الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

·· و المزبلة الفاضلة تعزف على عواطف الجمهور

·· و المزبلة الفاضلة تعزف على عواطف الجمهور
26 مارس 2008 01:39
مواصلةً لفعاليات أيام الشارقة المسرحية، قدّمت فرقة مسرح أم القيوين الوطني مساء أمس الأول بالقاعة الأولى لمعهد الشارقة المسرحي عرض ''المزبلة الفاضلة'' من تأليف عباس الحايك، وإخراج محمد صالح، وهو عرض لم يشأ الدخول في المسابقة الرسمية لمهرجان أيام الشارقة المسرحية، بسبب قناعة المشرفين على العرض بعدم اكتمال شروطه الفنية المؤهلة للمنافسة مع العروض الأخرى القوية والمكتملة· وتشير كلمة مسرح أم القيوين في كراس العرض إلى أن المسرحية تركز على تقديم الوجوه الجديدة في المشهد المسرحي المحلي، وأن هذه الوجوه بحاجة للتشجيع والمتابعة، أما المخرج محمد صالح فيشير في كلمته إلى أن هذا العرض يمثل مسيرة جديدة لجيل مسرحي جديد يحتاج للمساندة والتكاتف من الجميع· هذا المدخل كان كافياً للحضور كي يمرر الهنّات ويغفر للأخطاء التي هي ديدن المحاولات الأولى والمتحمسة في حقل فني عريق ومتشعب مثل المسرح· ''المزبلة الفاضلة'' بدأت عرضها التمهيدي خارج القاعة وقبل دخول الجمهور إلى الصالة، حيث رأينا أبطال العمل بملابسهم الرثّة وسط كومة من الأوراق المتناثرة يتوسطهم شخص يعزف على الجيتار، وهو مدخل تمهيدي يذكرنا بالثيمات الإخراجية التي ينتهجها الفنان الكبير عبدالله المناعي في أعماله المتفردة وذات البصمة الأسلوبية الخاصة التي طبعت ذاكرة الأيام المسرحية· تنفتح ستارة العرض الأساسي في الصالة على كومة هائلة من المخلفات التي تترجم بيئة ''المزبلة'' التي أراد لها المخرج أن تهيمن على سينوغرافيا العرض بشكل مباشر ومزدحم بالتفاصيل والحيثيات المعبرة عن الثيمة المكانية للعمل· تخرج وسط هذه الكومة من المخلفات ثلاث شخصيات تتحاور في شؤونها الخاصة المتعلقة بمشكلات العيش في هذا المكان القذر والنائي، والذي اختارته المجموعة لتكون مستقرها وخلاصها، بعيداً عن المدن النظيفة التي نبذتهم وهمشتهم وأجبرتهم على تأسيس مدينتهم الفاضلة وسط الخراب· ومع مرور هذه الحوارات التي ازدحمت بالقفشات الكوميدية غير المواكبة للموقف والحالة التي يعيشها هؤلاء الأصدقاء الثلاثة، يدخل شخص رابع في المشهد ويدعي أنه المالك الوحيد للمكان، فينشأ صراع بين المجموعة والشخص الدخيل حول ملكية ''المزبلة''، والاستحواذ على مخلفاتها التي يمكن الاستفادة منها وإعادة استخدامها، خصوصاً بالنسبة للشخص الدخيل الراغب في تلبية متطلبات زوجته وأطفاله، ولو من خلال هذه الخردة والبقايا التي لفظها الآخرون· وكان يفضّل من مخرج العمل استغلال نقطة الصراع هذه، وكذلك بيئة العرض للدخول في مغامرة التعامل مع مسرح القسوة، وهو مسرح حليف ولصيق بهكذا أجواء ومواضيع، ولكن يبدو أنه أختار المنفذ الأسهل والتعامل مع الشؤون اليومية البسيطة والعابرة، ومن خلال معالجة تميل للكوميديا والعزف على عواطف الجمهور· الشباب المشاركون في العمل حاولوا تقديم أقصى ما لديهم من طاقات أدائية، وهي طاقات مبشرة، ونتمنى أن تحتضنهم الأعمال الناضجة والمتكاملة في المستقبل حتى تتطور لديهم الملكات الأدائية ويكون احتكاكهم بأصحاب الخبرة مباشراً وتفاعلياً ويحقق الفائدة للمسرح المحلي· تميز العرض بالتوظيف الجيد للإضاءة رغم كثافة زمن القصة وأحداثها، وهو تميز يعود لخبرة المخرج الطويلة في مجال التعامل التقني مع فن الإضاءة، ولمحمد صالح رؤى واجتهادات نتمنى أن تتخلص من التأثر والاقتباس، فهو يملك خامة وحس الإخراج ويتوافر على رغبة وحماس يستطيعان أن يحجزا له مكانا مسرحياً بارزاً في قادم الأيام· قام بأداء شخصيات العرض كل من محمد الكشف، وناصر بن طوق، وجاسم إسماعيل، وأحمد خميس، ومحمود إسماعيل في دور ''الشخص الدخيل''، والعمل من إشراف الفنان سعيد سالم·
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©