الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

عمالقة الألمنيوم يتسابقون على موارد الطاقة الرخيصة

عمالقة الألمنيوم يتسابقون على موارد الطاقة الرخيصة
21 سبتمبر 2007 21:24
في الوقت الذي تشهد فيه أسعار الطاقة صعوداً وزيادة مستمرة، فقد شرعت كبريات شركات الألمنيوم في العالم في الاستثمار بكثافة من أجل تأمين مصادر الطاقة الخاصة بها عبر شراء محطات الطاقة المحلية في بعض الأحيان أو بناء عمليات لإنتاج الالمنيوم في مناطق بعيدة في العالم، حيث تتوفر المزيد من الطاقة وبتكلفة أقل مما هي عليه في المناطق القريبة· وكما ورد في صحيفة الوول ستريت جورنال مؤخراً فإن شركات كبرى مثل شركة يونايتد ومؤسسة روسال الكوا ونورسك هايدرو، بالاضافة الى شركات عديدة أخرى دخلت في سباق من أجل الاستحواذ على إمدادات الطاقة الهيدروكاربونية في اقليمي سيبيريا وايسلندا، بالاضافة الى الغاز الطبيعي الرخيص في منطقة الشرق الأوسط من أجل إشعال عجلة الإنتاج في المزيد من مصانع الالمنيوم، ويبدو أن هؤلاء المنتجين قد أقروا في نهاية المطاف ان البقاء بالقرب من مصادر الطاقة أهم بكثير من الاقتراب من الزبائن أنفسهم، وبذلك فقد شرعوا في تحويل المركز العالمي لإنتاج الالمنيوم بعيداً عن أوروبا والولايات المتحدة الأميركية وفي أحضان الدول الأكثر ثراء بالنفط والطاقة· ولكن الخطوة تمثل أيضاً تحولاً في الاستراتيجية الاستثمارية، حيث سيتعين على المنتجين إنفاق جزء كبير من الأرباح في مجال توليد الطاقة وجزء أقل منها في تطوير منتجات أو تطبيقات الألمنيوم· وكذلك فإن شركات الألمنيوم بالطبع سوف تبيع وتتخلص من المزيد من عمليات المستهلك مثل أعمال التغليف والتعبئة بهدف تحرير المزيد من الأموال لإنفاقها على مصادر الطاقة الرخيصة والمتوفرة· ومنذ حقبة الثمانينيات فقد ظلت الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا الغربية تسهمان بأكثر من نصف الإنتاج العالمي من الألمنيوم، أما الآن فإن المنطقتين معاً لا تسهمان إلا بمقدار يقل عن 25 في المئة فقط· اذ يقول ويليام بليزير المحلل في مكتب ايه تي كيرني بينيلاكس ''يبدو ان السوق بدأ يشهد المزيد من التحول باتجاه الدول النامية'' فشركة روسال الروسية العملاقة في إنتاج الألمنيوم والتي تكونت في أوائل هذا العام جراء إندماج شركتي أو ايه أو روسائل مع مجموعة سوال وإدارات الالمنيوم في شركة جلينكور ايه جي عمدت الى التخلص من أعمالها التجارية في مجال علب المشروبات المصنوعة من الألمنيوم· وأعمال أخرى تعتبرها الشركة أعمالاً جانبية لا تشكل سوى 3 في المئة في اجمالي ايرادات الشركة· علماً بأن اجمالي إيرادات شركة روسائل قد بلغت 8,18 مليار دولار في عام ،2006 بينما اتجهت مجموعة الكوا العملاقة الأخرى في قطاع الألمنيوم الى بيع بعض الأعمال التجارية المتعلقة بإنتاج السيارات للمستهلك اذ يقول ارتيم فولينيتز مدير الاستراتيجية المؤسساتية في شركة روسال ''لن يصبح بإمكانك تحقيق أهدافك بعد الآن ما لم تعمل على ان يتكامل الإنتاج في أعلى المراتب مع مجالي الطاقة والوقود''· وكان فولينيتز وممثلين لكبار الشركات المصنعة للألمنيوم في العالم قد اكتفوا في أحد مؤتمرات الصناعة الذي عقد في دبي مؤخراً لمناقشة المسائل التي تؤرق الصناعة وفي مقدمتها مسألة الطاقة· لذا فقد بات من المرجح ان تصبح منطقة الشرق الأوسط بما يتوفر لديها من مصادر غنية بالغاز أحد أسرع المناطق نمواً في العالم في إنتاج مصاهر الألمنيوم الجديدة وكذلك فإن شركة روسال تنوي شراء العديد من شركات الطاقة المحلية بعد ان عقدت شراكة مع الشركة الاحتكارية للطاقة في سيبريا· وكما يقول فولينيتز ''نحن نخطط لزيادة السعة الانتاجية للألمنيوم بمعدل 60 في المئة في عام 2014؛ لذا فإن جميع المصاهر الجديدة سوف تتمتع بطاقة ذاتية التوليد أو تزويدها بالطاقة عبر عقود طويلة المدى''· والى ذلك فقد تمكنت شركة نورسك هايدرو النرويجية من إنشاء شركة مشاركة مع شركة قطر بتروليوم من أجل بناء مصنع للألمنيوم في قطر، بينما تتجه شركة الكوا الى بناء مصهر جديد في ايسلندا، حيث أبرمت مع السلطات هناك عقوداً تمكنها ايضاً من الحصول على الطاقة المائية وفق شروط طويلة الأجل· وفي الوقت الذي ينتشر فيه هذه المرافق الجديدة لإنتاج الالمنيوم في الأنحاء الشمالية الغربية للمحيط الهادئ، فقد عمد المنتجون الى إغلاق المصاهر القديمة العالية التكلفة في أوروبا الغربية لمصلحة المصاهر الجديدة في قطر ودولة الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام ويتوقع المحللون في قطاع الألمنيوم ان كمية بحوالي اثنين الى أربعة ملايين طن متري من الألمنيوم الحالي العالي التكلفة ومعظمه في أوروبا والولايات المتحدة سوف يصار الى إغلاقها والتخلص منها بحلول العام ·2010 وفي هذه الأثناء فإن من المتوقع ان ينمو الطلب على الألمنيوم بمعدل 3 الى 4 في المئة في كل عام شأنه شأن جميع السلع الأخرى التي ستشهد نمواً هائلاً في الطلب بسبب الاستهلاك في الصين وخاصة في مجال السيارات والماكينات والمعدات وقطاع البناء والتشييد· علماً بأن انتاج الألمنيوم يشهد زيادة في الصين ولكن ليس بتكلفة رخيصة بسبب غلو ثمن الطاقة في الصين، حتى مع الانتشار والتوسع في بناء محطات الطاقة هناك·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©