الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سيد الهندي: ببغائي يقلدني ويكشف أسراري

سيد الهندي: ببغائي يقلدني ويكشف أسراري
18 ابريل 2009 01:28
اختار مهنة يحبها ولم تفرض عليه لأنها تتصل بهواية يمارسها بحب منذ كان يافعاً يحاول الطيران في السهول سعياً خلف الطيور التي يطاردها مغرداً لها حاملاً بين يديه فتات الخبز لتقتاتها وبعض الحبوب لتنقرها.. فتارة تحط من على غصن الشجرة لتنزوي تحتها تتلقف حبات القمح من باطن كفه، أو من فسحة صغيرة عند قاعدة الشجرة. وفي تارة أخرى تتابع طيرانها وتحلّق وتغيب عن مدى رؤيته ليذهب صدى صفيره وتغريده لها سدى. صديق الطيور تلقى سيد (بات يحمل بعد وصوله أبوظبي وإقامته فيها نحو خمس سنوات لقب: سيد الهندي) علومه الدراسية في الهند، وكان ناجحاً في دراسته، يقول: «تمنيت دراسة الزراعة أو الطب البيطري، فقد أحببت مجال الزراعة منذ صغري نظراً لجمال بلدي والاقليم الذي نقيم فيه، حيث المزروعات والفاكهة الشهية، ويتصف بوفرة الجبال والسهول والوديان، حيث كنت أشاهد أنواعاً عديدة من الحيوانات والطيور، وحين حالت الظروف دون إكمال تعليمي، قررت العمل في هذا المجال الذي أحبه وهو الطيور، حيث أعتبر نفسي صديقاً لها، خاصة الببغاء». يتوقف ليداعب ببغاءه ببعض الصفير رداً على استدعاء الببغاء له! ثم يقول: «عمري الآن 25 سنة، جئت قبل خمسة أعوام إلى أبوظبي من ولاية كيرالا في الهند المبنية على سبعة تلال بحرية، تتميز بطبيعة خاصة تميزها عن بقية أنحاء شبه القارة الهندية، فهي تطل على المحيط الهندي، وبها القنوات المائية والجبال والغابات الاستوائية، مما يجعل معظم أنواع الطيور تستوطنها أو تعبر في أجوائها. فضلاً عن وجود نحو 10 محميات للحيوانات البرية ومحمية للطيور تضم أندر وأشهر أنواع الطيور كالببغاء». بين الزقزقة والتغريد سلب سيد إعجاب بعض الزبائن الذين أطلقوا شهقات الدهشة حين تحدث إلى ببغائه، فردّ عليه! ثم أخبرنا قائلاً: «أحببت أن أكون مدرب طيور، خاصة الببغاء لأعلمه التحدث باللغات العربية والإنجليزية والهندية وغيرها، وبالتالي فأنا نفسي بتّ ناطقاً بلغة الطيور! يقول: «لم يعد أمر اهتمامي بالطيور وتقليدها لي وتقليدي لها غريباً على الناس والزبائن التي تتردد على سوق الطيور في ميناء أبوظبي، حيث أعمل بائعاً فيه منذ وصولي أبوظبي، فعالم الطيور مجالي الذي أحببته طويلاً وبتّ خبيراً به، أجيد تغريد وتقليد كل الطيور بما فيها الصقر، وأحادثها بالزقزقة، بينما أحادث الببغاء بالمفردات قبل أن أقدم له فتات الخبز وحبوب الذرة وبزر دوّار الشمس. فضلاً عن معرفتي أنواعها وجنس الطير أنثى أو ذكر من مجرد نظرة عن بعد (!) وعن كيفية تعلمه تغريد وتقليد أصوات الطيور، ومحادثة الببغاوات، قال: «سبق أن تعلمت من صديقي (اسمه سيد) كيفية التواصل مع الطيور التي نبيعها في السوق، وتكون داخل أقفاصها. وكيفية التخاطب مع الببغاء، حيث كنت خلال وجودي في بلدي أعرف القليل عن مخاطبتها بمفردات بسيطة. يبتسم ثم يضيف: «جرت العادة أن تقرأ الناس في الكتب ثم تنفذ العلوم النظرية بالتطبيق العملي.. بينما أنا فعلت العكس فقد تعلمت من صديقي سيد بشكل عملي كيفية تعليم الببغاء ومخاطبته والتواصل معه ومع أنواع الطيور الأخرى ومصادقتها، ثم اقتنيت كتباً منها بلغتي الهندية ومنها باللغة الإنجليزية فيها معلومات ونصائح عن كيفية التواصل مع الببغاء وكسب صداقته، وكذلك كيفية التعامل مع الأسد ليستحيل هراً»! وبغية إقناع المترددين على دكانه بأهمية وجود «ببغاء» في المنزل، توقف سيد عن الكلام وومى إلى ببغائه يردد له جملة باللغة العربية، فيرددها الببغاء متقطعة متواترة بشكل واضح. بعد ذلك يفاجئ الببغاء سيد ويقول له بالإنجليزية: أريد ماءً، لكن سيد يحضر له حبوب قمح! فيضربه بريشهِ الملون مردداً: قلت أريد ماءً. وبمجرد أن قال له سيد باللغة العربية: عيب عيب عيب. ردد الببغاء: عيب. ثم ونكّس رأسه خجلاً. وداعاً.. إلى اللقاء يتنهد سيد الهندي ويغير وضعية جلوسه قبل أن يقول: «اعتدت على تدريب الببغاوات وتربية الطيور وسقايتها وإطعامها، وبت أعرف أدق تفاصيلها وعوالمها، فهي لا تكتفي بترديد المفردات التي تسمعها فقط، كما يخيل إلينا أو كما يشاع، بل إنها ترددها في الوقت المناسب وحين يتطلب الأمر ذلك، فكثيراً ما وشت بي وكشفت أسراري، حين رددت مفردات كنت أصف بها بعض رفاق العمل، وحين يحضرون إلى الدكان كان الببغاء يناديهم كما وصفتهم، مثل (حرامي، كاذب، ثقيل الدم) أو حين يرى تاجر الطيور الإفريقي يقول الببغاء: هاتوا البوليس. عدا عن إتقانه مفردات بنحو عشر لغات منها العربية والانجليزية والهندية والفرنسية والإيطالية والصينية والأوردو! وبعد أن يفتح باب القفص ليُخرج الببغاء، بدا الحزن على ملامحه وقال: «الببغاء أحد أشهر أنواع الطيور التي نبيعها هنا، وأقضي معه وقتاً طويلاً قد يمتد شهوراً قبل بيعه، فهو مرتفع الثمن، وقليل من يرغبون بشرائه، وبعض أنواعه يباع الواحد منها بعشرة آلاف درهم، خاصة إن كان يلفظ مفردات بعدة لغات .. وغالباً حين أبيع ببغاءً تكون العبارة الأخيرة المتداولة بيننا «وداعاً» أو «إلى اللقاء»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©