الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاختلاف رحمةٌ.. وليس المقصود دمج المذاهب

الاختلاف رحمةٌ.. وليس المقصود دمج المذاهب
21 سبتمبر 2007 02:43
التقريب بين المذاهب الإسلامية له أهداف سامية، سمو مرجعها الأول ومصدرها الأعظم الكتاب الكريم والسنة النبوية المطهرة· وحول أهداف التقريب يقول الشيخ سعد قلقيلة - الداعية والباحث بوزارة الاوقاف المصرية - إن هذه الاهداف مقسمة إلى أهداف قريبة المدى وأخرى بعيدة المدى، كما تأتي في إطارها التنظيمي، أهداف تلازمية وتكاملية، باعتبار أن أهداف الاستراتيجية جزء مكمّل لأهداف التقريب الذي هو المقصد الأسمى، كما أن لهذه الأهداف أهميتها الخاصة باعتبارها إحدى آليات العمل التنفيذي الذي يشمل أساليب العمل التنظيمي والإجرائي· نصوص ظنية ويشير الى أن من أهداف التقريب بين المذاهب الإسلامية السعي الجاد المبرمج لتضييق المسافة الخلافية القائمة بين المدارس الاجتهادية الإسلامية، التي تكونت في شكل قضايا ومسائل استنبطت أحكامها من مصادر تشريعية، وترعرعت خلال الحقبة التاريخية التالية لعهدي صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) والتابعين، وهي ليست اختلافات لكنها اجتهادات في شكليات الأمور· ولابد من إثبات أن الاختلافات بين المذاهب والفرق الاسلامية لا تعني اختلافاً في جوهر النصوص التشريعية الثابتة في كتاب الله والصحيح من سنة رسوله (صلى الله عليه وسلم)، وإنما هي مجرد اجتهادات، وخلاصة آراء علمية توصل إليها الفقهاء والأئمة والمجتهدون من بعدهم، لذلك فما هو قائم حالياً بين المذاهب، ليس إلا تعدداً في المصادر الظنية، وتوسعاً في فهم نصوص الأحكام، وتنوعاً في القضايا والمسائل الخلافية، التي اقتضتها مستجدات ذلك التاريخ، ومجملها مستخرج من نصوص ظنية، على مستوى مدارك ومفاهيم إنسانية فردية أو جماعية تم انتشارها لسماحة الإسلام ورحابته· التأليف والتقريب وأكد ضرورة التعريف بأن المقصود بالتقريب ليس دمجاً للمذاهب الإسلامية الحية في إطار مذهب أو مذاهب أخرى، كما أنه ليس لغرض الدعوة للاكتفاء بالجوامع والمشتركات ورفض مسائل الاختلاف، أوالتخلي عن كل أو بعض المذاهب وتركها، والرجوع إلى رأي إسلامي جديد، كما يدعو إلى ذلك بعض الفقهاء، وإنما الغرض إبراز عناصر التقارب بين المذاهب كلها، وتعميق الصلة التشريعية، والعلم بأن كل أحكام التشريعات الاسلامية تعود إلى مصدرها الأساسي، وهو القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة، وأن بقية مصادر التشريع مستمد ثبوتها من مراجعها ومن أصول التشريع، أما الدمج أو الاحتواء أو التذويب فذلك أمر غير وارد، وغير مستساغ، لاستحالة وقوعه وصعوبة التفكير فيه، ويرفضه العقل الإسلامي، ولا يقبله منطق الحكمة· وينبغي التعريف والتذكير بأن جميع المسائل الخلافية وأحكام المذاهب الفقهية والآراء الاجتهادية، لم ينفرد بأي منها مذهب معين، وأن جل المسائل الاجتهادية اشترك في القول بها أكثر من إمام وفقيه مذهب، وربما التزم بها أكثر من مجتهد، وبالتالي ليست مختلفة اختلافاً كلياً مع كل المذاهب، كما نجد أن بعضاً من هذه المذاهب كانت قد التقت مع مذهب أو مذاهب أخرى في قواعد فروعية خلافية، وفي أكثر من قاعدة أصولية اجتهادية· ولابد من جعل التأليف بين قلوب أتباع المدارس الإسلامية والتقريب بين وجهات النظر هدفاً أساساً وتأكيد أن الجوامع والمشتركات من المسائل والقضايا الفقهية بين المذاهب، أكثر بكثير من مسائل الاختلاف، ولذلك فإنها من عوامل التقريب، كما هي معيار وحدة الأمة· والاحتفاظ بقواعد المذاهب كمنطلقات والوقوف علمياً وتاريخياً على أسباب الاختلافات الفقهية ودوافعها، ونشوء بعض الفرق الإسلامية واندثارها، لتقف الناشئة المسلمة وعامة الأمة الإسلامية، على معرفة كوامن تلك المعطيات من الأمور المثيرة للاختلافات·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©