الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
21 سبتمبر 2007 02:48
روي أن النبي صلى الله عليه وسلم لما علم أن قبيلة طيىء تستعد لقتال المسلمين فإنه، وكعادته في المبادأة، بعث حملة بقيادة علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ففاجأ القوم، وكان عدي بن حاتم الطائي من أشد العرب بغضاً للنبي صلى الله عليه وسلم، ففر واستطاع علي -كرم الله وجهه- أن يسوق الأسرى نساء ورجالاً الى النبي صلى الله عليه وسلم، وكان من بينهم سفانة بنت حاتم الطائي فوثبت حتى قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: يا محمد، هلك الوالد، وغاب الرافد، فإن رأيت أن تخلِّي عني ولا تشمت بي أحياء العرب، فإن أبي كان سيد قومه، يفك العاني، ويقتل الجاني، ويحفظ الجار، ويحمي الذمار، ويفرج عن المكروب، ويطعم الطعام، ويفشي السلام، ويحمل الكَلَّ، ويعين على نوائب الدهر، وما أتاه أحد في حاجة فرده خائباً، أنا ابنة حاتم الطائي· فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ''يا جارية، هذه صفات المؤمن حقاً، ولو كان أبوك مسلماً لترحمنا عليه''· ثم قال لأصحابه: ''خلّوا عنها، فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق''· ثم قال: ''ارحموا عزيزاً ذل، وغنياً افتقر، وعالماً ضاع بين جهال''· كما امتن عليها بقومها، فأمر بإطلاقهم تكريماً لها· فاستأذنته في الدعاء له فأذن، فقالت: أصاب الله ببركة مواقعه·· ولا جعل لك الى لئيم حاجة، ولا سلب نعمة عن كريم قوم إلا جعلك سبباً في ردها عليه· فلما انطلقت هُرعت الى أخيها عدي بن حاتم وكان بدومة الجندل، فقالت له: يا أخي ايت هذا الرجل قبل أن تعلقك حبائله، فإني قد رأيت هدياً ورأياً سيغلب أهل الغلبة، ورأيت خصالاً تعجبني: يحب الفقير، ويفك الأسير، ويرحم الصغير، ويعرف قدر الكبير، وما رأيت أجود ولا أكرم منه، فإن يكن نبياً فللسابق فضله، وإن يكن ملكاً فلا تزال في عز ملكه· فقدم عدي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسلم كما أسلمت سفانة وحسن إسلامها، ومات عدي شهيداً في إحدى المعارك الإسلامية·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©