السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الوفاء

21 سبتمبر 2007 02:50
قيل في المثل: ''أوفى من فكيهة''، وهي امرأة من بني قيس بن ثعلبة، كان من وفائها أن السليك بن سلكة غزا بكر بن وائل، فلم يجد غفلة يلتمسها، فخرج جماعة من بكر فوجدوا أثر قدم على الماء فقالوا: إن هذا الأثر لقدم ورد الماء، فقصدوا له، فلما وافى حملوا عليه فعدا حتى ولج قبة فكيهة فاستجار بها، فأدخلته فنادت إخوتها فجاؤوا عشرة، فمنعوهم منها· ويقال أيضاً: ''هو أوفى من أم جميل''، وهي من رهط ابن أبي بردة من دوس، وكان من وفائها أن هشام بن الوليد بن المغيرة المخزومي قتل رجلاً من الأزد، فبلغ ذلك قومه بالسراة فوثبوا على ضرار بن الخطاب الفهري ليقتلوه، فعدا حتى دخل بيت أم جميل وعاذ بها، فقامت في وجوههم ودعت قومها فمنعوه لها، فلما ولي عمر بن الخطاب -رضى الله عنه- ظنت أنه أخوه فأتته بالمدينة، فلما انتسبت له عرف القصة فقال: إني لست بأخيه إلا في الإسلام وهو غاز وقد عرفنا منتك عليه وأعطاها على أنها ابنة سبيل· ويقال: ''أوفى من السموأل بن عاديا''، وكان من وفائه أن امرأ القيس بن حجر لما أراد الخروج إلى قيصر استودع السموأل دروعاً له، فلما مات امرؤ القيس غزاه ملك من ملوك الشام فتحرز منه السموأل، فأخذ الملك ابناً له خارج الحصن وصاح، يا سموأل هذا ابنك في يدي وقد علمت أن امرأ القيس ابن عمي وأنا أحق بميراثه، فإن دفعت إلي الدروع وإلا ذبحت ابنك· فقال: أجلني، فأجله، فجمع أهل بيته فشاورهم فكلهم أشاروا بدفع الدروع وأن يستنقذ ابنه، فلما أصبح أشرف عليه وقال: ليس لي إلى دفع الدروع سبيل فاصنع ما أنت صانع، فذبح الملك ابنه وهو ينظر إليه وكان يهودياً، وانصرف الملك ووافى السموأل بالدروع الموسم فدفعها إلى ورثة امرأ القيس، وقال في ذلك: وفيت بأدرع الكنـدي إنـي إذا ما خان أقـوام وفـيت وقالوا عنده كنـز رهــيب فلا وأبيك أغدر ما مشيــت بنى لي عادياً حصناً حصينا وبئراً كلما شئت استقـيـت وفي ذلك يقول الأعشى: كن كالسموأل إذ طاف الهمام به في جحفل كسواد الليل جـرار بالأبلق الفرد من تيمـاء منــزلـه حصن حصين وجار غير غدار خبره خطتـي خسـف فقـال لـه مهما تقولن فإني سامـع حـار فقال ثكـل وغـدر أنت بينـهـما فاختر فما فيهما حظ لمختـار فشك غير طويل ثـم قـال لـه اقتل أسيرك إني مانع جـاري ويقال: ''أوفى من الحارث بن عباد''، وكان من وفائه أنه أسر عدي بن ربيعة ولم يعرفه، فقال له: دلني على عدي بن ربيعة ولك الأمان، فقال: أنا آمن إن دللتك عليه؟ قال: نعم· قال: فأنا عدي بن ربيعة فخلاه وفي ذلك يقول الشعر: لهف نفسي على عدي وقد شا رفه الموت واجتوته المنون ويقال: ''هو أوفى من عوف بن محلم''، وكان من وفائه أن مروان القرظ غزا بكر بن وائل، ففضوا جيشه وأسره رجل منهم وهو لا يعرفه، فأتى به أمه، فقالت: إنك تختال بأسيرك كأنك جئت بمروان القرظ· فقال لها مروان: وما ترجين من مروان؟ قالت: عظم فدائه· قال: وكم ترجين من فدائه؟ قالت: مائة بعير· قال مروان: لك ذلك على أن ترديني إلى خماعة بنت عوف بن محلم، قالت: ومن لي بالمائة فأخذ عوداً من الأرض، وقال: هذا لك، فمضت به إلى عوف فاستجار بخماعة ابنته فبعثت به إلى عوف، ثم إن عمرو بن هند بعث إلى عوف أن يأتيه بمروان، وكان واجداً عليه في شيء، فقال عوف لرسوله: إن خماعة ابنتي قد أجارته، فقال: إن الملك قد آلى أن يعفو عنه أو يضع كفه في كفه، فقال عوف: يفضل ذلك على أن تكون كفي بين أيديهما، فأجابه عمرو إلى ذلك، فجاء عوف بمروان فأدخله عليه فوضع يده في يده ووضع يده بين أيديهما فعفا عنه·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©