الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

لا حيلة تمر دون عناء أو ملل

لا حيلة تمر دون عناء أو ملل
26 مارس 2008 01:38
تواصلت فعاليات أيام الشارقة المسرحية في دورتها الثامنة عشرة مساء أمس الأول بعرض مسرحية لاحيلة لفرقة مسرح رأس الخيمة الوطني على خشبة مسرح معهد الشارقة للفنون المسرحية في القاعة ''''1 وظهر في هذا العمل الفنان المسرحي والتلفزيوني بلال عبدالله مخرجاً للمرة الأولى منذ أن عمل بالمسرح قبل نحو عقدين من الزمن، وذلك من خلال توليه دفة إخراج العرض الذي انتمى إلى المسرح الكوميدي الشعبي· المسرحية من تأليف الكاتب المسرحي سعيد إسماعيل وتمثيل سعيد بتيجا وبلال عبدالله وناجي خميس وعيسى كايد وأحمد مال الله ونورة وعادل التوي· الكاتب قدّم عمله بست كلمات مختصرة قال فيها: ''ثمة قضايا وهموم نتعايش معها بلا حيلة'' و''بلا حيلة'' في ختام كلمته، هي إشارة إلى معرفة الخطأ، وعدم القدرة على إصلاحه ومن هنا تنشأ لعبة الأقدار والمصالح في المجتمعات الإنسانية، ويبدو للأزمات أشكال كثيرة، حيث تتنوع مضامينها ومواضيعها· يبرع الكاتب في تقديم حكاية البنت التي تولد من أب مواطن وأم أجنبية وتترك لحال سبيلها، حيث تصبح أسيرة لأهوائها غير قادرة على التخلص من الأخطاء والمشكلات التي تتعرض لها ومن ضمنها أن تحمل من إنسان خدعها، كما يشير العمل، فلا تجد غير الساحر ''بوعبيدان'' لينقذها بإعادة عشيقها إليها، والأب الذي يصدم بمرض ابنه، غير قادر أن يأخذه للمشفى ليعالجه أو يسجله كابن رسمي، لأنه لا يحمل جنسية، أي انه من ''البدون''، وهم شريحة ما زالت موجودة وتعاني في المجتمع·· وثمة أشخاص عاطلون عن العمل لا عمل لهم إلا السحر والشعوذة والكذب على أنفسهم وعلى الناس· المخرج وظّف حضور الممثلين على المسرح توظيفاً طيباً على الرغم من أنه ضيّق فسحة تحركه في بقعة صغيرة، واعتمد على ديكور بدا أنه غير مشغول بعناية واهتمام، دون أن يستفيد من عمق المسرح أو من قدرات الإضاءة المتوافرة لديه، وذلك لأنه ميّال لصيغة المسرح الشعبي الذي لا يأبه كثيراً لتفاصيل فنية كهذه، بل يجتهد هذا النوع من المسرح إلى الاعتماد على الشخصية ''الممثل'' القادر على تحقيق الفعل الكوميدي وجعل الناس يضحكون عليه، ولكن ونظراً لأن بلال عبدالله لا يرغب بعنصر الإسفاف في المواضيع أو الحالات التي يعالجها طعّم العرض بطريقة ذكية وبناء على ما قدمه له النص، بقضايا اجتماعية راهنة وذات صلة بأزمات يعيشها المجتمع الإماراتي والخليجي عموماً وهي فكرة ذكية وموظفة توظيفاً جيداً، ولكن يجب أن ينتبه المخرج إلى ضرورة أن يبقى ممسكاً بقبضة الإخراج دون أن يغوص بلعبة الممثل، لأن عنصراً واحداً في العرض يكتب النجاح له· ولا بد في هذا السياق من الإشارة إلى الفنانين الذين عملوا في هذا العرض على تحقيق هذا التواصل الممتع بين الخشبة والصالة، حيث مر العرض بلا عناء يذكر ودون ملل كبعض عروض أيام الشارقة المسرحية لهذا الموسم، وسُمعت ضحكات مدوية للناس من جراء موقف ما أو حوار بين شخصيتين، محققة لهم عرضاً فيه المتعة والضحك· عرضا اليوم يشهد اليوم الأربعاء آخر العروض في فعاليات أيام الشارقة المسرحية، حيث ستعرض مساء اليوم وفي تمام الساعة السابعة مسرحية ''دهن العود'' لمسرح الشارقة الوطني، وذلك على خشبة مسرح المعهد العالي للفنون المسرحية بالشارقة القاعة ''،''1 كما تعرض في تمام الساعة التاسعة مساء مسرحية ''ميادير'' للمسرح الحديث بالشارقة، وذلك في القاعة رقم ''''2 بمعهد الفنون المسرحية بالشارقة، العرض الأول والعرض الثاني داخل المسابقة الرسمية، ويلي ذلك ندوتان نقديتان عن العرضين في دار الندوة بالقرب من المعهد· أما يوم غد الخميس فسيشهد حفل الختام لفعاليات الأيام، وذلك في قصر الثقافة بالشارقة·
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©