الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

لبنان يرتدي ثوب الحداد ويشيع النائب غانم اليوم

لبنان يرتدي ثوب الحداد ويشيع النائب غانم اليوم
21 سبتمبر 2007 02:02
شهدت معظم مناطق لبنان أمس حداداً وطنياً غداة اغتيال النائب انطوان غانم الذي سيشيع جثمانه اليوم الجمعة· واغلقت المؤسسات الحكومية والمدارس والجامعات والمصارف ابوابها مع تفاوت التزام القطاع الخاص بالدعوة إلى الإضراب التي وجهها حزب ''الكتائب'' وقوى ''14 مارس''· وشهدت بيروت إقفالاً جزئياً شمل خصوصاً المؤسسات الرسمية والمؤسسات التجارية الكبرى· وفيما احيطت التحقيقات الجارية بجريمة اغتيال النائب غانم بالانفجار العنيف الذي هز منطقة سن الفيل في بيروت الشرقية بسرية تامة وضرب طوق امني محكم حول مكان الانفجار، أكدت مصادر امنية مواكبة لتطورات هذه الجريمة عن قرب لـ''الاتحاد'' بأن السيارة الجانية التي هي من نوع مرسيدس كانت مركونة الى جانب الطريق امام معرض لبيع السيارات، وبداخلها عبوة ناسفة شديدة الانفجار قدرت بحوالي 50 كلج من مادة الـ''تي· ان· تي'' وقد فجرت عن بعد بواسطة جهاز تحكم· واكدت المصادر بأن السيارة مسروقة منذ فترة طويلة، وعمد الجناة إلى إزالة ارقام الهيكل و''الشاسيه'' عنها، وهي تحمل لوحة ارقام وهمية ومزورة، ولم تتوفر اية معلومات حتى الآن حول كيفية ركن هذه السيارة في هذا المكان، واشارت الى أن اجهزة امنية متخصصة شاركت في الجريمة لجهة الرصد والمتابعة وحتى التفجير، وأكدت أن الانفجار تقف وراءه جهات دولية· واشارت التحقيقات الاولية إلى أن الشهيد غانم كان مراقباً من نقطة انطلاقه، حيث كان يشارك في اجتماع يضم خمسة نواب آخرين من فريق 14 مارس وبعد الاجتماع خرج واستقل سيارته مع اثنين من مرافقيه وانطلق دون اية مواكبة امنية للتمويه، غير ان الجناة الذين لاحقوا السيارة كانوا يعرفون جيداً وجهة سير غانم على ما يبدو ويشكل ذلك لغزاً لدى التحقيق· وكانت الاجهزة الجنائية وفريق التحقيق الدولي والانتربول الدولي قد حضروا الى مكان الجريمة امس واجروا كشوفات حسية على بقايا السيارة الملغومة وسيارة غانم وجمعوا عينات وبقايا العبوة الناسفة، فيما استمع المدعي العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا وقاضي التحقيق العسكري الاول القاضي رشيد مزهر الى افادات عدد من الشهود وبعض اصحاب المحال التجارية وعدد من بوابي المباني السكنية ولكن لم يتم التوصل الى اي خيط يمكن ان يؤدي الى المجرمين· وعلمت ''الاتحاد'' بأن الأجهزة الامنية لجأت الى استخدام الكاميرات التي تشرف على مكان الانفجار وهي مثبتة في مبان سكنية وتجارية ومنها واحدة مثبتة في احد المصارف ولسوء الحظ لم تكن هذه الكاميرا وهي الاقرب والمشرفة على المكان مباشرة تعمل في لحظة الانفجار وتمت مصادرة 3 كاميرات اخرى قريبة من مكان الانفجار في محاولة لكشف اية معلومات حول الاشخاص الذين ركنوا السيارة الملغومة وتردد بأن بعض الكاميرات التقطت صوراً واضحة للسيارة وركابها وكيفية انتقالها الى المكان الذي فجرت فيه· وخيمت جريمة اغتيال غانم على الاجواء السياسية في لبنان، خصوصاً وأن هذه العملية جاءت قبل اقل من اسبوع على الجلسة البرلمانية المخصصة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية· وفي هذا الاطار، دان البطريرك الماروني مار نصر الله صفير ''الجريمة النكراء التي جاءت بعد جرائم عدة تعتدي على أمن البلد وأبنائه''· واعتبر رئيس الحكومة الاسبق سليم الحص أن الجريمة جاءت لتذكر بأن مسلسل الاغتيالات الغادرة لم ينته بعد وان روح الاجرام ما زالت هي التي تتحكم بحياة النائب من دون رادع· ورأى وزير الاتصالات (اللقاء الديمقراطي) مروان حمادة أن ''اغتيال النائب الشهيد انطوان غانم هو استهداف للاستحقاق الرئاسي وللمبادرات الوفاقية وللسلم الاهلي، مشيراً الى أن التفجير استهدف مبادرة الرئيس نبيه بري وبيان المطارنة الموارنة واجتماع المجلس النيابي الثلاثاء المقبل والمحكمة الدولية''·وأكد عضو تكتل ''التغيير والاصلاح'' النائب نبيل نقولا ''ان كل كلام بالسياسة اليوم يشكل استغلالاً للجريمة''، آملاً أن تستطيع القوى الامنية والحكومة هذه المرة من كشف المجرمين واحالتهم الى القضاء بسرعة''· ورأى عضو قوى 14 مارس النائب سمير فرنجية ان مبادرة الرئيس بري في خطر كبير بعد قرار سوريا منع اجراء الانتخابات الرئاسية، مشيراً الى أن اغتيال النائب غانم هو الترجمة العملية لهذا القرار· واعتبر رئيس المكتب السياسي لـ''الجماعة الاسلامية'' علي الشيخ عمار، ''ان مثل هذه الاساليب الوحشية تفرض علينا تضامنا وتعاوناً تامين، ورداً وطنياً على هذا التحدي الذي يتمثل في حضور جميع النواب جلسة المجلس النيابي في 25 سبتمبر لانتخاب رئيس للبلاد''· واعتبر نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان أن هذه الجريمة تستهدف مسيرة الوفاق التي يقودها الرئيس بري وأن الرد عليها يكون بإجماع اللبنانيين على حل الازمة السياسية الراهنة من خلال الاتفاق على رئيس الجمهورية·
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©