الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإمارات ملتقى أهل القرآن من شتى بقاع الأرض

الإمارات ملتقى أهل القرآن من شتى بقاع الأرض
21 سبتمبر 2007 21:34
هذا أبيض وذاك أسود والآخر لا ينطق العربية، وأما هذا فقد جاء من بلاد بعيدة والتقوا جميعاً على أرض الإمارات·· لم يجمعهم نسب إلا أنهم يشتركون في الهدف، ويعرف كل واحد منهم وجهته وحدد جدول أعماله، لاسيما أنهم يدركون ماذا يريدون حتى وإن كانوا صغاراً لم يتجاوز العشرين·· فهم رجال لما يحملون من فكر عظيم وكتاب كريم، تزدان عقولهم بالحكمة ويغبطهم القاصي والداني على ما آتاهم الله من فضله وعظيم مننه، وقد أتمَّ المولى عليهم كرمه بأن وفّر لهم مكاناً يلتقون في كل عام يقرأون فيه ما يرونه الوسيلة الصحيحة للتخلص من المشاكل في العالم· هؤلاء الفتية يجتمعون يتنافسون يتدارسون، وجميعهم يريد الريادة والقيادة، ولكن وفق أصول مرعيَّة وقواعد مرسيَّة·· شرف المنافسة هو شعارهم، والفوز المستحق هدفهم، لا يريدون الوصول إلى القمة بالقوة ولكن بالجدارة والمهارة· الكل يقدم أوراق اعتماده أمام لجنة تحكيم دولية تتشكل من مختلف الجهات الأربع للكرة الأرضية، ليكونوا خير من يفصل بين المتسابقين المتحابين -وليس المتنازعين- ليسعد الجميع في النهاية بما حقق· الإمارت احتضنت فتية القرآن هؤلاء ووفرت لهم كل احتياجاتهم، لاعتقادِها أن تلك الناشئة ستنشر العدل في ربوع العالم، وتدعو إلى الفكر المستنير والتواصل الحضاري، ولذلك كانت جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم التي يشارك فيها سنوياً أكثر من 80 متسابقاً يمثلون دولاً عربية وإسلامية وجالياتٍ إسلاميةً حول العالم للمشاركة في المسابقة الدولية· ورغم صغر عمر تلك الجائزة، إلا أنها ترعرعت ونمت -كما هي الإمارت- حتى أصبحت مهوى أفئدة الحفاظ ومحط رحال العلماء ومكان التقاء المفكرين والمبدعين والمصلحين، كما يؤكد المستشار إبراهيم بوملحة رئيس اللجنة المنظمة للجائزة، معتبراً أن الجائزة أصبحت مقراً دائماً لأهل الله وخاصته أصحاب القرآن وعلومه· وذكر بوملحة أن الدول المشاركة تتميز بالتنوع حيث تغطي مختلف قارات العالم، مشيراً إلى أن الجهات المعنية ترسل الحفظة المجيدين للحفظ والتجويد وأصحاب الأصوات الجيدة للمنافسة على الجوائز الكبرى التي تقدمها اللجنة المنظمة للجائزة للفائزين برعاية ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي راعي ومؤسس الجائزة، حيث يحرص سموه على أن تكون الجائزة الأولى في العالم التي تكرم حفظة كتاب الله· وأكد سعادة المستشار إبراهيم بوملحة رئيس اللجنة المنظمة للجائزة أن جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم مشروع حضاري لتخريج قراء ومجودين في العالم الإسلامي قاطبة، وذلك لما تحتوي عليه من سمات ومميزات خاصة تجعلها تختلف عن مثيلاتها حيث المساواة في الفرص بين الحفّاظ مع الإقبال المنقطع النظير، بالإضافة إلى احتواء المسابقة على متسابقين من جميع الجنسيات جمتعهم راية القرآن· واعتبر بوملحة أن المسابقة الدولية دليل بارز على تأصيل الهوية الإسلامية التي أسسها القرآن، والذي وجّه الغزو الفكري سهامه إلى منابعها حيث يدرك مدى التلازم بين القرآن واللغة العربية، وقد جاءت هذه التظاهرة لتؤكد أن عقل المسلم أوسع إدراكاً وأفضل حالاً إذا تمسك بكتاب ربه الذي شكل أفئدة المسلمين فضربوا أروع الأمثلة في التقدم والانفتاح على الثقافات الأخرى· ويرى أن جائزة دبي تعمل على خدمة كتاب الله تعالى والارتقاء بالمستوى العام للأداء وتحفيز الأجيال الناشئة على الالتزام بينها وإدراك واجباتها تجاه عقيدتها ورسالتها الإسلامية، وكذلك إيجاد روح التنافس في مجال حفظ القرآن الكريم والتشجيع على بذل المزيد من الجهد والوقت للحفظ والتلاوة· كما أن الجائزة تعمل على تكريم المتميزين من حفظة كتاب الله وإبراز الوجه الإسلامي للدولة وتأكيد دورها في خدمة أبناء العالم الإسلامي، حيث خدمة القيم الإسلامية لما لها من أهمية في الحياة الفرد والمجتمع، ويتجلى ذلك في تكريم الشخصيات أوالجهات التي قامت بخدمة الإسلام في العالم· لقد أصبحت الإمارات بهذه الجائزة مقراً دائماً لأهل القرآن وملتقىً سنوياً يجتمعون فيه للتنافس في حفظه·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©