الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

استغلال أوقات فراغ الشباب مسؤولية جماعية

18 ابريل 2009 01:12
يتبقى نحو شهرين على العطلة الصيفية، وقد يحسن بنا أن نستعد من الآن لوضع برامج ناجعة لاستغلال أوقات الشباب خلال العطلة• إن المتأمل في حال شبابنا وتعاملهم مع أوقات الفراغ يجد القليل منهم من يستثمرها فيما يعود عليه وعلى أسرته وعلى المجتمع بالفائدة، أما الغالبية العظمى من الشباب فهم بين فئة لم تستفد من أوقات الفراغ ولم يزدها نمواً أو تطوراً، وبين فئة أخرى لم يزدها الفراغ إلا تدميراً للنفس والأخلاق وللأسرة والمجتمع• ففي الوقت الذي نجد فيه مجتمعات أخرى تولي أهمية كبيرة للوقت والفراغ وتحاول استثماره والتخطيط لاستثماره الاستثمار الأمثل، نجد أن الفراغ لدينا هو وقت يجب القضاء عليه وقتله وتقطيعه إرباً ••إرباً••فكم منا من سمع بأحدهم يقول نلعب الورق قتلاً للوقت• فالوقت لدينا عبء يجب التخلص منه بأي شيء حتى ولو كان تدمير الذات، أما مصطلح استثمار الوقت فهو مفهوم لا يفكر فيه إلا القلة منا• وفي الوقت الذي نجد فيه البعض يخطط لوقت الفراغ ويستثمره في ممارسة هواية محببة وبريئة تعود عليه بالنفع، ينمي من خلالها شخصيته كالرياضة أو الكتابة أو القراءة وغيرها، نجد آخرين يقضون وقت الفراغ ليقوموا بممارسات أقل ما يقال عنها أنها خارجة عن الذوق العام• ناهيك عن تصرفات أخرى تصدر عن بعض الشباب مخالفة للشرع أو قيم المجتمع وتمارس على مرأى ومسمع من الناس• فنجد مجموعة من الشباب يمارسون ''التفحط'' بسياراتهم، مما يزعج عباد الله، ويوقع الحوادث ويزهق الأنفس البريئة وتتلف الممتلكات الخاصة والعامة دون أدنى خوف أو مبالاةً• وآخرون يمتطون دراجاتهم المزعجة جداً، في أكثر الشوارع ازدحاماً ليتحركوا فيه ذهاباً وإياباً في شكل جماعات ويقومون بحركات خطرة جداً معرضين أنفسهم والآخرين لأخطار مميتة• وهناك فئة تتسكع في الطرقات بسيارات فارهة (لم يتعبوا في الحصول على ثمنها)، لا هم لهم إلا إيذاء الآخرين وإزعاجهم بالفعل والقول غير مبالين بمشاعر من حولهم، من تجاوزات خاطئة ووقوف خاطئ، وقطع للإشارات المرورية وغيرها من التجاوزات الأخرى• وويل لأي شخص صالح يحاول أن يتدخل لنصحهم، فهم يعتقدون بل يجزمون أنهم يمارسون حقهم في الحرية، وهذا أيضاً مفهوم أسيء فهمه مثل غيره من المفاهيم• كثير من هذه التصرفات قد تكون ناتجة عن الفراغ الذي يجب استغلاله على النحو الأفضل، وعلى الرغم من قيام العديد من الجهات بوضع برامج لاستثمار وقت الفراغ خاصة في الصيف مثل ''صيفنا مميز''، إلا أن الأمر يحتاج إلى المزيد من الاهتمام، ليس فقط من الجهات الرسمية، وإنما أيضا من جانب الأسرة والمدرسة والأندية الرياضية، وسائل الإعلام ومختلفة مؤسسات المجتمع• ذلك أن الشباب هم ثروة المجتمع، خصوصاً أن شبابنا يمثلون الفئة الأكبر من هذا المجتمع• فتلك الجهات هي المسؤولة عن التنشئة الاجتماعية• ومعتقدات الشباب وسلوكياتهم، وتصرفاتهم ما هي الا نتيجة لتفاعل تلك الجهات• إن علاج هذه القضية يتطلب تكاتف جميع تلك الجهات من خلال دراسة المشكلة ووضع الحلول العملية لها، ولكني هنا أطالب بوضع حل عاجل من خلال التصرف بحزم مع جميع من يسيء إلى الذوق العام وتخريب الممتلكات وإيذاء الآخرين بالقول أو الفعل• فوطننا عزيز علينا ويجب أن يحترم من الجميع• سالم أحمد بن بدوه
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©