أما في مدينة فانس بولاية ألاباما فقد نجحت شركة ويملر كرايسلر في رفع إنتاجها الى مستوى قياسي في مصنع المرسيدس بنز الذي يعود تاريخه الى عشر سنوات· وبفضل التوسعة التي نفذتها بقيمة 600 مليون دولار فقد تضاعف حجم العمالة منذ عام 2001 الى مستوى 4 آلاف عامل في نفس الوقت الذي شهد فيه الإنتاج نمواً متعاظماً الى مستوى 173 ألف سيارة سنوياً، أي الى أكثر من ضعف السعة الأصلية للمصنع، على الرغم من أن هذه التوسعة قد بدأت عندما كانت قيمة الدولار أقوى من اليورو· على أن اتجاه مصنعي السيارات الأوروبية نحو الأراضي الأميركية من شأنه أن يسرع من وتيرة التحول في ميزان القوى داخل قطاع السيارات الأميركي· فالتحسن الهائل في عمليات الإنتاج بالإضافة الى تحويل إنتاج أجزاء السيارات الى الدول المنخفضة التكلفة والأجور قد أدى أصلاً الى خفض إجمالي أعداد الوظائف في صناعة السيارات الأميركية بنسبة 25 في المائة الى 846,900 وظيفة الآن، مقارنة بعدد 1,1 مليون وظيفة في عام 1999 وفقاً لإحصائيات مكتب العمالة الأميركي· ومنذ عام 1990 عمدت شركات جنرال موتورز وفورد موتور وكرايسلر إل إل سي إلى إغلاق 29 مصنعاً للتجميع في أميركا الشمالية، وعلى العكس من ذلك ففي نفس هذه الفترة تمكنت الشركات الأوروبية والآسيوية المصنعة للسيارات من فتح 24 مصنعاً لتجميع السيارات في أميركا الشمالية، وهو الأمر الذي أدى الى نمو في إجمالي أعداد السيارات المصنعة في أميركا الى مستوى 16 مليون سيارة في عام 2006 مقارنة بعدد 12,5 مليون سيارة فقط في عام 1990 وفقاً لإحصائيات مكتب هاربور للاستشارات في مدينة تروى بولاية ميتشجان· وظلت العمالة الأميركية في خطوط التجميع تتحمل وحدها عبء فقدان الوظائف خلال فترة العشرين عاماً الماضية لصالح العمالة المنخفضة التكلفة في وراء البحار· وبلا شك فإن تصنيع السيارات في الولايات المتحدة الأميركية حيث تحتسب التكاليف والإيرادات بالدولار أصبح يوفر حماية طبيعية بالنسبة لمصنعي السيارات الأوروبيين الذين يحاولون عزل أنفسهم من أي تقلبات غير مرغوب فيها في أسعار الصرف· وعلى الرغم من عدم إمكانية التنبؤ بما ستصبح عليه أسعار الصرف فقد ذكرت الشركات مثل مرسيدس بنز بأنها تعتقد بأن اليورو القوي في طريقه لأن يصبح ظاهرة على المدى الطويل· ويذكر أن كلاً من شركتي بي إم دبليو ومرسيدس بنز قد درجت على بيع معظم إنتاجها من السيارات المنتجة في أميركا في داخل الولايات المتحدة، كما تصدر نفس هذه الموديلات المنتجة في أميركا الى أسواق أخرى بما فيها الأسواق الأوروبية· والآن فإن شركة مرسيدس باتت تصدر سياراتها من مصنع فانس الى 135 دولة تأتي في مقدمتها إيطاليا وفرنسا والمملكة المتحدة· أما شركة بي إم دبليو فتصدر 60 في المائة من سياراتها المصنعة في ساوث كارولينا الى أكثر من 120 سوقاً في جميع أنحاء العالم· ولكن كلاً من الشركتين شرعت في زيادة صادراتها من الولايات المتحدة الى أوروبا وبخاصة السيارات من نوع الفان والشاحنات الخفيفة التي أخذت تشهد نمواً متسارعاً في سوق السيارات الأوروبي الغربي في السنوات الأخيرة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©