اعتمد مجلس الأمن الدولي بالإجماع، اليوم السبت، مشروع قرار يطلب وقف إطلاق نار في سوريا "في أسرع وقت" لإفساح المجال أمام وصول المساعدات الإنسانية وإجلاء حالات طبية، وذلك بعد 15 يوما من المداولات.
ويطالب النص الذي عُدل عدة مرات "كل الأطراف بوقف الأعمال الحربية في أسرع وقت لمدة 30 يوما متتالية على الأقل في سوريا من أجل هدنة إنسانية دائمة".
والهدف هو "إفساح المجال أمام إيصال المساعدات الإنسانية بشكل منتظم وإجلاء طبي للمرضى والمصابين بجروح بالغة".
وفي قت سابق، لقي 30 مدنياً حتفهم، بينهم 5 أطفال، في اليوم السابع للعملية العسكرية الأكثر دموية بغوطة دمشق الشرقية، لترتفع حصيلة القتلى خلال أسبوع، إلى نحو 500 شخص، بينهم أكثر من 186 طفلاً وسيدة، في وقت تعوق التجاذبات السياسية الدولية إقرار قرار هدنة بمجلس الأمن، يتيح توصيل المساعدات والإغاثة للناجين من القصف الوحشي الذي يشنه جيش النظام السوري.
وكشف الدفاع المدني عن أن منطقة الغوطة، تعرضت لقصف بأكثر من 100 صاروخ، محملة بمادة النابالم الحارقة، وصواريخ أرض أرض، ما أوقع خسائر بشرية ومادية فادحة.
في الوقت نفسه، قالت وكالة الأنباء الحكومية، إن عدداً كبيراً من القذائف الصاروخية للفصائل المسلحة، استهدف اليوم مناطق في دمشق، ما أوقع جرحى، وتسبب في أضرار مادية كبيرة.
من جهة أخرى، تواصلت المحادثات، اليوم، في الأمم المتحدة حول إعلان وقف لإطلاق النار في سوريا لمدة شهر ما أدى إلى تأخير بدء جلسة مجلس الأمن في موعدها المحدد عند الساعة 17,00 ت غ والتي يرتقب أن يطرح فيها مشروع قرار بهذا الصدد للتصويت، وذلك بهدف تفادي فيتو روسي بحسب دبلوماسيين.
ولم يعرف فورا إن كان سيتم إرجاء التصويت على مشروع قرار يطالب بهدنة تجيز نقل المساعدات الإنسانية وإجلاء الجرحى والمرضى. وبعد هذا الموعد بحوالى 20 دقيقة كانت قاعة مجلس الأمن شبه فارغة إلا من مندوبين اثنين.
وصرحت المندوبة الاميركية الى الامم المتحدة نيكي هايلي لصحافيين "اليوم سنرى إن كان لدى الروس ضمير"، دون توفير توضيحات.
واوضح دبلوماسي رفض الكشف عن هويته ان "المفاوضات مستمرة، ونحاول انتزاع اتفاق".
ويجري المجلس مشاورات منذ 9 فبراير حول مشروع قرار متعلق بهدنة إنسانية، ترافقت مع حملة قصف جوي كثيفة للقوات الحكومية السورية على الغوطة الشرقية قرب دمشق التي تسيطر عليها المعارضة.
وتعثرت المفاوضات بسبب مطالبة روسيا بالتزام الجماعات المسلحة التي تقاتل الرئيس السوري بشار الأسد بالهدنة.
وفي البداية كان مشروع القرار ينص على ان موعد سريان وقف اطلاق النار يبدأ بعد 72 ساعة من تبنيه، لكن هذا التصور لا يزال قيد المناقشة.
واستخدمت روسيا حق النقض 11 مرة ضد مشاريع قرار حول سوريا تستهدف حليفتها دمشق. وفي نوفمبر استخدمت حق النقض لانهاء تحقيق تقوده الأمم المتحدة حول هجمات بالأسلحة الكيميائية في سوريا.
عدد اليوم
