الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حق صحابة الرسول

21 سبتمبر 2007 02:46
محبة أصحاب رسول الله وأهل بيته وأفضليتهم على من سواهم من المسلمين حق لابد أن يؤمن به كل مسلم وأنهم فيما بينهم متفاوتون فى الفضل وعلو الدرجة بحسب أسبقيتهم فى الإسلام، وتدور بنا سفينة الحقوق لتقف عند واجباتنا تجاه صحابة الرسول من المعقول والمنقول، من خلال الكتاب والسنة، فالمسلم يعلم، وهذا أول الحقوق بأن الصحابة قيمتهم عظيمة عند الله وعند رسوله، فيكفيهم شرفاً أنهم جلسوا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسمعوا منه وشاهدوه ونصروه حين احتاج إلى نصرهم، وآووه، فوجب على المسلم بعد ذلك عدم سبّ الصحابة امتثالاً لقول نبينا - صلى الله عليه وسلم - كما في صحيح مسلم '' لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه''· وبحب الصحابة ينال المسلم حب رسول الله، وببغض المسلم للصحابة يلاقي بغض النبي - صلى الله عليه وسلم - فيعمل المسلم على اكتساب حب النبي، وذلك من قوله - صلى الله عليه وسلم - كما أخرجه البخاري والترمذي وأحمد وابن حبان ''الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضاً بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن أذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله فيوشك الله أن يأخذه''· حبهم من الإيمان ما أجمل كلامك يا رسول الله· انظروا إلى تحذيره بقوله ''الله الله'' ثم يأتي بالنهي ''لا تتخذوهم غرضاً بعدي'' أي لا تتخذوهم غرضاً للسب والطعن فيهم، ثم يبين أن من يحبهم يحبه ومن يكرههم يكرهه ''فبحبي أحبهم'' ''وببغضي أبغضهم''· ويبين أن سب الصحابة يؤذي رسول الله ويؤذي الله تبارك وتعالى وهذا يستحق العذاب الأليم، وليكن لنا في خامس الخلفاء الراشدين قدوة وأسوة، فحكى ابن سعد في الطبقات أن عمر بن عبدالعزيز ''خامس الخلفاء الراشدين'' ذلك الخليفة التقي النقي سألوه أن يحكم على سيدنا علي بن أبي طالب وعلى سيدنا معاوية بن أبي سفيان، ومعاوية يعتبر جد عمر بن عبدالعزيز الأموي، فقال قولة سجلها له التاريخ، قال لهم ''والله لتراب جاء على أقدامهم لما مشوا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في طرقات المدينة أفضل من عمر، ومما فعل عمر'' وكذلك طلب من الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان فقال للسائل ''يا هذا والله ما كنا أهلاً للحديث عنهم، فكيف نكون أهلاً للحكم عليهم''، ومن الحقوق الواجبة علينا تجاه الصحابة أن ندرك أن حبهم من الإيمان، كما أخرج الإمام مسلم في صحيحه أن الرسول قال ''حب الأنصار من الإيمان''، وما ذلك إلا لسابقتهم ومجاهدتهم أعداء الله بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم-· لا طعن في الصحابة والمسلم لا يطعن في أحد من الصحابة، لأنه يعلم أن من طعن فيهم أو سبهم، فقد خرج من الدين ومرق من ملة المسلمين، لأن الطعن لا يكون إلا من اعتقاد مساوئهم وإضمار الحقد لهم وإنكار ما ذكره الله تبارك وتعالى في كتابه من ثنائه عليهم وبيان رسول الله فضائلهم وحبهم· ويكفي المسلم أدباً أن يعلم قيمة الصحابة من قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما أخرج أبو نعيم في الحلية وابن أبي عاصم في السنة ''إن الله اختارنى، واختار لى أصحاباً، فجعل لى منهم وزراء وأنصاراً وأصهارا فمن سبهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً يوم القيامة''، وما أخرجه ابن عدي في الكامل والخطيب في تاريخ بغداد عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال أناس من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ''من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين''· بل الواجب على كل مسلم أن يلتزم عدم الخوض في الحديث عن الصحابة بما يكرهه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلا نخطئ أحداً ولا نصوب الآخر، فإن هذا ما أمرنا به الرسول الكريم فيما أخرجه الإمام أحمد في مسنده والبيهقي في الشعب قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ''إذا ذكر أصحابي فأمسكوا '' أي إذا ذكر أصحابي بسوء فإياكم والحديث عنهم بهذه الصورة· قَدْر عظيم والمسلم من الواجب عليه أن يعلم أن قدر الصحابة جميعاً عظيم، وأعظمهم قدراً العشرة المشهود لهم وهـم: أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وطلحة بن عبيدالله والزبير بن العوام، وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وأبي عبيدة بن الجراح وعبدالرحمن بن عوف ثم أهل بدر، وأعظم العشرة قدراً الخلفاء الأربعة ''أبو بكر وعمر وعثمان وعلي'' ويجب على المسلم أن يعلم أن كل من شهد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مشهداً فقدره عظيم عند الله وعند رسوله، وعند الملائكة والناس أجمعين، وليس هناك حق ولا أوجب على المسلم قدر الصحابة حينما يقرأ هذه الآية عن الصحابة الكرام (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم)(التوبة-100) وكذلك قوله سبحانه (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم)(المائدة-54)· هكذا تكون على المسلم حقوق الصحابة إجلال مع المحبة، ومعرفة قدرهم بدون مبالغة· ينشر بترتيب مع وكالة الأهرام للصحافة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©