هناك بعض الأمهات وللأسف لايراعين سن أولادهن الصغيرة ويتركونهم يشاطرون العائلة في مشاهدة كل ما يعرضه التلفاز، فصديقتي لم تكن تنتبه لمدى تأثير الأخبار على ابنها الصغير حتى جاء اليوم الذي لم يعد يستطيع النوم فيه من كثرة ما رأى الدماء والجثث وآثار الحروب• إنه فعلا كابوس مرعب فمشاهد القتل والدمار والضحايا حفرت في نفوسهم ذكريات مؤلمة يصعب نسيانها وغرست في وجدانهم الإحساس بالخوف من المستقبل وعدم الأمان• إن مشاهدة الحرب والعنف والدمار وبقايا الجثث المشوهة بالنسبة للأطفال له أكبر الأثر في تنمية الإحساس بالخوف والتوتر وتنمية النزعات العدوانية، وهذا الخوف الذي يطارد الأطفال على أنفسهم أو أنه سيفقد أما أو أبا أو شقيقاً، ولا يمحو مرور الشهور أو حتى السنوات تلك الصور المرعبة من أذهان هؤلاء الأطفال• وهناك آثار نفسية تحدث أثناء رؤية هذه المشاهد المتكررة منها التوتر والقلق الحاد - الاكتئاب - اضطراب السلوك - وكذلك تزداد الأحلام المزعجة والكوابيس وحالات التبول الليلي اللاإرادي • وقد يصاب بعض الأطفال بحالات من الذهول قد تستمر أياما وأسابيع• أما على المدى البعيد، فإن تلك الصدمات النفسية تجعل الطفل في المستقبل عرضة لكثير من الأمراض النفسية وخاصة الاضطرابات الانشقاقية مجموعة أمراض القلق مثل القلق العام - الرهاب الاجتماعي - الرهاب من الدماء وغيرها من أنواع الخوف والرهاب، و نوبات الفزع واضطرابات التكيف فيكونون أكثر عرضة لسوء استخدام العقاقير والكحوليات وكذلك النوبات الذهانية• يجب أن تنتبه المجتمعات لهذه التأثيرات وألا تدع الأطفال يشاهدون في التلفاز كل ما يراه الكبار•• بل يجب عليهم انتقاء البرامج المثلى لهم التي تعلمهم وتعينهم على النمو الصحيح• زهير بشارة
عدد اليوم
