الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

توقعات بتثبيت إنتاج أوبك الأسبوع المقبل

توقعات بتثبيت إنتاج أوبك الأسبوع المقبل
11 مارس 2010 21:15
توقع مسؤولون وخبراء أن تبقي منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" على أهداف إنتاج النفط دون تغيير، عندما تعقد اجتماعها في فيينا الأسبوع القادم إذ يطغى السعر الحالي الذي يدور حول 80 دولارا والأمل في أن يؤدي انتعاش الاقتصاد العالمي إلى زيادة استهلاك الوقود على المخاوف من أن يكون العرض أعلى من الطلب. وانخفضت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الأميركي امس دون 82 دولارا للبرميل بعد أن سجلت أمس الأول أعلى مستوى لها في ثمانية أسابيع، إذ دفع ارتفاع التضخم في الصين المستثمرين لبحث احتمالات تشديد السياسات النقدية في ذروة نمو الطلب على الطاقة. وبحلول الساعة 09.48 بتوقيت جرينتش نزل سعر عقود النفط الخام الأميركي الخفيف تسليم أبريل المقبل 11 سنتا إلى 81.98 دولار للبرميل بعد أن لامس 83.3 دولار أمس الأول في أعلى مستوى له منذ 11 يناير الماضي حينما بلغ 83.95 دولار، وانخفض سعر عقود مزيج النفط الخام برنت في لندن 15 سنتا إلى 80.33 دولار للبرميل. وقال إدوارد مير المحلل لدى أم.اف جلوبل "بالرغم من أننا نعتقد أن أسعار الخام ستختبر مستوياتها المرتفعة في 2010 فمن المستبعد أن تتجاوزها بكثير"، وارتفع تضخم المستهلكين لأعلى مستوى في 16 شهرا في الصين ثاني أكبر مستهلك للوقود في العالم وأظهرت مجموعة من البيانات الاقتصادية تحسنا على نطاق واسع الأمر الذي أثار مجددا الحديث عن تشديد السياسات النقدية في محاولة لكبح نمو الاقتصاد أكثر مما يجب. ويجتمع وزراء منظمة اوبك التي تضخ ثلث الانتاج العالمي على الأقل في فيينا في 17 مارس الجاري لمناقشة سياستهم الانتاجية، وقال مسؤولون هذا الاسبوع انهم لا يتوقعون أي تعديل للحصص الانتاجية إذ إن الأسعار تتراوح في النطاق المرغوب فيه. وفي ظل ارتفاع العائدات وتداول النفط فوق نطاق 70 إلى 80 دولارا الذي تقول السعودية أكبر منتج للخام في العالم إنه عادل، فلا يوجد ما يدعو أوبك إلى تغيير المسار، وقال بيل فارين برايس من مؤسسة معلومات سياسة البترول الاستشارية "يبدو لي أن السعوديين يعتقدون أن السوق متوازنة جدا وأن السعر في النطاق المرغوب.. حتى إذا كانت المخزونات تميل إلى الارتفاع لا أتوقع تغييرا خلال هذا الاجتماع. سيرجئون أي قرار بشأن المعروض لوقت لاحق هذا العام". ويملك أعضاء كثيرون رفاهية تحقيق فائض مالي هذا العام في تناقض صارخ مع الوضع في معظم باقي أنحاء العالم، حيث تواجه الحكومات ديونا ضخمة تراكمت عليها عندما كانت تأخذ بيد الاقتصادات للخروج من الركود. وقال عماد العتيقي عضو المجلس الأعلى للبترول في الكويت أمس الأول "أوبك ستبقي على نفس مستويات الإنتاج" نظرا لاقتراب الأسعار من "المستوى المرغوب" بين 70 و80 دولارا للبرميل. وسيظل ضعف أسواق الخام الفورية مصدر قلق لوزراء النفط ومن المرجح أن يجددوا دعوة أطلقوها في اجتماعات سابقة لكي يحسن الأعضاء درجة التزامهم بقيود المعروض الحالية بغية معالجة مشكلة زيادة المعروض. وقال صداد الحسيني المسؤول الكبير السابق بشركة أرامكو السعودية العملاقة للنفط "يوجد نفط أكثر من اللازم في السوق .. لكنك لا تستطيع حقيقة خفض الحصص عندما تكون الحصص أقل بكثير من إنتاجهم الفعلي". وشجع ارتفاع الأسعار أوبك على زيادة الإنتاج رويدا رويدا وبصرف النظر عن المستويات المستهدفة، وبحسب مسح لرويترز ضخت المنظمة في فبراير أعلى مستوى في 14 شهرا. وتراجعت مخزونات النفط إذ شجع طقس شتوي بارد على استهلاك الوقود، لكن المخزونات في الدول المتقدمة لاتزال فوق معدلاتها التاريخية إذ تغطي حوالي 58 يوما من الطلب الآجل وهو ما يزيد ستة أيام على المستويات التي تفضلها أوبك. وتأمل المنظمة أن يستوعب تحسن الطلب في النصف الثاني من العام المخزونات وأن يمتص معروضا أعلى، وقال مندوب في أوبك "الاقتصاد يتحسن .. بالطبع نقول هذا بحذر شديد. لكن الطلب ينمو والأرقام أفضل بلا ريب عن العام الماضي". وغالبا ما تكون فترة الربع الثاني من العام هي الأبطأ للطلب ومن ثم ستأمل أوبك في أن يواصل مستثمرو عقود النفط التركيز لبضعة أشهر أخرى على التعافي الاقتصادي مستقبلا، بحثا عن مؤشرات للسعر بدلا من العوامل الأساسية الحالية للعرض والطلب. وارتفع سعر النفط لأكثر من مثليه منذ ديسمبر 2008 مدعوما بتوقعات التعافي الاقتصادي، وقال متعامل كبير لدى شركة نفط رئيسية "لا أفهم السبب وراء سعر النفط الحالي .. إذا نظرت إلى العوامل الأساسية تجد الأمر غير منطقي". وإذا ارتفعت أسعار النفط بدرجة أكبر بكثير فقد تواجه أوبك معضلة صعبة ولاسيما إذا رأت المنظمة أن السوق ترتفع في ظل مراهنة المستثمرين على النمو الاقتصادي في المستقبل بدرجة أكبر من العوامل الأساسية القوية. وسيكون على المنتجين دراسة هل يعززون المعروض لتهدئة الأسعار حتى إذا كانت العوامل الأساسية لاتزال ضعيفة من وجهة نظرهم. وتدرك السعودية أن ارتفاع الأسعار قد يضر بالتعافي الاقتصادي وينال من الطلب في الأجل الطويل، وقال ديفيد كيرش من بي.اف.سي إنرجي الاستشارية التي مقرها في واشنطن إن الحل قد يتمثل في ضخ المزيد دونما إثارة ضجة إلى أن ترى المنظمة علامات ملموسة على زيادة الطلب، وقال "إذا ارتفع الطلب فإن هناك الكثير من الطاقة الاضافية غير المستغلة. لكن بشكل مؤقت يمكن توقع المزيد من الزيادة الخافتة من مستويات الإنتاج الحالية". ومن المتوقع أن يقود الطلب الصيني زيادة في الاستهلاك العالمي هذا العام وثمة منافسة محتدمة بين المنتجين من داخل وخارج أوبك على هذه السوق الآخذة بالنمو، وقد استوردت الصين ثاني أكبر بلد مستهلك للنفط في العالم 4.83 مليون برميل يوميا في فبراير وهو ثاني أعلى حجم استيراد يومي على الاطلاق. وبدأت روسيا بيع الخام إلى المنطقة عن طريق خط أنابيب جديد لتدخل في منافسة مباشرة مع منتجي النفط الخليجيين الذين ظلوا يحكمون قبضتهم على المنطقة لفترة طويلة. وعمدت السعودية إلى خفض أسعار بيع الخام إلى المنطقة في إمدادات ابريل لتصل إلى أدنى مستوى في 14 شهرا، كما باع المنتجون الخليجيون الكميات المتعاقد عليها بالكامل تقريبا في المنطقة مع الابقاء على قيود المعروض في مناطق أخرى. ويشكك البعض في قدرة الصين والمنطقة على استيعاب كميات إضافية كبيرة من النفط، ويقول تجار إن اتساع فروق الأسعار بين الخامات منخفضة الكبريت والخامات الأثقل عالية الكبريت التي يبيعها منتجو أوبك في آسيا ينبئ بأن المنطقة متخمة بالمعروض.
المصدر: رويترز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©